تكريم القاصة التونسية ملاك المناعى الملقبة بملاك الوطن العربى فى فعاليات ملتقى الأدباء الصغار بسوسة – تونس

تكريم القاصة التونسية ملاك المناعى الملقبة بملاك الوطن العربى فى فعاليات ملتقى الأدباء الصغار بسوسة - تونس

د. حاتم العنانى (المستشار الإعلامى للوكالة )
بمبادرة من مدرسة الموردين ومديرها عمر الجزيرى ، وعلى مدار ثلاثة أيام كاملة ، انطلقت فعاليات ملتقى الأدباء الصغار أيام 16 و17 و18 مارس 2019م بالمدرسة الإبتدائية بالموردين التابعة لمعتمدية مساكن ولاية سوسة، فى دورته السادسة وطنيا والثانية مغاربيا ، تحت شعار “لنعزف حبك يا وطني على أوتار الإبداع “.
بمشاركة جزائرية سجّل الملتقى حضور دولة الجزائر ممثلة في فرع اتحاد الكتاب الجزائريين ببسكرة،
من المحاور الأساسية المسطّرة لهذا الملتقى توزّعها بين الأنشودة المدرسية واللوحات الرقصية، مناصفة مع تخصيص جلسات أدبية لقراءات الأطفال وورشات تدريبية تكوينية للطفل.
 
كان البرنامج حافلا بالعروض المسرحية المزدوجة سواء باللغة العربية أو الفرنسية.
 
شهدت التظاهرة أيضا عروضا غنائية موسيقية كان لها أثرها الواضح على جمهور الحضور الصغير، ودائما على هامش الملتقى خصّصت الهيئة المشرفة على الملتقى صبيحة للأطفال من أجل قراءات نتاجاتهم الإبداعية بغية انتقاء الأحسن منها.
 
تجسد فى الافتتاح الرسمى تراث منطقة الموردين، وذلك بإبراز عادات وتقاليد المنطقة في الأزياء والأطعمة والأهازيج، ، وكذلك اكتشاف أصوات أدبية طفولية كالطفلة ميساء بن ميم وهي كفيفة، وهي ظاهرة تتميز بملكة الحفظ والإلقاء بشكل باهر وكذلك كوثر الفاطمي من الجزائر. وأيضا سفيرة الطفولة المطربة القاصة / ملاك المناعي من ولاية المنستير والملقبة بلاك الوطن العربى
 
ومن مكاسب هذا الملتقى هو حرص المنظمين على إدماج فئة ذوي الحاجات الخاصة في النشاط الثقافي لإظهار قدراتهم الإبداعية، إلى جانب ترسيخ ثقافة الاعتراف
 
وفي اليوم الختامي للملتقى، تم تكريم ثلّة من الكتّاب المهتمين بالطفل وعدد من المربّين فضلا عن الفائزين في مسابقة إنتاج القصّة القصيرة.
 
قصّة  التونسية الطفلة الشهيرة ملاك المناعى الفائزة قصة وطنية بعنوان : عودة خالد
 
مضمون قصة عودة خالد للطفلة / ملاك المناعى (عمرها 10 سنوات)
**********************************
في إحدى القُرَى الصغيرة .حَيثُ الهواء النَّقيّ .والطبيعة الخلاّبة ..والأُناس الكُرماء…وُلدَ طفل جميل ذَات شتاء مُمطر ..أَسمَتهُ والدته : خالد …تَرَعرعَ بين عائلته البسيطة وأهله الطّيبين …كَبُرَ وَتشبّعَ من العلم وتألّق في سُلّم المعرفة ..فكان مَحلَّ إحترام الجميع .وبوصلة أمل لعائلته …كَان لا يَمَلّ مُرافقة كُتُبه .والإبحار في دُنيا الكلمات …لَم يَكُن يخجَل من ظُروفه العائليّة .أمام أقرابه الأغنياء.ولا من قلّة حيلة والده الذي كان عاملاً في البناء….كان يحلم بحياة أجمل ..وأفضل ..وكان يَسعَى إلى تحقيق كُلّ الأمنيات الّتي تُراودهُ …لم يكُن يُؤمنُ بالمستحيل .وكانت الإبتسامة لا تُفارقُ مُحياهُ …..مَضَت السنوات سريعة ..رغم الصعوبات …ورغم بساطة العيش .وعُسر الأحوال ..كان خالد يَدرُسُ جيّدًا حتّى يستطيع ذات يوم أن يعمل ويُصبح لَهُ شأن مرموقٌ في المُجتمع …ويُسافر إلى كُلّ أنحاءالعالم ….إرتَطَمَ بالقاع مرّات….ومرّات ..لكنه كان يقف في كُلّ مرة ويُواصل بنفس الإصرار ..ومن بين أحلامه كان يُراودهُ حلم السفر إلى الخارج ..لأنه تَوقّع دائما أنّ الحياة خارج وطنه هي الحياة الحقيقية …كَبُرَ خالد .وكبُر الحُلم معه .وأصبح دكتورا في الفيزياء …اسمه جَنبًا إلى جنب رفقة العُضماء .وذات يوم استفاق على دعوة رسمية من إحدى أصدقائه .يدعُوهُ فيها إلى زيارته في إحدى البلدان الأوروبية …راقَت لهُ الفكرة …وشعُر بالفرح …لما لا ؟ فَلطالمَا راودهُ هذا الحلم …وافق دُون تفكير ..وشكر صديقه على رحابة صدره ..ثمّ حمل حقائبهُ وفي وقت وجيز سافر ليَلتقي بصديق عُمره…..هُناك أَبهرتهُ الأضواء ..والأمكنة ..والتكنولوجيا …كان خالد سعيدا بما يَرَى للمرّة الأولَى …وذات جلسة مع صديقه تَفاجَأَ به يُعلمهُ أنّ إحدى المُؤسسات بهذا البلد تبحثُ عن دكاترة في الفيزياء للعمل بمبلغ باهظ مع توفير السّكن والسيارة وكُلّ مايريد .شرطَ أن يَظَلّ هنا مدى الحياة ..حتى يكون منارة لهذا البلد …فَكّر خالد طويلا …تذكّر ملامح والدته …بساطة قريته ..جُدُران مدرسته …تَذكّر دُموع والدته حين تخرّج من الجامعة ..تَذكّر رفاق الجامعة وأحلامهم المشتركة …والسَّعي لخدمة وطنه ..تذَكَّر أنّ تونس تَستحقّه ..وهي الأَحَقّ بأن يمنحهَا وقته وفكرهُ …خفق قلبه ..تَسارعت دقّاته ..تعرّق جبينهُ وأرتجفت أطرافهُ ..وأنتابهُ شُرود وذُهُول .وحيرة تحاصره من كُلّ الجيهات ..وأزدحمت الصُّوَر في مُخيّلته …ثمّ تساءل بينه وبين نفسه : كيف لهذا البلد الذي لا يُسمَعُ فيه صوت الآذان أن أستقرَّ فيه ؟؟ بلد لا تربطُني به روابط عائلية .أو تاريخية ..أو حتى ذكريات ….بلد لا يربطني به إلاَّ جواز سفر .ستنتهي صُلاحيّتهُ آجلاَ .أو عاجلاً….ثُمّ نظرَ إلى صديقه وقال : صحيح أنها بلد الأحلام ..والمُغريات…لكن ياصديقي .مكاني هناك حيث تَرقُدُ عظام جدّي وجدّتي…حيث زغاريد أُمّي مع كُلّ فوز أَجنيه ..حيث ذكرياتي وشوارع وطني ..ومدرستي الأُولَى ..هناك فقط يَطيبُ لي العيش ….سوف نلتقي يا صديقي دائمًا ..ولكن رجَاءً احجز لي أوّل طائرة حتّى أعُود إلى وطني إنّهُ يحتاجُني كَما أحتاجهُ …
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى