الشاعرة / نعيمة المديوني (تونس)
أكنت زماني أم زمان الغرباء؟……
ركِبت البنفسجة الرّذاذَ
تحلم بوطن
جدرانه عالية
لا تدكّه الأعاصير
لا تعصف به الزّوابع
ألقت بأحلامها
بين الغيماتِ متراقصة
تبحث عن حرف
عطره كنجم ثاقب
مرق من السّماء
طرقت الأبواب
واحدا…واحدا…
تعلّقت بمراجيح الحياه
أنفاسها تتلاحق
خائفة
يا أقدارنا
هيّئي
في مدارك صدفة
تجمعنا
كوني سخية
كمطر ليالي الشّتاء
……………
يا أقدارنا…….
هلاّ جدت بلقاء؟
هلاّ بشّرت بموعد؟
أنسيت أنّ عشْقنا
بدا كوشم على جيد
عروس فاتنه
أنسيت أنّنا خُلقنا للهوى؟
أنّ الوطن كمركب
يسير بدون سارية؟
تقذفه الأمواج العاتية
تدكّه الأرجل المارقة
أنسيت أن الهوى
بدون مأوى
يُسرق منه الهناء؟
…………….
يا أقدارنا…….
على أغصان الياسمين
نبني عشّنا
نعطّره بقبلات دافئة
ننمقّه بأحلامنا
على حبال الشّوق
احتسيْنا كأسا رضابه عالقة
بروح في الوجدان ساكنة
ينفجر البِشر رطبا…..
تتفتّح أبواب الأمل
تعانق السّماء….
رفعت صوتها
بالدّعاء…
……………
همست نسائمُ الحنين
هويْت يا زماني…….
عشقت على دين محمد
ما أخلفت ميثاقا ولا عهْدا
رسمت على جذع النّخلة
حروفَ إسمه……
عناقيد متدليّه….
في خمارها العسلي
تراشقت قُبلا………
شدَتْ ترانيم حبّ خالدة
من بين الأوتار انفطرت أشعارنا
تتراقص حافية
تتوقّد من تحتها نيران
الصبّ
تبحث عن موعد
بين الخمائل تنثر أحلامها
…………….
امتدّت أنوار من السّماء
تعانق الفجر النديّ
تلثم الرّذاذ المتناثر
هنا وهناك ….
يفيض بسحره
يحوّل سواقي العشق
أملا وطربْ
يحنّ الرّضيع الى
قبلة دافئة
ينشر البسمة
تتوغّل الأحلام
تعزف عذب ألحانها
أجدني…….
هائمة
أداعب الهوى
أرسم قبلات بالورد
ألوانها
…………..
يا أقدارنا……
إن نسيت فلا تنسى
إننّي قمر
ينير القلوب الخافقة
إن زارك السّقم
فبيْن أحضاني تعانق
السّماء
إننّي نغم يُطرب الأشجان
يرتّل المواويل…..
تضيء قناديل البحر
تسبّح المحار هانئة
إن نسيت فلا تنسى
إنّ هواك في الشريان
سائلا َ
يرسم صورته على الأمواج
الهادئة
…………….
كن من تكون
فأقدارنا واحدة
نسيرها والورود فائحة
الزّمان لنا
والأقدار أقدارنا
إن نسيت فلا تنسى
أنّك أنا
وإنّي متربّعة على عرشك