قصة (سلاح العلم ) للطفلة السورية السفيرة / البتول اسكيف

قصة (سلاح العلم ) للطفلة السورية السفيرة / البتول اسكيف

سلاح العلم

تأليف القاصة / البتول اسكيف (سوريا)

سورية هي الأرض التي نشأنا عليها،وخلقنا من ترابها، و أطعمتنا من ثمار أشجارها، وسقتنا مياه أنهارها، وبعد هذا…!

كيف لا نفديها بأرواحنا..؟

وكيف لا نرخص لها الدماء..؟ وكيف لا تبكي لأجلها المآقي والعيون؟

في يوم من أيام الشتاء وبينما كانت الريح تلاعب الأزهار كنت في المدرسة.

وعندما خرجت اقترحت على صديقتي ريم فكرة وهي الذهاب للتبرع بالدم، وعندما وصلنا رآنا الطبيب وسألنا عن سبب وجودنا في مركز التبرع بالدم فمازلنا صغيرتين، فقلت بصوت قوي ممزوج بالتفاؤل:نريد الثأر من الأعداء.

فطلب منا التوضيح،فقالت له ريم نريد التبرع بالدم، فضحك وقال لمن تريدان التبرع بالدم..!؟

فأجبناه بصوت جهوري ممزوج بالقوة:لجرحى الجيش.

فرفع الطبيب حاجبيه وقال:مشاعركم تبشر بالنصر،ولكن لم تبلغا الثامنة عشر،ولا يحق لكما التبرع بالدم، أعتذر منكما.

خرجنا مكتئبتين وجلسنا على سور الحديقة، وأخذت تهب الريح بقوة وكأنها تبشرنا بالخير والنصر.

وفجأة مر رجل هرم بلحية بيضاء طويلة فسألنا عن سبب حزننا.

فرويت له الحكاية بعينين دامعتين، فأجاب بصوت أجش ممزوجة كلماته بخطوط السنين المرتسمة على وجهه: السلاح الحقيقي والقوي هو بين أيديكم يا صغيرتي.

فسألته بتعجب:ما هو أيها الجد؟ فضحك ووضع يده على كتفي وقال: بالعلم والقلم نحقق جميع آمالنا.

بعلمكما تنتصران على الأعداء، بقلمكما تسحقان الإرهاب وتكتبان سطور النصر التي رسمها الشهداء بدمائهم الطاهرة.

فنظرت إليه بإعجاب وعانقته قائلة: سأجتهد أكثر، سيكون الكتاب والقلم رفيقي دربي لأقهر أعداء وطني.

سأظل أناضل بكل ما أستطيع لتعود البسمة و الفرحة إلى وطني الحبيب سوريا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى