الصوت الشجي..تأليف:أ/أمينة الرويمي

الصوت الشجي..تأليف:أ/أمينة الرويمي

 تأليف / أمينة الرويمى (ليبيا)

في قرية نائية خلف الجبال ،كانت تقطن ضياء القلوب ذات الخمسة عشر ربيعاً .. كانت ضياء القلوب يتيمة تسكن وحدها في كوخ .. وتعيش حياة بسيطة بعد أن رحل والدها عنها تاركاً إياها وحدها ولا تملك من حطام الدنيا سوى حقل صغير ومجموعة ألحان وأغان كتبها والدها قبل رحيله…

كانت ضياء القلوب تكدح نهاراً في حقلها ،وعند المساء تعود إلى كوخها فتبدأ بالتدرب على الأغاني التي تركها لها والدها الراحل، صحبة كمانه القديم ..

كان حلم ضياء القلوب أن تنضم لأحد الفرق الموسيقية الجوالة وتصبح نجمة مشهورة .. لكن حلمها بدأ في التضاؤل مع مرور الوقت لأن قريتها نائية جداً .. وحياة الكفاف التي تعيشها لا تساعدها على السفر وتحقيق أحلامها ..

وذات يوم خرجت ضياء القلوب .. صحبة كمانها ..تستنشق الهواء على سطح الكوخ .. سحرها جمال الطبيعة الهاديء … فغنت بصوتها الشجي، وحلقت عالياً نحو النجوم، التي استقبلتها بحبور، وأرسل السيد القمر سلم عبر أشعته لضياء القلوب ليستمتع بألحانها الشجية ..

أذهل اللحن الرياح فحملته معها إلى كل بيت بالقرية أما نهر القرية فقد بدل اتجاهه لأول مرة صوبه فكان يتوجه أينما توجهت شاقاً طريقه نحو الحقول التي نهلت منه حتى رويت ..

أنهت ضياء القلوب غنائها.. فسكن كل شيء .. ولم يعلم أهل القرية مصدر الصوت .. لكنهم اعتادوا سماعه كل ليلة قبل النوم .. لأن ضياء القلوب كانت تغني كل ليلة .. ولم تدرك أن الكون كله ينصت إليها !!

وفي يوم خرجت ضياء القلوب كالمعتاد لتغني على سطح الكوخ ..فشاهدها أحدهم .. فأخبر أهالي القرية .. وهكذا عرف جميع من بالقرية صاحبة الصوت الشجي فقدموا لها يد  المساعدة بفلاحة أرضها .. مقابل سماع صوتها الجميل..

أصبحت ضياء القلوب مشهورة جدا ووصلت شهرتها إلى القرى المجاورة .. وفي يوم سمع مدير إحدى الفرق الجوالة بجمال صوتها..فقدم إلى القرية وعرض عليها أن تنضم إلى فرقته المشهورة .. سُرت ضياء القلوب كثيرا فقد تحقق حلمها أخيراً..

عند المساء أحست ضياء القلوب بضجة خارج كوخها .. خرجت ضياء القلوب لتنظر سبب تلك الضجة، فتفاجئت بالعدد الهائل من الناس أمام كوخها البسيط .. يحملون الشموع والزهور لتوديعها وهم في غاية الحزن لفراقها..

في الصباح أسعدت قلوبهم بقرارها البقاء بالقرية وعدم ذهابها مع الفرقة الجوالة .. أما مدير الفرقة فقد وعد ضياء القلوب بأنه سيزور القرية كل ربيع ليقيم مهرجاناً فيها صحبة اشهر الفنانين وأنها ستكون نجمة المهرجان..

نهاية القصة سيناريو خاص بفنان الرسم : ضياء القلوب طفلة بعمر 15 سنة .. جميلة جدا ذات شعر أسود طويل تداعبه نسيمات الهواء في الفضاء أما عيناها سوداوان .. ترتدي فستان أبيض طويل ذو أكمام طويلة .. وهي واقفة أمام القمر الذي يبدو مستمتعا بغنائها ويشير بيده يمينا ويساراً .. أما خلف ضياء القلوب فيوجد النجوم وهي متراصة جنب بعضها ترقص في صف واحد على أغنية ضياء القلوب .. ” هذا ما يوجد في السماء” في نفس الصورة يوجد على الأرض النهر وهو مسرور ويتبع اللحن ” النوتة الموسيقية” المتجهة إلى الحقول ..

” الصَّوْتُ الشَّجِيُّ تَأْلِيفٌ: أَمينَةُ الرويمي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى