(حديث بين زهرة القصر والأمير الفقير)

(حديث بين زهرة القصر والأمير الفقير)

بقلم / محمد الكاتب

عرض / د. حاتم العنانى (المستشار الإعلامى للوكالة)

حدثت تلك الزهرة الفواحة عن قصر أباها الملك منذهلا بعجائبه وأسباب تواجد فيه وسائل الراحة ورغد العيش وسعادة الحياة والجواري الحسناوات ..
والذين يحيطون به كافة الحرفيين والخدم ولا ينقصه شيء واحد .
كمربية الأطفال ومعلمهم وسائق العربة والسباك والصائغ والنحات والنجار والرسام والحراس والطبيب الخاص والساقي ومقدم مائدة الطعام والبستاني والمراسل والمستشار والمسؤول عن خزانات المياه وغيرهم ..
والجاه الوفير والخير الكثير وكل متاع الحياة الدنيا وغرورها.
فقالت :
وما العجب من ذلك؟
قلت :
العجب العجاب وقول الصواب إن القصر لولاك لأفتقر بزينته المتباهية وفقد مكانته العالية
لأنك زهرته التي لا تذبل ولا تتبدل وسيدته الزاهية
قالت :
أواثق من قولك هذا
قلت :
أجل أنت زهرة الرمان تمايلت أغصانها على وجنتيك الورديتان وبريق وجهك يلمع لمعان البلور ورائحتك مسكا لا تزول وعيناك فيروزيتان لا نسخة مثلها وكأنك قد عصمت من الأشباه الأربعين ..
تسيرين بخطواتك كالغزالة وتبتسمين أبتسامة الطفل في وجه أمه عند الصباح وقطرات الياسمين تنبعث من جوف خدودك الناعمة وتضحكين ضحكة العاشق صادقة المعاني ..
قالت :
لم الضحك الآن وفوق هذا أخجلتني
قلت :
سأزيدك الخجل فأنا هو العاشق الصادق المتيم بحبك يسهر الليالي على صورتك البراقة بين النجوم ولا يتذوق لذة النوم
قالت :
ودموع عينيها تنهمر آسفة لا أستطيع حبك’ أنا أبنة الملك وأنت فقير بائس يائس
قلت :
فقير صادق المشاعر يجعلك ملكة مبجلة وسيدة الممالك الأخرى . بائس من الكذب والخداع يائس من غرور الدنيا وعواقبها الوخيمة. أفضل من أمير غني المال وفقير المشاعر لا يجيد رومانسية الكلام وعذوبته .
قالت :
آسفة يا (حبيبي) فصمتت فجأة وطأطأت رأسها وأحمر وجهها خجلا
قلت :
لقد فضحك الفؤاد وأنطق نداء الحب والحق ..
قالت :
بأبتسامة دامعة أجل أنا أحبك والخجل لا يتجرأ على أخبارك والحمدلله الذي فضح فؤادي لكنت قد خسرت هذا الحب الطاهر ..
قلت :
له الحمدلله أولا وآخرا . يا زهرة قصر قلبي الواسع والضيق على نساء الأرض ..
قالت :
بأي شيء بدأنا الحديث
قلت :
مسكينة أنت لقد أستخدمت معك تورية الكلام ورسمت بفرشاتي لوحة فسيفسائية لأعبر عن أعجابي بك فقط لا بالقصر ولا بحاشيته .
قالت :
لكن والدي الملك صعب المراس وشديد القساوة وسيرفض تقدمك لخطوبتي .
قلت :
لا بأس حتى وإن رفض فأنا أجيد زواج الخطيفة كعادات قوم الزركش
قالت :
أنت لا تهاب المملكة بعظمتها وتدبر خطف أحب الناس إلى قلب والدها الملك
قلت :
نعم لا أهاب شيء سوى الإله وحده. والحب يصنع المستحيل
ولكن والدك ملك حكم ولم يملك قلبك ألا ترينه مشغول بأمور المملكة ويغفل عن زهرة قصره .
قالت :
صدقت سوف أترك القصر وأمضي معك حيث تشاء ….
ثم أنتهى الحديث بيننا وأمتطينا الفرس الأبيض قاصدين مكانا لا يقطنه إلا العشاق ..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى