حلّت مواسم الجفاء

حلّت مواسم الجفاء

الشاعرة / نعيمة المديوني (تونس – بلاد الفنون والثقافة)
حلّت مواسم الجفاء
وكانت الليالي مقمرة
أطلتّ بين الصّفحات الجرداء
صور باهتة
طفل صغير كان هنا
يركض بين الرّبا
يشكّلها تيجانا ساحرة
أكاليل تغري بوصلها
دعوته ذات مساء
لأحضان دافئه
لنهر الهوى
هرول مسرعا
لبّى النّداء
ظلَّلَنا الجوى
أغدق الليل بسحره
نهلنا من الجنان ما طاب لنا
تفّاحا وعنبا …..
كأس المدام به مفتونا
ثملا …..
………………
أيا ليالي عشناها
كالجمر ينثر دفئا …..
كالرّبيع ينثر عطرا ……
كالرّضيع ينثر سحرا ……
انسحبت الشّمس
تجرّ خيوطها
انتشر الصّقيع يملأ
الأرض برَدا
شُلّت أطرافي ألما
تحجّرت المآقي أسى
وأنت هناك …..
من بعيد
تراقب أحزاني متكبّرا
……………..
أين تلك اليد الدّافئة
تمسح دمعة متناثرة؟
أين ذاك القلب
يرسل خفقة؟
أين منّي تلك العذراء
المتراقصة؟
تداعب بالياسمين أوتارك
ترسم لوحات الجمال على
أيّامك …..
آه من زمان أسرنا الهوى
برباط حريريّ
أمسكنا النٌجوم بأهدابنا
التحفنا الأرض
تدثّرنا بالسّماء
آه من ليالي الصّبابة
فاضت أقداحنا نعيما ودفءا
…………….
ارتجفت الذّكريات نازفة
كأرض حِممها ملتهبة
تدكّ ما ملكت أصابعها
تنثر الرّعب مرسالا لها
ترتجف القلوب ألما
هكذا أضحيْت من بَعدك
عصفت بي الرّياح متعنّة
انتقلت بين محطّات الذّكريات
أترشّف دمعتي
أتطهّر من خطيئتي
أزرع ألمي
أبحث عنك بين أحلامي
بين غيْمات الخريف والشتاء
تجيئني بسمتك
أمسك بها
اداعبها ……
بين أناملي
ألثمها ……
ما أعذبك ……
أسرح في ذكرياتي
……………..
تأخذني النّجوم بعيدا
بعيدا …..
بين السّراب أسبح
من الأحلام أزرد سعادتي
من أمسي وغدي
أرسم فرحتي
من عيونك أكتب قصيدتي
من ملمسك أبني صرخ الهناء
من ثغرك أحتسي خمرة اللقاء
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى