رهان واقعي

رهان واقعي

الأديبة / نجلاء عطية (تونس)

هو جميل جدا

وطيب جدا

وصادق جدا…

سألته: ماذا يخيفك اليوم؟

قال: أن أموت قبل أن أخفف

نفسي من كل ما أنا عليه

قلت: وما هو؟

قال: عيوبي ….العالم اليوم

قوي بمن مثلي، يكسرهم دون

عناء

فيجد القبيح واللئيم والمنافق

سببا يكفيهم ليتباهوا بما هم

عليه….عالم اليوم ليس في

حاجة إلى المثالية …ذاك

الفائض في خصالي لم يجعل

مني بطلا لأني لست كذلك فعلا …

البطل عزيزتي هو من يكون

على قدر ما يحتاجه

الواقع….إنني أتعفّن بأشياء لا

يليق أن يموت بها المرء…على

عقلي أن يهبني منفذا إلى

الحياة….فليس يحيا من هو

خارج دورة الزمن…هل يمكنك

أن تتخيل حياتك دون مكيّف ؟

ذاك المكيّف بغرفتك هو الذي

يجعلك هادئا رغم أن حرارة

الطقس لا تطاق

بالخارج….إذن ذاك المنتج

صار ضرورة من ضرورات

الواقع ، مهمته التعديل لنتمكن

من التّكيّف …..التكنولوجيا

اليوم عزيزتي لم تعد ترفا …

لأنها بكل بساطة في

علاقة وطيدة مع الطبيعة وهي

الرهان الذي يرفعه اليومي

ليضمن حلولا لمشاكل

الإنسان….أن ترفض استعمال

المكيف وواقعك يمنحك إياه

حلا ضد الحرارة يعد ضربا

من ضروب الغباء….ولن

يراك الآخرون من حولك

طبيعيا …لن يمدحوا صبرك …

بل ستجعلهم يتندّرون بك

وينعتونك بالجنون ولهم الحق

في ذلك ….إذن كثير من

الجمال وكثير

من الطيبة وكثير من الصدق ليسوا من شيم هذا

الزمن…..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى