امرأة ليست لهذا الزمن

امرأة ليست لهذا الزمن

الشاعرة / باسمة العوام (سوريا)

يا امرأة …

خُلقت من ماءٍ

ومن طين

لاتخشى مطراً

لاتعرفُ صدأً

كلّما دفنوها..

ازدادت بريقاً

كالذهب الثمين

رؤوس الجبال

والقلاع مسكنها

وسورها منيعٌ حصين

كالقهوة مرّة

تتوق للحياة

تبعثرها الموسقا

تراقصها

وتقتل الجنون بالجنون

بالصدق مسكونة

بالحلم ..بالفرح

والعشق في قلبها براكين

بالعقل تحاورك وبالقلب

وتستشهدُ بالكلام المبين

يا امرأة …

يحييها الاهتمام

والصدق في معبدها دين

تنحني بعزّةٍ وإباءٍ

سنبلة قمحٍ

هاربة من صوامع الطواحين

يقتلها الغدر

والخيانة في صدرها جرح

يجول به السكين

رفيقها الصبر

وصبرها طويلٌ ..طويل

جسدها ..

بماء الوفاء مسجّىً

وعطرهاحدائق ياسمين

يا امرأة…

لاتدّعي الكمال

تخطئُ .. تصيبُ

تندمُ ..وتعتذرُ

مراتٍ ..ومرات

وبكلّ اعتزازٍ

وكبرياءٍ رصين

تسمو باعتذارها..

عزةً وقوّةً

جريئة تتخطّى الدروب

واثقة الخطى

تتحدّثُ ..وتعرف

لحظة الصّمت وفي أيّ حين

يا امرأة…

أخطأها زمانها

أخذها التّيار

مزّقت الريح أشرعتها

لاتعرف إبحاراً

ولا قيادة السفين

مزّقتها الخيبات

عاندها القدر

أختار عقلها مرّةً

ودفع الثمن قلبها لسنين

ياامرأة…

أضحى اليوم متحجّراً قلبها

وملأ الجمود فيها

حبال الوتين

و وقفت تتأمّل زمناً

يكون لها منصفاً

تتوقّفُ عقاربه

بعد هذا الزمن اللعين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى