كلما أمعنتُ
كلما أمعنتُ

أميرة الفراشات / د. عايدة حيدر (بيروت – لبنان / بلاد الأرز والجمال)

أمي.. كلما أمعنتُ في جمرِ غيابِكِ
أُعلنُ انتحارَ روحي وأصرخُ وجعاً عصارةَ قلبي
وأقولُ ..غابَ الحبُ غابَ الحنانُ
وغابَ سندي من الدنيا
وأهذي من جديدٍ إنني رجعتُ طفلةً

تنامُ في حضنِكِ ويداكِ تغمرُني
أمي .. يومُ عيدُكِ جمرُ اشتياقي يشتعلُ شوقاً إليكِ
ينبوعهُ أزهرَ في تربةِ حنانٍِكِ
ونارُهُ أقامَ صلاتهُ في خلاياكِ
وملأَ جِرارهُ من شهدِ ذكراكِ
وسريرُ قلبُكِ يلتحفُني عطفاً وحناناً
وبينَ يديكِ كبرتُ
واحتوتني ضلوعَكِ ياأولُ حبٍ عُشتُهُ
وأولُ اسمٍ نطقتُهُ شفاهي
وأولُ عنوانٍ سكنتُهُ
أمي.. بعدَ اليومِ من سيكونَ
إلى جانبي في السراءِ والضراءِ؟
ومن يفرحُ لفرحي ؟

ولمن أُفضي لهُ مأساتي وأحزاني ؟
ومن يحلُ مشاكلي ومشاغلي ؟
ومن يعطيني النصحَ دونَ مُقابلْ؟
هجرانُكِ أمي أدمى روحي
وكم مرةٍ أردتُ وتمنيتُ الرحيلَ والمكوثَ بجواركِ.؟

