دور تركيا في إقامة دولة إسرائيل

دور تركيا في إقامة دولة إسرائيل

 

دور تركيا في إقامة دولة إسرائيل :  الجزء الأول

تقديم وتعليق : د. نبيل القيسي

إلى كل من لا يعرف ، أو يعرف ويتجاهل ، أو لمن لا يُريد أن يعرف . لا يخفى عل أحد بأن تركيا أو الإمبراطورية العثمانية أصبحت في أواخر عصرها وفي آخر حكمها للدول العربية الذي امتد لأربعمائة عام (400) تقريباً ، منذ العام 1517م وحتى عام 1918م تُسمى بالرجل المريض ، حيث عمد سلاطينها الذين تعاقبوا على حكمها في نهاية القرن التاسع عشر إلى الإستهتار والعيش طوعاً لملذاتهم ومجونهم بل وجنونهم أيضاً ( كما سيرد لاحقا ً) وفحشهم ، باستثناء السلطان : عبد الحميد الثاني الذي حاول إصلاح ما أفسده الآخرون ( رغم أن هناك بعض المآخذ التي تُؤخذ عليه هو الآخر ) إلا أن خراب الدولة العثمانية وفسادها كان أسرع وأكبر من محاولة البناء ، فانهارت وانهارت الدول العربية معها ، ووقعنا فريسة الصهيونية العالمية والإستعمار الأوروبي . أعرض عليكم فقرة من بداية الفصل الثاني من كتاب الكاتب الفلسطيني الأستاذ : رفيق شاكر النتشة والذي يحمل الكتاب إسم : السلطان عبد الحميد الثاني وفلسطين : ((وبقيت الدولة العثمانية دولة قوية مهابة الجانب تتحدى الدول الإستعمارية الطامعة ،

 

حتى قدر لها في نهاية القرن التاسع عشر أن ترزأ بسلاطين مستهترين ضعاف ، همهم الملذات، والترف والمجون، فانصرفوا عن متابعة شئون الحكم ، وأصبحوا أسرى قصورهم ووقعوا تحت تأثير محظياتهم من الحريم ، والمستشارين الفاسدين المرتشين ، مما أدى إلى ضعف الدولة وطمع الطامعين من الدول الإستعمارية بها ، تلك الدول التي استغلت تلك الأوضاع الفاسدة ، وأخذت تتدخل في شئون الدولة الداخلية عن طريق قناصلها ، واستطاعت تلك الدول الحصول على إمتيازات للتدخل في الأوضاع الداخلية للدولة العثمانية ، ففرضت العديد من الدول الإستعمارية وصايتها على الطوائف ، والأقليات ، واعتبرت نفسها حامية حمى تلك الأقليات ، وأخذت تحيك المؤامرات لنخر جسم الدولة التي أوشكت على السقوط في نهاية القرن التاسع عشر ، والتي أصبحت تسمى ب ” الرجل المريض ” الذي لم يبقيه في آخر الأمر على قيد الحياة إلا صراع الدول الإستعمارية على إقتسام تركته ، وحرص كل منها على الإستيلاء على النصيب الأكبر من الأقاليم التي كانت تطمع في الإستيلاء عليها )) يتبع الجزء الثاني

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى