رصاصة غدر …. بقلم : حنان مرجان

لم اكن اتخيل يوما ماتفعله الحروب بالدول الاخرى كل ماكان بداخلى لايمس الواقع بصلة وما يدور هو حروب نظام ولا يمس المدنيين شئيا ولكن . تخيل كل ما يتسع له خيالك، من مشاهد لانفجارات وغارات وحفلات مجون الذبح على الهوية والعرق والعشيرة. تخيل اكثر، الجوعى والعطشى والمطوقين بالخوف من ان يصلبوا امام ابنائهم. تخيل العالم القتيل، والشاعر القتيل، والجندي القتيل، والطفل القتيل، والركام الذي صار شاهدا على عنفنا وظلمنا وعصبياتنا، وعلى أعمارنا التي انطوت تحتها، وتذكر مؤامرات «الجيران» و «الاخوة» الغدارين والرايات السود ورايات الاستعمار التي رفرفت في كل مدينة وحي وشارع، وتذابح المتصارعون تحتها. تذكر اناشيد التكفير التي لم تكن تسمعها من قبل، تخيل ان يقتلك شقيقك! تخيل ان كل ما بنيته بعرقك وعرق اجدادك جرفته انهار الدم. وان الكل مقتول ولو لم تمسسه رصاصة. لك ان تتخيل مايواجهون اطفال سورية وفلسطين واليمن وكثير. من الدول العربية من قمع وذل ما من حرب اكثر بشاعة، برغم كل ما كان يقال بأن كل الحروب مقيتة. هذه الحرب مختلفة. انها دمك الذي ينزف امامك. تخيل أصابع الصغار معلقة بأطراف النجاة في عرض البحر. تخيل جنديا نفدت ذخيرته وهو محاط بوحوش العصر. تخيل متظاهرا ظن ان العالم يدور حول افكاره، وانه ما ان ينزل الى الشارع حتى تصير سوريا والدول العربية حطام مايتبقى منها وكل الاثار المتبقية هى رصاص غدر فارغ فى قلوب الابرياء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى