مدينة الإنتاج الإعلامي تحتضن الإعلام الدولي.. ومميزات كبيرة يمنحها المقر الجديد لمركز الخدمات

بافتتاح المقر الجديد لمركز الخدمات الإعلامية التابع لمدينة الإنتاج الإعلامي، تنتقل حالة الإعلام الدولي العامل في الدولة المصرية إلى مرحلة جديدة أكثر تنظيما وشفافية، بل تضع تلك المؤسسات في صناعة الحدث بصورة أقرب وبشكل أكثر سهولة في آلية العمل بما يوفره من خدمات إعلامية وتقنية.
هذا الحدث الذي كشف عنه أسامة هيكل رئيس مجلس إدارة مدينة الإنتاج الإعلامي، وضياء رشوان نقيب الصحفيين، ورئيس الهيئة العامة للاستعلامات.
البداية
ترجع فكرة إنشاء المركز الجديد مع صدور قانون ١٨٠ للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام لعام ٢٠١٨ بصدور مادتي “٥٩” و”١٠٩” حيث تنص المادة الأولى على عدم تشغيل أو إنشاء أي وسيلة إعلامية أو موقع إلكتروني قبل الحصول على ترخيص من المجلس الأعلى للإعلام، على أن يحدد المجلس متطلبات وشروط هذا الترخيص، وفي جميع الأحوال فإنه لا يجوز البث من خارج المناطق الإعلامية المعتمدة من المجلس الأعلى للإعلام، وأنه يجوز البث من خارج هذه المناطق بشرط أن يكون للمكتب أو الشركة ستديو تباشر منه أعمالها داخل الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي.
أما المادة الثانية “١٠٩” فتنص على العقوبة بالسجن بمدة لا تزيد عن خمس سنوات لكل من قام باستيراد أجهزة البث المحمولة عبر الأقمار الصناعية أو شبكة المعلومات الدولية “الإنترنت”، ومنها أجهزة الـ sng، live view بطريقة بعيدة عن الترخيص من الهيئة الوطنية للإعلام أو مدينة الإنتاج الإعلامي.
وعلى مدار عام كامل تم العمل على فكرة الدفع بمركز خدمي جديد تابع لمدينة الإنتاج الإعلامي من أجل تسهيل عمل مهام المراسلين والوكالات والقنوات الأجنبية العاملة في مصر، وقد بدأ أسامة هيكل رئيس مجلس إدارة مدينة الإنتاج الإعلامي التنفيذ في هذا المشروع بشكل أكثر وعيًا قبل إصدار القانون رسميًّا من الهيئة الوطنية عندما بدأ بالفعل في افتتاح مقر جديد لمركز خدمات إعلامية تابع لمدينة الإنتاج بمنطقة جاردن سيتي بوسط البلد منذ عامين.
المقر الجديد وأهدافه
يقع مركز الخدمات الإعلامية الجديد بمنطقة كورنيش النيل بالعجوزة، وهو موقع مميز، حيث يطل على معالم العاصمة المصرية منها نهر النيل، برج القاهرة، مبنى دار الأوبرا المصرية بخلاف انعكاس صورة نهر النيل بوضوح تلألأ مياهه في شروق الشمس ومع إضاءات الليل الساهرة بما يمنح خلفية “فين” مميز للإستديوهات الموجودة في هذا المبنى.
ويعتبر هذا المقر هو الثالث في الأصول التي تمتلكها المدينة بخلاف مقري جاردن سيتي، وماسبيرو كورنيش النيل، ويأتي الهدف من اختيار هذا المقر في هذه المنطقة كنوع من تسهيل حركة وسير عمل المراسلين والقنوات الأجنبية والوكالات العاملة في مصر حتى تكون قريبة من دوائر صنع القرار بالعاصمة، مما يسهل النقل السريع والتحرك في تغطية الأحداث بدلًا من الانتقال لمقر مدينة الإنتاج الإعلامي بـ ٦ أكتوبر.
كما يمنح هذا المقر تنظيميًا أكثر لعمل هذه المؤسسات الإعلامية في مصر بشكل قانوني بعيدًا عن أي نوع من الفوضى والبث غير المشروع، كما كان يحدث بالماضي منذ سنوات، وذلك من خلال الإجراءات الحاسمة التي نظمها القانون الجديد.
مميزات المقر الجديد
قبل الحديث عن الإمكانيات الجديدة التي سيوفرها هذا المقر، فإنه لابد من الإشارة إلى أمر هام، ألا وهو أن وجود هذه المقرات بمنطقة وسط العاصمة سيفتح الباب لانضمام قنوات وشبكات إعلامية كثيرة من الخارج، نظرًا لتوفير كل السبل الإعلامية المتاحة لتسهيل تقديم الخدمات الإعلامية، وذلك دون وجود أية قيود على المحتوى الإعلامي من قبل الجهات المانحة للتراخيص وهي مدينة الإنتاج الإعلامي والهيئة الوطنية للإعلام، هذا بخلاف ما يحمله هذا الإنضمام الجديد للقنوات من تحققات اقتصادية للطرفين، سواء من الجهة التي توفر الخدمة وهي مدينة الإنتاج الإعلامي أو الجهة الممنوح لها الترخيص، حيث إن الأسعار التي يوفر بها المركز خدماته أقل من سعر السوق العادي الذي تتزايد فيه أسعار تلك الخدمات بالضعف.
أما عن الميزات، ففي البداية تجدر الإشارة إلى أن المركز الجديد يضم خمسة طوابق، ومكون من ١٢ ستديو فردي “بكاميرا واحدة” بخلفية حية، مجهزة بأعلى التقنيات مع وجود مجموعة من المهندسين والتقنيين المحترفين، بالإضافة إلى ستديو بمساحة ٢٣٠ مترًا مربعًا وثلاثة ستديوهات بإطلالة بانورامية “خلفية حية، وكروما”.
ويوفر المركز خدمات متكاملة للعميل، بداية من تخطيط وتنسيق الفعاليات ورصد الحدث، مرورًا بالتصاريح الأمنية والإنتاج والتعاقدات، بالإضافة إلى مكاتب مجهزة لموظفي القنوات الأجنبية وطاقم إخباري يقدم الدعم في توفير الأخبار وتسهيل مهام المراسلين، هذا بخلاف الخدمات التقنية والفنية، والتي تتمثل في اتصال مباشر بالأقمار الصناعية، sng الخاصة بالنقل الحي، وحدات تصوير وهندسة بكاميرات HD،SD ووحدات مونتاج ثابتة ومتنقلة.
وقد علمت “بوابة الأهرام”، أنه هناك العديد من القنوات الأجنبية التي بدأت بالفعل عملها من المقر الجديد منها بي بي سي، الحرة، سكاي نيوز، المملكة الأردنية وأخرى.
أما عن تقنية الـ Live View، والذي كان مثارًا للتساؤل من قبل الكيانات الإعلامية الأجنبية، فقد أكد أسامة هيكل، أن الأمر في حيّز الدراسة، حيث أوضح أن مدينة الإنتاج الإعلامي تحاول ترخيص بث live view لكنها لم تتوصل لحل نهائي به، نظرًا لوجود اشتباك مع المجلس الأعلى للإعلام وجهاز تنظيم الاتصالات، وأنه من المقرر أن تحسم المسألة خلال الأسبوعين المقبلين، منوهًا أنه من الأفضل الآن للكيانات الإعلامية أن تستخدم تقنية الـ sng بدلا “live view”.
وهنا لابد من الإشارة إلى نقطة أشار لها رئيس مجلس إدارة مدينة الإنتاج الإعلامي تتعلق بإتاحة تعديل القانون ما بين فترة وأخرى، وذلك بما يتوافق مع التطورات الجديدة التي تشهدها السوق الإعلامية ودخول تقنيات حديثة ومختلفة باستمرار.

أسامة هيكل رئيس مجلس إدارة مدينة الإنتاج الإعلامي وضياء رشوان نقيب الصحفيين
