حوار مع أيقونة كوردستان الأديبة الإعلامية تارا إيبو .. إرث الحضارتين السورية والعراقية
حوار مع أيقونة كوردستان الأديبة الإعلامية تارا إيبو .. إرث الحضارتين السورية والعراقية

المحاور : د. حاتم العنانى (المستشار الإعلامى للوكالة)”مصر”
أيقونة كوردستان / تارا إيبو .. مسيرة أدبية تنساب بأطياف العبقرية عبر أرجاء البقاع ، إحساسٌ مرهف يمزج الواقع بالخيال ، قريبة من مشاعر وأحاسيس الناس، من مختلف المستويات والشرائح والأعمار . ظهرت موهبتها منذ نعومة أظافرها .. أديبة تسكن الحروف كما تسكنها الحروف.. تمتاز أعمالها بالغنى اللغوى ، كانت منقادة، لتكون لأعمالها الريادة.…
نص الحوار :
س1:احكى عن نفسك وعن بداياتك مع الحرف والقلم .. من ساعدك على تنمية موهبتك؟
ج1: بدايتي مع الحرف بعيدة أول كلمة كتبتها بأصابعي الصغيرة وأنا طفلة هي كلمة (روح) سطرتها على ضفاف نهر عفرين .. وعلى رمالها الناعمة سطرت الكثير من ذكريات الطفولة البعيدة حيث كنا نقضي أجازة الصيف في قريتي هرباً من حر مدينة حلب .
والدي هو من شجعني على الكتابة وكان دائماً يقرأ كل الذي أكتب وأحضر من مواضيع لدرس الإنشاء في المدرسة الإبتدائية وباقي المراحل .
أيضاً هو من دربني على موهبة التخيل .. لذلك كتاباتى محمله بالكثير من الصور الإخراجية
**ولماذا كلمة (روح) ؟
ج : كلمة (روح) كانت تشغلني دائماً ومازالت بسبب حروفها الغير متصلة ولكن لم يأتيني الجواب الشافي عليها حتى من والدي .
الروح هي الحرية لأنها في أي لحظة تستطيع أن تتحرر من الجسد وتتركه وترحل عنه .. عندما تكتب وتقرأ حروف الروح تحس بالحرية والانطلاق عبر بوابات الصمت إلى عالم الخيال ، عالم العبور إلى اللانهاية … قد يكون هذا الجواب لا أعلم .
س2 : إلى أى حد تشبهك كتاباتك فى أشعارك ؟
ج2 : كتاباتي لا تشبهني بل هي أنا … كتاباتي هي نابعة من روحي كلماتها تجري في عروقي وتتساقط مثل قطرات الندى التي ترسم على وجه الورد ملايين العبارات ، أنا أرسمها على الورق لارسالها إلى المتلقي لترسم في مخيلته وفي دقات قلبه بريشة قمرية ألوان الحب المثالي التي كانت النظرة من عاشق إلى عاشقة تحدث الثورة والعنفوان .. أضعنا ثورة الحب وركضنا وراء الحبر الإلكتروني على مواقع التواصل الإجتماعي الذي أصبح الحب مثل فصول السنة ونستبدل الحبيب مثل القمصان كل يوم
أنا أبحث في كتاباتي عن ذاك الحب الذي فقد من حياتنا وضاع في زماننا ، في ازدحام الرسائل الإلكترونية
أنا أتفاعل مع الواقع والأحداث التي تجري من حولي .. كتاباتي تنبع من ذاتي إذاَ هي أنا
س3: ماهي المواهب التي تمتلكينها غير كتابة الشعر والإلقاء ؟
ج3 : أنا متعددة المواهب .. أحب الموسيقا ، الرسم ، ممارسة الرياضة وفن الطبخ .. ألعب بالطين وإن لم أجده أجلب المعجون المدرسي ، أشكل من خلاله أشكال غريبة عجيبة
أعشق السينما وأتابع المهرجانات السينمائية … وأحب المشي لساعات طويلة تحت المطر لكي يتبلل وجهي بحبات المطر …
ومن الهوايات الغريبة أننى لدي لا أحب أن أرمي الأقلام التي تفرغ من الحبر لأني أكون مع القلم علاقة صداقة ، لأنه يعيش معي لحظات الألم والحزن وهو الترجمان الذي يسطر عطر روحي ، هو من يرسم بالكلمات كل أحاسيسي على الورق .
س4: كيف تقضين وقتك ؟
ج4 : أغلب وقتي أقضيه في غرفتي (صومعتى) بين الورق مع كتاباتي وسماع الموسيقا الكلاسيكية ، أنا لا أجلس وراء مكتب لكي أكتب كتاباتي ..
وإن أخذت فرصة استراحة من الكتابة أذهب لزيارة الأماكن الأثرية والمتاحف والأسواق القديمة … وتجذبني متابعة الأفلام القديمة الأبيض والأسود (أفلام الزمن الجميل) ..
وأشارك بالحضور في الكثير من النشاطات الثقافية والفنية وأهوى زيارة معارض الفن التشكيلي …
س5: ما أثر إتقانك للغة الكوردية على أعمالك الأدبية ؟
ج5 : أجيد اللغة الكوردية والعربية بطلاقة في كلتا الحالتين أنا أكتب و اللغة هي مجرد ترجمان تترجم ما أفكر وأشعر به .
س6:من هو مثلك الأعلى في الكتابة وبمن تأثرتي فى كتاباتك من الشعراء ؟
ج6 : لا أستطيع أن أحدد من هو مثلي الأعلى في الكتابة (قرأت لنجيب محفوظ ، توفيق الحكيم ، محمود عباس العقاد ، المنفلوطي ، صموئيل بكيت ، أورهان باموق ، يوهان غوته .. إلخ
أعشق من شعراء الكورد أحمد خاني صاحب ملحمة مامو و زين الشعرية ،
وأهوى شاعر المرأة العربي الشاعر نزار قباني … لي قصيدة بعنوان (أنا ونزار) وهي الرسالة الثالثة في ديواني (رسائل إلى تورن)
أنا متأثرة جداً بما كان يرويه لي والدي من حكايات وقصص وأشعار من التراث الكوردي والعالمي على سمعي منذ الطفولة هي من غزت روحي وشكلت خيالي لتنفجر ينابيع الإبداع لدي .
س7: لمن تكتبى؟
ج7 : أنا أكتب من أجل الحب والسلام والإنسانية جمعاء ، بمختلف جنسياتها وقومياتها وأعراقها ولغاتها .. أكتب من أجل الحب الذي يسكن أعماقي
أكتب إلى تورن ذاك الإنسان الشهم النبيل
س8: إهداء تودى تقديمه لشخص .. من يكون الشخص ؟ وما هو الإهداء ؟
ج8 : يوجد في حياتي أكثر من شخص يستحق الإهداء
الإهداء الأول والأخير هو لوالدي (علي محمد إيبو ) – رحمة الله عليه – ، الفضل يعود له بما أنا عليه الآن … و إلى أمي – رحمة الله عليها – التي علمتني الصبر ومعنى الحب والإخلاص .. إلى عائلتي وهم أخوتي أهديهم كل حبي
وإلى صديقي الدكتور أزاد نجار الذي يدعمني ويدعم موهبتي رغم انشغاله بإنجازه العلمي الطبي صناعة قلب بشري .. دائماً يقف بجانبي ولو برسالة صغيرة يحثني بها على الكتابة والاستمرارية في العطاء شكراً لأنه موجود في حياتي ..
س9: هل تكتبين الشعر لأنك تريدين ارسال رسالة من خلال قصائدك ؟ أم هى طاقة تخرج منك على هيئة كلمات ؟
ج9 : أنا لا اكتب لمجرد الكتابة والشهره ولم أقدم نفسي يوماً كشاعرة ، الناس ومحبو كتاباتي هم من أطلقوا علي لقب شاعرة
أن لم تحمل القصيدة أو الرواية أو أي نص أدبي رسالة يعتبر فارغ
أنا أكتب من أجل هدف معين هو ارسال رسالة من خلال كتاباتي إلى المجتمع في الحاضر والمستقبل وأنا حريصة على استمرارية هذه رسالة عبر الزمان والمكان وهذه القصائد تحمل طاقة الحب و الإحساس للشيء الذي أسطره وأتفاعل معه عبرالرسالة المراد إيصالها إلى القارئ إذاً هي مشحونة بطاقة الاستمراية .
س10:هناك مقولة تقول”من يقرأ جيدا يكتب جيدا”هل هذا صحيح؟
ج10 : لا استطيع أن أجزم في هذا الموضوع .. سأتحدث عن نفسي أنا لست بقارئة جيدة لكني مستمعة ممتازة ومن خلال حاسة السمع خزنت الكثير من المعلومات في حقيبة ذاكرتي
س11: ما هي دواوينك التي تم نشرها حتى الآن؟
ج11 : أصدرت ديوانين : –
**ديوان شعر بعنوان (متن الغجر ) شعر حواري مشترك مع الأديب الكوردي جان بابير طبع ونشر في عام 2018
**ديوان رسائل إلى تورن طبع ونشر في عام 2019 وأقيم حفل توقيع الديوانين في اتحاد أدباء كوردستان فرع أربيل
في عاصمة إقليم كوردستان الجنوبية أربيل … عبر بث مباشر من خلال بعض الفضائيات المحلية .
س12: حدثينا عن نفسك كشاعرة وإنسانة ؟
ج12 : في كلتا الحالتين أنا تارا شخصية واحدة الإنسانة الشاعرة
أنا شاعرة الحب والاشتياق وألم الانتظار أمنح ذاتي للقارئ لعله يجد شيئاً من ذاته من خلال كتاباتي .
حررت أشعاري من القافية والوزن لأتجول بحرية في غابات الكلمات … أتخيل قصائدي ورسائلي وكأنها شريط سينمائي يركض أمامي وأسقط تلك المشاهد المحملة بالاأحاسيس والمشاعر والألم و الحزن والدموع والقهر على الورق وأترجمها من خلال الكلمات لتصل إلى القلوب الحائرة الباحثة عن الراحة …. ومهما كتبت وأصدرت دواوين ستبقى رسائلي إلى تورن هي الأحب إلى قلبي رغم كل كتاباتي هي أنا وتخرج من أعماقي وتتنفسها روحي وتسطرها أصابعي وتقبلها شفاهي وينبض بها قلبي ...
س13: ما الصفات الواجب توافرها فى من يحمل الحقيبة الثقافية الأدبية فى رأيك ؟
ج13 : سأستبدل كلمة الحقيبة ، بالإنسان المثقف يجب أن يكون شخص متفاعل في المجتمع يؤثر في محيطة بشكل إيجابي .. أن يكون متحدث ومستمع جيد و يجيد فن الإتكيت و التواصل مع محيطة ، على المثقف الإهتمام بجميع أنواع الفنون والثقافة من أدب : شعر ، رواية ومسرح ، سينما ، فن تشكيلي موسيقا ، أنشطة رياضية ، نوادي ثقافية .. أن يقدم المعلومات وبرامج التوعية التي تدفع بالمجتمع نحو الرقي والتقدم ومواكبة سير الحضارة العالمية
س14: ما هو أول قرار تصدرينه إذا أصبحتى مسئولة فى الدولة ؟ وماذا سيكون برنامجك لتنمية العقول والمواهب ؟
ج14 : أنا لم أفكر يوماً أن أكون مسؤولة في الدولة لأن مسؤولية مجتمع عبء كبير .
لكن أن حدث سأصدر قرار بفتح مدارس تعلم الإنسان حب أخية الإنسان قبل حب التراب والأرض والبقعة الجغرافية التي نحن البشر قمنا بتحديدها …
الاهتمام بالطفولة ورعايتها على أعلى المستويات لأن الأطفال الحاضر والمستقبل .
فتح مراكز البحث العلمي ورصد ميزانية كبيرة لها
س15: ماذا يعنى الوطن بالنسبة لك ؟
ج15 : الوطن هو الحبيب و الحبيب هو الوطن وإن فقدت أحدهما فقدت كل شيء .
16 -هل تستخدمين الكتابة أو التسجيل عبر الهاتف النقال إذا أتتكِ فكرة ولم تجدي ورقة وقلم ؟
ج16 : أنا دائماً أحمل ورقة وقلم .. لا أستطيع أن أمشي من غير أن أحمل ورقة وقلم في حقيبة يدي …. لكني مؤخراً استخدم خاصة الواتس أب من أجل تسجيل حوارات الشخصيات من روايتي (تريفا ) .. لأقوم بالاستماع إليها كقارئة .. وهل هذه الحوارات ستكون مقنعة عندما يقرأها القارئ ؟.. و أن لم اقتنع بالحوار أعيد صياغته من جديد.
تحياتي وخالص أمتناني لوكالة أنباء آسيا العالمية وأخص بالشكر والتقدير و كل المودة والدى معالى السفير الدكتور / حاتم العنانى .. والله ولى التوفيق .