حزب الوفاق القومي ينظم ندوة عن ماهية الحراك الشعبي العربي اﻷخير

حزب الوفاق القومي ينظم ندوة عن ماهية الحراك الشعبي العربي اﻷخير

كتبت: رانية عبدالرحيم المدهون

نظم حزب الوفاق القومي الناصري ندوةً اتخذت عنوان “الحراك الجماهيري الأخير هل هو ربيع عربي جديد أم استعادة الجماهير العربية لدورها”.

أدار الندوة رئيس الحزب المحامي أ. محمد محمود رفعت، وبدأ حديثه بنذكير الحضور بالعملية الدموية للكيان الصهيوني في العام 1969، حين قام طيران العدو بضرب مدرسة بحر البقر، قائلاً في ذلك: “إننا في البداية وفي هذا التاريخ نتذكر شهدائنا من تلاميذ مدرسة بحر البقر التي قصفها الكيان الصهيوني عام 1969 ووجب علينا تأبينهم والتذكير بهم ليظلوا مخلدين في ذاكرتنا وقلوبنا .. ويرتبط بتلك الذكري ما حدث بالأمس لتلميذات المدرسة الابتدائية في اليمن من قصف لمدرستهن علي يد التحالف العربي”.

وأضاف رفعت أن يحدث في البلدان العربية من ليبيا للجزائر لغيرها، بأن، “الشعب العربي رفض حكامه الذين لا يقومون علي ترجمة آماله وأمانيه فكان الحراك الأخير حتى يسترد الشعب حقه فهو القائد والمعلم وقد سقط من يمثلونه فهم يحافظون علي الكراسي أكثر من حفاظهم علي أوطانهم ويظنون والظن هنا كله إثم أن أمريكا وإسرائيل هما الضامن لبقائهم علي سدنة الحكم في بلادهم”.

وفي تأكيد لرؤية حزب الوفاق، ذكر رئيس الحزب أن الحزب إذ يشدد على أنه:

1- ضد حصار سوريا أيا كان من يقوم به .

2- لأنه ضد التفريط في ذرة رمل من تراب وطننا العربي ولاشبر من أرضه .

3- أنه ضد التعديلات الدستورية الأخير فلا للتعديلات الدستورية ولا للتمديد .

4- أن الحزب يدعم كل حراك جماهيري لتكون السلطة في يد الشعب القائد والمعلم علي مر التاريخ .

انتقل الحديث إلى أ. مصطفي السعيد، الصحفي والباحث في مركز دراسات الأهرام، والذي قال إن: “القراءة الصحيحة للمشهد تؤكد هزيمة الامبريالية العالمية .. والتي اندحرت منذ ما قبل ثورات الربيع العربي .. ففي إطار سعي الرأسمالية العالمية للسيطرة علي مقدرات الأمة العربية والاستيلاء علي ثرواتها وأخصها النفط كان تدخلها في أفغانستان بإعلان الحرب عليها وتجييش الميليشيات من سائر الأمة العربية للحرب في أفغانستان بهدف القيام بحربها بوكيل وضمان ولاء المنطقة العربية لنفوذها وحصار جنوب الاتحاد السوفييتي والاقتراب من حدود الصين . فكان انتباه الصين وروسيا وإيران لهذا المخطط سببا في سقوطه .. فقد أخذت الصين خطوة للخلف نحو الاتجاه الرأسمالي لتندفع للامام محققة معدلات تنمية فقط تصورات دول أوروبا وأمريكا”.

وأضاف سعيد أنه: “كان مقررا انسحاب أمريكا من العراق عام 2010 ومن هنا كانت ثورات الربيع العربي عام 2011 هي البديل لاستمرار التواجد الأمريكي .. وهنا يثور السؤال : لماذا جماعة الإخوان المسلمين لتنفيذ هذا المخطط ؟ ونجد الإجابة أنها الجماعة الحالمة والداعية لما يسمي بالخلافة الإسلامية ( العثمانية )  والتي ستحققها بتنفيذها للمشروع الصهيو أمريكي ومشاركة تركيا لقيادة دولة الخلافة ودعم تركيا وقطر وأمثالها  من دول الرجعية العربية المادي لهذا المشروع والذي تم فضحه علي ألسنة وزير خارجية قطر والعديد من الشخصيات المشاركة . وإعادة دولة الخلافة ومجرد الدخول لسوريا وحرق مقامات آل البيت وإشعال النار فيها والسعي للقضاء علي إيران وسوريا وحزب الله وقوي المقاومة العربية ودخول المنطقة في حرب سنية شيعية تمتد لعشرات الأعوام لتستنزف مواردها لحساب أمريكا وإسرائيل”.

كما أكد الباحث الصحفي أن، “أمريكا خسرت والغرب وقطر والسعودية والرجعية العربية بصمود سوريا وخروج شعب مصر وإسقاط الإخوان من الحكم وحتى اليمن لم تسقط حتى الآن .. وسقطت هيبة الجماعات الإسلامية في كل المنطقة العربية . وانهار مشروع الربيع العربي الذي بدأه أوباما وجاء ترامب لينفذ ما فشل فيه أوباما بوسائل أخري”، وأن، “ما يحدث هو الثورات الارتدادية للربيع العربي بعد فشله .. وسقوط أمريكا وفرنسا واليونان اقتصاديا ودخولهم شبه حالة الإفلاس بتراكم ديونهم عن الحد المسموح به اقتصاديا . وتعرضت بعض الدول العربية لهزات اقتصادية عنيفة نتيجة حرمانها من عائد أموال الجماعة الذي كان يتم استثماره في بلادها .وتزايد الفساد الذي يأكل الأخضر واليابس . وكان التحدي لشعب الجزائر بترشيح رئيس ميت إكلينيكيا لرئاسته .. وخرج الشعب في السودان لأنه نهض من نومه صباحا فلم يجد رغيف الخبز وارتفعت أسعاره بدرجة لا يستطيع معها الفرد العادي الاستمرار في الحياة .

ثم استهجن المتحدث أن “هناك من لا يزال يراهن علي دور لأمريكا التي لاتقدم بديلا لحل قضايانا . بل هي سند الكيان الصهيوني وعدونا أيضا”.

ولقد عقب الدكتور شوقي الكردي قائلا: “إن ما أود التأكيد عليه أن ما قام به السادات لعد عبد الناصر لم تك حربا لتحرير الأرض وإنما كانت مؤامرة أدت لضياع مصر والاتحاد السوفيتي أيضا .. وقيام السادات بالحشد للقتال في أفغانستان واستخدام الإسلام السياسي أخرج مصر من دورها الداعم لحركات التحرر الوطني وعلي رأسها مجموعة عدم الانحياز ودول العالم الثالث علاوة علي خروجها من عالمها العربي. وعلينا أن نراعي الفرق في حديثنا بين الهبات الشعبية والانفعالات الشعبوية فالأخيرة ليست ثورة ولا تؤدي بنتائج تقود إلي ثورة”.

هذا وتحدث الدكتور جمال زهران مستقصيا بأن: “السؤال الذييطرح نفسه بقوة هل لدي السلطة انحياز لجماهير الشعب ؟ إن الشعب لا يشارك في صنع قراره . ومصر دولة مسئولة وعليها واجبات يجب الالتزام بها وعدم الخروج عليها .والنظام الحاكم لا يملك قدرة التراجع لغياب عقل النظام . وأصبح الحكام يحكمون بالإرادة الصهيونية والأمريكية رغم انكسار أمريكا وتوجهها نحو الزوال .. ونحن مازلنا نمد أمريكا بالبترول والثرة التي تبقيها علي قيد الحياة ويمنحها الروح مرة لعد مره . وغياب العقل السياسي بالمنطقة وغياب إرادة التغيير وغياب الكلمة الحرة الواعية بطغيان الأنظمة هو السبب الرئيسي بغياب عقل النظام . فالأنظمة تبني بالنقد والنقد الذاتي البناء لا برؤية فرد تخطئ غالبا ولا تصيب لأنه لا يري من يملك الحقيقة سواه . والآن لا يوجد أي فكر يسعى لتداول السلطة وحق الأجيال فيها .. ومن ثم فان مصر تواجه عام 2019 أسود عام في تاريخها”.

انتقلت الكلمة إلى المناضل أ. أحمد شرف، الذي أكد على أن: “الأمة تعيش حالة صعود شعبي .والنخبه في مصر قدمت رقابها للذبح مما أدي إلي فقدان الثقة في كل السياسيين . فهناك حسابات شعبية جديدة لا يصلح لها كل الرؤساء الحاليين . أما توظيف الدين بمعرفة الغرب فهو فكرة قديمة ولم تتم مواجهتها حتى اليوم . ويجب التفاؤل لأن حراك الشعوب يعني أن تتولي الشعوب زمام أمرها وهو ما يحقق أهدافها المختلفة عن مصالح حكامها”.

كما تحدث المحلل السياسي أ. مرسي الأدهم قائلا : “إن الصهاينة يعملون وفق العهد القديم الذي يحرض علي العرب ويدعو لقتلهم والتخلص منهم وحرقهم وهدم بيوتهم وردد كلمات من أسفار العهد القديم وأكد علي ضرورة المواجهة”.

وتناوبت الإعلامية أ. سراب عوض الحديث، والتي أشارت إلى أن: “الصهاينة يؤمنون بأن قتل العربي واجب ديني .. والنظام الحالي رأي الفرق بين عبد الناصر والسادات وعليه إما أن يكسب الشعب فيصبح عبد الناصر أو يستمر علي خطي السادات”.

فيما تحدث المهندس نصر حلقة قائلا: “إن القضية الأساسية هي قضية وعي الجماهير وتنظيمها .. حتى لاتكون الجماهير بين مطرقة الرحي والسندان ومابين الفاشية الدينية أو الفاشية العسكرية . وعلينا العمل مع الجماهير في الشارع لرفع وعي وتنظيم صفوفها”.

أيضا فقد تحدث أ، العربي محمد والكاتب الصحفي أ، محمد الشافعي وأ. رضوان عبده وعدد كبير من الحاضرين، والذين اتفقوا جميعا علي ضرورة تقديم البديل بالانحياز لتجربة سوريا في الاستعانة بأي نصير عربي أو غربي يدعم المقاومة، حتى يتم تحقيق النصر ، مؤكدين أن الوقوع في براثن العدو الأمريكي لن ينقذ حاكما أو يقدم بديلا للأمة.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى