د. حاتم العنانى يحاور تغريدة تونس .. عاشقة كل ما هو فن
د. حاتم العنانى يحاور تغريدة تونس .. عاشقة كل ما هو فن

د. حاتم العنانى (المستشار الإعلامى للوكالة)”مصر”


{ليس الحياة بأنفاس نرددها * إن الحياة حياة الفكر والعمل}


((أديبة تكتب حتى إذا نضبت محبرتها وجفت فتكتب بدمائها))


تغريدة تونس .. ذاك هو لقبها .. أيقونة إبداع .. لها بصمة أكدت حضورها الثقافى كأديبة ذات أسلوب متميز مختلف مدافع عن كيانها.. من جهابزة صفاقس عاصمة العلم والثقافة .. نسمة .. هادئة الطباع .. ملاك على الأرض يسير ..قلبها يجمل إنسانية لا حدود لها .. أديبة بحجم السماء ..تحلق إلى فضاء واسع سيعاً لتحقيق جملة من الطموحات والآمال التي تسيطر عليها. مبدعة عاشقة للحروف والكلمات ….هامت بالقلم عشقا وبالحرف سحراً .. شاعرة تطلق العنان لمفردتها اللغوية بكل ما فيها من قيم حضارية وإنسانية .. فالموهبة سر الإبداع .. تمتلك مصْطَلحاتِ وألفاظٍ وعبارات ذات مدلولات ثقافية ومفاهيم فكرية عديدة ومتنوِّعة،
لديها لغة إبداعية وقلم وقاد يعبر عن قيماً راقية.. من يقرأ إبداعاتها ؟. سيجد فيها الجمال والروعة والأسلوب المؤثر.. العلم والثقافة والأدب بالنسبة لها حياة .. ليس لها طقوس معينة .. تكتب لأن الكتابة راحة لشخصها .. إنها الأديبة الشاعرة / عائشة كمون
استطاعت أن تشدنى أعمالها إلى علامات استفاهم محيرة وتركتنى متسائلاً بذات الوقت باحثاً عن أجوبة.. فأجبرتى لعمل معها حواراً لإزالة علمات الاستفهام


نص الحوار : –
********
س1: احكى عن نفسك وعن بداياتك مع الحرف والقلم – من ساعدك على تنمية موهبتك .. وكيف أصبحتى شاعرة ؟
ج1: أنا ابنةُ الأشجارِ الباسقة أتلحف بأوراقها التي تجذبني… أتسلق أغصان الورد وأنا أتنسم عبيرها وعطرها الذي يعبق داخلي، يجذبنى بقوة الاصرار … أنا ابنةُ الضبابِ لا أمشي مع قطيعِ الظباء ، لكنِّي ألبسُ ثوبَ الضبابِ … عائشة الشابة هي بسيطة وثائرة بعض الشئ في ما أحمله من صمت داخلي ، أعشق كل ما هو فن من الفنون وأحب كل ما يرتقي بذائقتنا وبذاتنا فالقلب الذي لا يحب هو قلب ميّت … مفردة بإيقاعٍ خاص لي … فأنا أعمل بمقولة ” دع النّاس يرون أخلاقك لا يسمعوا كلامك ” و قد قال لقمان لولده: “يا بني إذا أفتخر الناس بحسن كلامهم فأفتخر أنت بحسن صمتك”. ولكن هذه ليست دعوة للصمت بل لبناء جدار داخلي قبل الخارجي … من ساعدني على موهبتي أولهم أستاذي الفلسطيني الأستاذ / أنورالزبن رئيس مجلس الكتاب والمثقفين العرب – فرع فلسطين … أستاذي المسرحي / محمد عباس صدقي الشاعر والقاص / عماد بن عبد الكريم والكاتب الروائي قاص وشاعر الأستاذ / جميل فتحي الهمامي وبعض من الأصدقاء والكتاب والشعراء الذين شجعوني لمواصلة مسيرة الأدب والثقافة … ثم لا أقول عن نفسي أصبحت شاعرة بل أقول دائماً أنا لا أزال ببداية الطريق فمتعة الوصول إلى أعلى غصن يكون بمثابة الطيران إلى الأعلى فالانعتاق من رؤية الأرض وكل ما يربطني بها يجعلني أتوهج بين الخنصرِ والبنصرِ وبين نسمات الهواء ، أحلّق في صفاء السماء

س2: إلى أي حد تشبهك كتاباتك في أشعارك ؟
ج2: أميل دائماً إلى مدرسة السرياليّة فهي تشبه كتاباتي بأشعاري لأنّ السريالية ثورة على اللغة فالسرياليون يسعون إلى أن تكون لغة القصيدة محاولة سرية لصنع تركيب من الكلمات تفقد الكلمات فيه المعنى الذي كانت تحمله وتكتسب في الوقت ذاته قوة أخرى وبوساطة مثل هذه التراكيب اللغوية يسعى السرياليون إلى اكتناه أعماق العالم الداخلي والباطني الذي يحدهم بحالة

س3: من هو مثلك الأعلى في الكتابة وبمن تأثرتي فى كتاباتك من الشعراء ؟
ج3: المثل الأعلى هو الشاعر والقاص / عماد بن عبد الكريم ومن كل المستويات أما بمن تأثرت فقد تأثرت بالأديبة السورية / غادة السمان وأحب كثيراً أسلوبها في الكتابة وبمحمود درويش والمتنبي والعديد من الشعراء …


س4: إهداء تودى تقديمه لشخص .. من يكون الشخص ؟ وما هو الإهداء ؟
ج4: إلى من علمني أنَّ الفن روح سام لا يباع ولا يشترى، ليس لأنّه لا قيمة لهُ بلْ لأنّهُ لا يقدر بثمن ! و طبعاً سأهديه احساسي وكلماتي …


س5: هل تكتبين الشعر لأنك تريدين ارسال رسالة من خلال قصائدك؟ أم هى طاقة تخرج منك على هيئة كلمات؟
ج5:أكتُبُ كي لا تموتَ أصـابعي من شدّة البرد. كي لا يشيخَ الحُلمُ بداخلنا وتذبل الأعمار وليتّسع الحزنُ ويسيل القلم… أختـارُ الكتـابةَ فقط عندما أريد الإبحار بمخيلتي للانعتاق، فأستقلّ الأوراق مركباً، وأجدفُ بأقلامي نحو العوالم الخفية لسبر أغوارها واكتشاف دررها.. فأنا لا أجيدُ إلا لغة النّظر، ولا أتقنُ إلا لغوَ الصّمت … الشعر في حد ذاته بالأساس ضرب من النسج ، جنس من التصوير وكثرة الماء … أعود إلى مقولة الشاعر العالمى/ توماس ستيرن اليوت الشعر قول محدد محكم يسعى لتأطير شىء ما عن قصد وبذلك يكون الشعر مشروطاً التخييل / التصوير/ الموسيقى/ القصد فالكتابة فاتنة بحروفها كالمرأة الجميلة .. لا تعطي اللغة سرها (أي شعرها أو فنها ) إلاّ لعاشق… طبعاً بالأخير إنّنا لا نكتبُ لنا أو لوقتنا الحاضر، بل نكتبُ لأجيال تعقبنا..


س6:هناك مقولة تقول”من يقرأ جيداً يكتب جيداً”هل هذا صحيح؟
ج6 : صحيج إذا لم يرَ في العالم المحيط مجالاً خصباً للخيال. قد تكون مواد هذا العالم واقعية إذا كانت هناك واقعية بيد أنها غير موجودة في تصور شامل مدرك ومقبول. وإنما هناك فوضى.. إن الزمن والمكان، واللون والمواسم، وحركة العضلات والفكر، كل ذلك بالنسبة للكاتب العبقري لا تشكل معطى من المعارف التي يمكن الحصول عليها من الحقائق العامة. ولكنها سلسلة من الاكتشافات الخاصة التي تعوّد الكتاب الكبار التعبير عنها بطرائقهم الخاصة. ويبقى تنميق الأماكن المألوفة للذين هم أقل دربة ومرتبة.إذ ليس لديهم همّ إبداع العالم، وإنما يكتفون باستغلال النظام الكائن للأشياء جهد المستطاع… البحث في الكيفية التي يشتغل بها العقل في اللحظة التي يواجه فيها القارئ الخامل وهج الكتاب. في البدء يختفي عبوسه، وعلى الرغم من كل شيء، يدخل اللعبة. إن جهد الشروع في القراءة، خاصة إذا كان الكتاب يحظى بالحب عند العامة من الناس، ويراه القارئ الشاب في قرارة ذاته قديماً، أو جاداً.. هذا الجهد يكون عادة صعباً أول وهلة، ولكنه يعود بعد إسدائه بمكافآت طيبة. فإذا كان المؤلف قد استند إلى خياله الواسع لإنشاء الرواية، فإنه من الطبيعي أن يكون على القارئ بذل القدر المناسب من خياله الخاص


س7: ما هي دواوينك التي تم نشرها حتى الآن؟
ج7: ديوان ضجيج السكون الذي نشر إلكترونيّا عن دار نشر «أي كتب» وديوان «جنين من رحم الرماد» عن دار ناشرون

س8: ماذا يعنى الوطن بالنسبة لك ؟
ج8:الوطن هُوَ جِدَارُ الزَمَن الذِي كُنا نُخَربِشُ عَليهِ، بِعِبَارَاتٍ بَرِيئةٍ لِمَن نُحِبُ وَنَعشَقُ، هُوَ الحَلِيبُ الخَارِجُ مِن ثَديِ الأَرضِ والحُبُ الوَحِيدُ الخَالِي مِن الشَوَائِبِ، حُبٌ مَزرُوعٌ فِي قُلُوبِنَا وَ لَم يصنَع. فالوطن هو أوسع من مجرد مكان، وهذا ما فسره د. جمال حمدان في كتابه “شخصية مصر” حيث قال فيه:(إن الوطن علاقة بين الجغرافيا والتاريخ، وأنه دراسة في عبقرية الزمان والمكان) كما ذكرَ أنّ : {الوطن هو الحضارة وإبداع الإنسان عبر القرون}، كما عرّج على أنّ : “الوطن عبارة عن مشاعر، ومن يعرف المعنى الحقيقي للوطن يتولد فيه الانتماء إليه، وتتولد عنده طاقة إيجابية تحُثّه على العمل والإنتاج والتفاؤل رغم كل الأزمات والمشاكل”. وباختصار عندما تشرب من ماء الوطن وتغيب عنه، فسوف تعيش على أمل تذوق ھذه الماء مرة أخرى…




