الناقدة الذرائعية التونسية السفيرة إبتسام الخميرى رئيسة رابطة الكاتبات التونسيات فرع سوسة تقول اصرار على المحبة والسلام والأمل فى قصيدة أعبر جسم الكلمات إليك للشاعرة السورية / رواء العلى

الناقدة الذرائعية التونسية السفيرة إبتسام الخميرى رئيسة رابطة الكاتبات التونسيات فرع سوسة تقول اصرار على المحبة والسلام والأمل فى قصيدة أعبر جسم الكلمات إليك للشاعرة السورية / رواء العلى

د. حاتم العنانى (المستشار الإعلامى للوكالة)”مصر.. أم الدنيا”)
نص الشاعرة السورية / رواء العلى
أعبر جسر الكلمات إليك..
****************
تتجددين حلماً
وقصائد وبلداً
تُطوي المسافات
على راحة يديك
لتولد النجوم
في سماء عينيك
أعبر جسر الكلمات إليك
وأتنقل بين أنفاسك
فراشة كلمات
بعطر خديك
رأيت وجهك في مرايا البحر
مبتلاً
تهجيت اسمك ونهريك
على غصن البقاء زرعت
ساعديك
وفراشتان من الغناء
بريش أرجواني الخطى
تقود المجد لمعصميك
لملمي اكواخ مجدك في
المدى
وشرف الكرامة يزين منكبيك
الدمار مهاجر
وعائدة في ليل سماؤك
نجوم لهفتك
هو
الحب
قمر ينتظر سماءك
يولد البحر من
رئتيك
…اسما جديداً
وعمرا جديداً
يهبط من شرفتيك
يرقص مهللاً
على بابيك
لجسد مبحر في الزرقة
منفتحة من الأعماق
محلق بجناحيك..
 
 
نقد النص للنافدة الذرائعية إبتسام الخميرى رئيسة رابطة الكاتبات التونسيات فرع سوسة :
******************************************************
اصرار على المحبة والسلام والأمل في قصيدة / أعبر جسر الكلمات إليك للشاعرة السورية / رواء العلى
 
إن قصيدة أعبر جسر الكلمات إليك للشاعرة السورية / رواء العلى تترجم لنا صدق احساسها وجمال المعنى. تأخذنا معها في رحلة إلى عالمها الخاص : إنه عالم الجمال والحياة المتجددة المفعمة ٱمالاً وبهاء وعطاء لا متناهياً..
عالم شاعرتنا موكب للحب ورقي الاحساس الإنساني، إنها تؤكد وتصر لنا بقولها :” هو الحب” فتزرع في نفوسنا كما في عقولنا وهج السؤال تلو الٱخر: عن أي حب تحدثنا إذن؟؟!
” تقذف بنا في خلجان حروف حالمة رومانسية متفردة ٱسرة متسربلة في بهاء لا يقدر بحجم…” حسب وصف أستاذة مجيدة السباعي.. نغوص في أعماق النص المفعم دلالات ومعاني، المشحون إيقاعاً موسيقياً، تختزله لنا شاعرتنا في أسمى عبارة وأرقاها: هو الحب والأمل المتجدد والحرية .. هو حب الوطن.
ولأن الشعر هو مرٱة تعكس لنا ذات قائله قبل أن تعكس لنا واقعه، نلمس الذات المتجددة الغذائية في الشعور الجميل الراقي ومدى التصاقها وعشقها المفرط لوطنها: سوريا
هذا الدفق من الأمل في الحرية والعلو والتجدد هاجس شاعرتنا فتؤكد لنا قوة الانتماء وقوة عاطفتها النبيلة الجميلة.
إننا أمام بوح راق من لدن شاعرة متميزة.. قصيدة حوت ثمانية وثلاثين سطراً بدأ أغلبها بأفعال تعود على ضمير الأنا المتكلم في زمن المضارع ( أعبر، أنتقل) والماضي ( رأيت تهجيت) ولئن مثل الماضي مرحلة من حياة الشاعرة فهي قد رأت وتهجت.. فذلك لن يثنيها على المواصلة فالمضارع بما هو دال على الاستمرارية والتواصل كانت ذاتها تروم العبور إلى الأنت.. إنها تريد إيصال رسالة إلى الأنت الضمير المخاطب المؤنث. وهذه الذات تحمل فقط فعلاً واحداً واضحا ًفي كامل القصيدة هو التجدد فتقول ( تتجددين حلماً وقصائد وبلداً)
القصيدة يمكن اختزالها في هذا السطر تجدد الأنت عند الشاعرة، هذا التجدد مقترن بالحلم والبلد والقصائد فتلغى المسافات وتنتفي وفي المقابل يولد الأمل.
الجدير بالذكر إن الأنت في الشطر الأول من القصيدة رسمتها الشاعرة على أنها إمرأة فاتنة جميلة جداً لها: راحة، يدين، عينين، خدين، وجه مبتل ، معصمين، هذه المرأة الجميلة ذات الاسم الخالد الباقي حيث تقول الشاعرة: ” تهجيت اسمك و نهريك على غصن البقاء..” في لحظة مفارقة عجيبة تتحول المرأة الفاتنة الساكنة في الهدوء والنقاء إلى البلاد الوطن فنسافر معها إلى طرقات سوريا وشوارعها بل وإلى نهرها وسمائها وليلها البهي..
و من جديد تصر الشاعرة وتأمر باستعمالها صيغة الأمر بدلال فتقول:
لملمي أكواخ مجدك في المدى
إنها لا ترضى لها سوى بالمجد المتجذر في المدى ، هو الوطن الذي ترومه شاعرتنا كله أصالة و كرامة و خلود.
” الدمار مهاجر” تقر لنا في هذه الجملة الاسمية التقريرية على السلام
والله ولى التوفيق
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى