أهواك يا أنا
أهواك يا أنا

الشاعرة / نعيمة المديوني (تونس)

ينقضي الغروب
أيّام تمرّ وتبوح
بخفايا النّفوس
أحلامي تتبعثر
تبكي وتنوح
هجرها الحبيب
يصلها وعد
والوعد مكتوب
أشعلي الشّموع
عطّري الدّروب
هبي الذّبائح
يعود المحبوب

يحلّ الصّباح
أفتح ستائر النّور
شعاع وضياء
يتوغلاّن في المكان
أمل يتراقص على الأوتار
صورة بهيّة
تزيّن الجدران

أنت هنا
من قديم الزّمان
لا تعاقُب الفصول
لا سنواتُ الجفاف
محت حبّ سكن الفؤاد
ترعرع بين الأودية والرّبى
لا ذئاب ولا قطيع السّباع
نهش الذّكريات الملاح
وجهك الصّبوح
يشعّ في كبرياء
صوتك الرّنّان
مقامه هنا
أسمعه صبحا مساء
ذكرياتنا الجميلة
تشهد عليها الرّمال
أشتاقك
أشدّ الرّحال
هناك حيث كان اللّقاء
صحراء مترامية
خيام منصوبة
أنا وأنت في الخلاء
نهيم بأحلامنا
أشتاقك والقلب نبضه مستقرّ
بين تجاويف الفؤاد
أمير جيوشه يحرسون المكان
يخافون غدر الزّمان
وأنت هنا
تقف في خيلاء
أهيم بك وربّ السّماء
سلطان الغرام
فارس الأحلام
عطري وغرامي
أتعطّر بك
أتخذّك أنيس الأيّام
عزف الأنغام
عربون هيام
يهيم القلب العاشق بك
يميتني حبّك ويحييني
تضطرب خفقاتي
يشدّني الحنين
أهرع اليك
ألقي بغرامي بين يديك
نار وسعير
حبّ وحنين
بين يديك
أميرة أنا
عاشقة لك
أصل مدينتك
أجوب دروبها
أنثر النوّار على الحيطان
يفوح المسك الطّروب
أنثر أشواقي
أحرفي وكلماتي
همس القوافي
أرسلها مع الحمام الزاجل
تصف شوقي ووجداني
ترتقي أحلامي
نور البصر أنت
ضياء الصبّاح أنت
خفقة داخلي جادت ومنّت
بالهناء
أهواك أنا
هل لي في فؤادك خفقة وبقاء..
