يا صديقتي!

يا صديقتي!

الأديبة السفيرة/وداد صالح باشا (تونس)

هل تعرفين ماذا يعني ألاّ تسمحي لنفسك بأن تجلسَ وحيدةً تمشُطُ شعر الخيبة وتغنّي لها؟ أن تحملي أقْدارَك فوق كَتِفَيْكِ وتَمْضِينَ في الحياة صابرةً، آملةً أبدًا في رحمة الله الّتي تسع كلَّ شيء؟ هل تعرفين ماذا يعني أن تُقنعي نفسَك بأنّكِ لست وحدك في همومك ولا الدّنيا تستهدفك أنت بالذّات…أن تُبعدي عن ذهنكِ فكرة الألم وبأنّه طاغيةٌ لا يرحم… هل تعرفين ماذا يعني أن ترْفُضِي وَبشدّة أنّك لَيْمُونَةً قديمة يعتصرك الزّمنُ فلا ينسكبُ منك شيء فقط تتشقّقين أكثر فأكثر… أتدْركِينَ ماذا يعني أن تعتقدي وتتمادَيْ في الاِعتقاد أنّ الحياةَ في قَبْضَتِكِ وأنّكِ ستحملينها هرمة محدودبة إلى لحدها الأخير؟…
أن تُحاولي مرارا وتكرارا دَفْعَ آهاتكِ، عساها ترحلُ بعيدا عن حُنْجُرتِكِ إلى غير رجعة، وأنْ تقولي لقلبك: يا قلبُ أغْمدْ أحزانَكَ وأشواقَكَ فيكَ وارْتَحِلْ راشِدًا عاقِلاً…
أن تصرّي بجنون على الحياة .. على المقاومة .. على الغوص في دفقات الأمل المنبثقة من فرجات الأفق ..

فذاك هو يا صديقتي التّحدّي بعَيْنه وهو أعظمُ شيء يتفوّق به الإنسان على كلّ ما في الوجود…

✍️ الكاتبة وداد صالح باشا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى