ۛخواطر : نــڛــاء اڶــدۄاڕ ڞــحــﯧْــۃ اڵــمــۏټ و ا̍ڷڼۨڛۜـﯧْۧـٰا̍نۨ..

“يا حليلي نساء الدوار الكل ماتوا “…
ألم الدوّار لم يشفى بعد و جرحه لازال أخضرا لم يجف ، لكنه نُسيَ ! نُسيَ كجراح أخرى سبقته ! شهقت تونس حينها شهقة حزنها الروتينية ثم صمتت و مضى كل شيء كما هي العادة…
خمسة و ستين يوم كأنما خمسة و ستين دهر ، أفلحت الذاكرة بطريقة مبهرة في طي الوجع و الزمن معا ، عادي ! في بلادي كل شيء اصلا رهن النسيان ، تعودت عقول الناس هنا على النسيان حتى ألفته و صار جزءا منها و طقسا يوميا لها …
نسوة أخريات يركبن سيارة أخرى تتراقص بهن دواليبها بين الحفر نفسها في الطريق نفسه يبلغن الحقل نفسه ليقدم لهن صاحبه عشرة دنانير اخرى ، لم تضف عليها الشعارات التلفزية ولا الفيسبوكية ولا البرلمانية حتى دينارا واحد و لم تصنع لهم “الفولارات” الرمز المخضبة بالعطر و المعلقة في الأعناق حارسا يحرسهن من أيدي الموت … لايزال الموت الى اليوم جريئا كما عهدنه يتقنصهن سافرا لا شيء يحول بينه و بينهن ، و كذلك النسيان.
روائية التونسية : س نــدڛ صالحي