دور تركيا في إقامة دولة إسرائيل ( الجزء الثاني )

دور تركيا في إقامة دولة إسرائيل ( الجزء الثاني )

 

 دور تركيا في إقامة دولة إسرائيل ( الجزء الثاني )  موافقة السلطان سليمان على تحويل مدينة طبريا إلى دولة يهودية تقديم وتعليق : د. نبيل القيسي
صحيح أن الإسلام أمرنا بالإحسان إلى أهل الكتاب وإبرارهم ، حيث جاء بالآية (8) من سورة الممتحنة : { لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } صدق الله العظيم ، ولكن ليس إلى درجة أن نجعلهم بطانةً لنا ، فنعطيهم حقوقا ً على حساب حقوق المسلمين ، في الوقت الذي هم فيه يضمرون للإسلام والمسلمين كل مكيدة ، فبالإضافة لِما كان اليهود يتمتعون به من حرية ٍ دينية بعكس ما كان نصيبهم فيه في الدول الأوروبية ، فقد كان لموافقة السلطان سليمان سنة 1562م على تحويل مدينة طبريا الفلسطينية إلى مدينة يهودية أول إسفين يُدق في نعش دولة فلسطين ( الصفحة 30 من المرجع السابق للكاتب الفلسطيني : رفيق شاكر النتشة ) . هذا بالإضافة إلى أن السلطان عبد الحميد الثاني نفسه الذي يتغنى بعظمته الكثير من العرب والمسلمين للأسف ، قد جعل من صديقه الشخصي اليهودي ويُدعى : (أرمينيوس فامبري) مكانة كبيرة في الدولة العثمانية ، مما أدى لإعطاء اليهود المساواة في القانون مع رعايا الدولة من المسلمين ، ويُعتبر في ذلك أول حاكم تركي ينحى هذا المنحى ، بل وأنه ( السلطان عبد الحميد ) عمد إلى تخصيص رواتب شهرية إلى حاخام تركيا الأكبر وكأنه أحد كبار موظفي الدولة ، بينما كانت خزانة الإمبراطورية العثمانية ترزح تحت كاهل الديون ، وبينما كانت شعوب الدول العربية والإسلامية تتضور من المجاعات القاتلة . هذا بالإضافة إلى كل ذلك فإن السلطان عبد الحميد الثاني كان قد اختار ضابطين إسرائيليين كمرافقين شخصيين له ، ويُمكن الرجوع إلى ذلك من خلال كتاب : جون هاسلب ، بعنوان (السلطان الأحمر) ويقصد به السلطان عبد الحميد وذلك في الصفحة (128) ، تعريب : فيليب عطالله ـ دار الروائع الجديدة ـ بيروت سنة 1974م . يتبع الجزء الثالث
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى