يا بني متى سأفرح بك؟

يا بني متى سأفرح بك؟

الأديبة الروائية العالمية / لونا قصير

– يا بني متى سأفرح بك؟ جميعهن شابات جميلات، ومن بلدك!!

يضحك رائد بصوت عالٍ قائلاً لها:

– أمي لقد تغيرت العادات.. أنا من سأختار شريكة حياتي، ولن أقبل أن يختارها أحد لي، كما فعل والديكِ!

– لا تتكلم عن المرحوم والدك، فهو كان زينة الرجال! رحمه الله فهو لم يقصر معنا في حياته..

– أمي.. لا أريد أن يختار لي أحد شريكة حياتي..

– عندما ستأتي إلى لبنان، يجب أن أخطب لك أجمل عروس..

لا يجبها، فرائد يعلم أن حلم والدته أن يعود إلى لبنان ويتزوج شابة من قريته.. في اَخر اتصال، جنّ جنونها عندما أخبرها أنه مغرم بروز ويفكر بالإقتران بها. رفضت رفضاً قاطعاً هذه العلاقة متحججة أن التقاليد والعادات في الغرب مختلفة عن بلادهم، وسيتعذب معها.. عند كل اتصال، تعيد له الكلام ذاته، يحاول أن يتهرب من أسئلتها، لكنها لا تيأس وفي كل مرة ، وقبل أن تقفل الخط تسأله للمرة المئة إن كان لا يزال على علاقة مع روز؟ يحاول من جديد أن يغير الموضوع، فتقول له:

– بالله عليك يا رائد.. كيف سأتواصل مع روز إن تزوجتها؟ فهي لا تتكلم اللغة العربية! قل لي كيف؟ بالإشارات وبالتالي ستتكرر المشكلة مع أولادكما..

من كثرة الحاحها في مرة شعر بالإستياء فاعترف لها قائلاً:

– كفى يا أمي.. نسيت أن أخبرك أن روز تجيد اللغة العربية، و في النهاية أنا أحبها..

صرخت قائلة له:

– يا إلهي.. تحبها! هذه أول مرة أسمع منك هذا الكلام!! يبدو أن تلك الأميركية أخذت عقلك!!

– أمي.. اسمها روز..

– لا يهمني ما اسمها!! اسمع يا بني ، يوجد في لبنان شابات مثقفات وجميلات، تعال وتعرف على ابنة جارتنا، لو تدري كم هي جميلة!!

يضحك رائد بصوت عال قائلا لها:

– لا تقلقي، عندما سأتزوج سأذهب بمعية روز إلى لبنان، وتعلمينها كيفية تحضير الطعام اللبناني. لكن لا تنسِ، لن اتذوق في حياتي ألذ وأطيب من طعامك..

تضحك والدته، فهو يعلم إن جميع الأمهات يفرحن لسماع هذا الإطراء من أبنائهن ومهما كانت أعمارهن..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى