شعر و أدب

أُُسْدِلَ السِتَار

شعر/ خالد عاشور

أنتِ التي غادرتني 
على الدرب
وأنتِ التي ضيّعتِ
عالمي المستحيل
وهجرتِ الصباحَ الجميل
وحدكِ أنتِ
مَنْ أضاع الحُلمَ
وكسر القلب
من اختار البُعدَ
وخان العهد
أنتِ من تركَ يدي
في منتصف الطريق
وبقيتُ ضائعًا وحيدًا
بلا مستقبل .. بلا ذكرى
تتكسرُ في صدري العَبره
أخذتِ أيامي وأحلامي
سرقتِ البسمةَ والضحكه
حقولَ الوردِ وأزهارَ الربيع
قمر الليل ونجوم السماء
أشعاري وأغاني المساء
أخذتِ كل ما لديَّ ورحلتِ
وتركتِني للتِيه للضياع
بعد أن كنتِ للقمرِ ضياء
وكنتِ للشمسِ شعاع
بعد أن كنتِ لقلبي الحياه
ولعيني ضياءً وبريق
كنتِ دوائي وهوائي
أتنفسُكِ زفيرًا وشهيق
كنتِ دمي تَسْري بالعروق
كنتِ بحياتي بُرعمًا يتفتح
وزهورًا تُزهر بعمري وتنمو
وأملاً له أحيا وأصبو
وغاباتِ أغانٍ بها أشدو

*****************

كُنتُ في حُبِكِ أسيرُ
عكسَ الموجِ ، عكس التيار
أتحدى العالمَ ليلَ نهار
أرويكِ بشلالاتِ حبي
أهديكِ عُصارةَ فكري
وأجملُ لحظاتِ عمري
بذلتُ دمي وروحي عليكِ
سكبتُ دموعي بين يديكِ
تتدفق شلالاتٍ و أنهار
فلم تُنْبِت سوى كلماتٍ منكِ
كلماتٍ بلا صدقٍ بلا أفعال
وما لاقيت منكِ ولديكِ
سوى جبال الكِبرِ والتعالّ
وكم جنيتُ من حدائقِكِ
التجاهلَ والحرمانَ والإهمال
وحين تأخذني الشفقةُ بقلبي
وأَبعِد وأُ غَلّبُ عزّة نفسي
تَخِفّين إليَّ وتقولين تَعالّْ
فأعودُ .. لكنك ككل مره
ِ تعودين مثلما… كُنتِ
وحين تعبتُ و فاض الكيلُ
وبكى القلبُ و نَاءَ الحِمْلُ
صرختُ بوجهكِ …
أعلنتُ حقيقتَكِ المُرّه
دُهِشتِ .. وغَضِبتِ
غادرتِ عالمي ورحلتِ
وتركتِني أتكسرُ داخلَ أيامي
وتوقفتْ قوافلُ أحلامي

******************

كُنتِ الأنثى الخرافية
التي أشعلتني وأرهقتْ خيلي
وارتحلتِ معي في صمتي
في دمِ لحظةٍ تأتي
تحتلُ في جسدي نشيدَ الإنتصار
ما بين أزمنةِ الخَلاصِ
وفوقَ فوقَ الإنهيار
لا لم يعُد بعد العلاقةِ بيننا
عصرٌ يُطوِقهُ اختصار
بعد أن اخترتِ الغياب
و غبتِ وحسمتِ الإختيار
بعدما قتلتِ الحبَ عمدًا
على هودج الوجدِ والإحتضار
بعدما أعطيتِ القلبَ وعدًا
وبنيتِ الحبَ صرحًا
على شفا جُرُفٍ هَار
ثم غادرتني ورحلتِ
في يومٍ لم يطلع له نهار
فتهاوى صرح هوانا
فهوى وانهار …
ولم يبق غير الإنهيار
لم يبق غير أن أُعلن القرار
وأنهي المأساة وأُسدلَ السِتار
وقد أسدلتُ السِتار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى