صدى الكلمات.. سبحانك ربي.

بقلم خالد بركات..
إنا كل شيء خلقناه بقدر ”
احببتها لنقاء إيمانها ولصفاء رونقها
نقلتها واضفت عليها ليزداد رونقها بقرائها
“ويكتبُ اللهُ خير أنتَ تجهلهُ
وظَاهرُ الأمرِ حرمانٌ من النِّعمِ
ولو علمتَ مـرادَ اللهِ من عِوضٍ
لقلتَ حمداً إلهي واسعَ الكرمِ
فسلِّم الأمرَ للرَّحمن وارضَ بهِ
هو البَصيرُ بحالِ العبدِ من ألمِ”
**ﻳﻘﻮﻝ اﻷﻃﺒّﺎء :
ﺇﻥّ ﻓﺘﺤﺔ اﻟﺤﻨﺠﺮﺓ ﻗﺪ ﻗُﺪِّﺭَﺕْ ﺗﻘﺪﻳﺮاً ﺩﻗﻴﻘﺎً ﺟﺪّاً :
ﺣﻴﺚ ﻟﻮ اﺗّﺴﻌﺖ قليلاً جدّاً ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤّﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻻﺧﺘﻔﻰٰ ﺻﻮﺕ اﻹﻧﺴﺎﻥ ، ﻭلﻮ ﺿﺎﻗﺖ قليلاً جدّاً ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤّﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻷﺻﺒﺢ اﻟﺘّﻨﻔّﺲ ﻋﺴﻴﺮاً،
ﻓﺈﻣّﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ اﻟﺘّﻨﻔﺲ ﻣﺮﻳﺤﺎً وﻳﺨﺘﻔﻲ اﻟﺼّﻮﺕ،
أو ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ اﻟﺼّﻮﺕ ﻭاﺿﺤﺎً ﻭﻳﺼﻌﺐ اﻟﺘّﻨﻔّﺲ.
{صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ۚ }
ﻟﻮ ﺃﻥّ حدة اﻟﺮﺅﻳﺔ ﺯاﺩﺕ
عن ﺣﺪّﻫﺎ اﻟتي ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ كما عند بعض الحيوانات.. ﻷﺻﺒﺤﺖ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺟﺤﻴﻤﺎً :
إنّك ﺇﺫا ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻰٰ ﻛﺄﺱ اﻟﻤﺎء اﻟّﺬﻱ ﺗﺸﺮﺑﻪ اﻵﻥ ، ﺗﺮاﻩ ﺻﺎﻓﻴﺎً ﻋﺬﺑﺎً ﺭاﺋﻘﺎً ، ﻟﻮ ﺃﻥّ قوّة اﻟﺒﺼﺮ ﺯاﺩﺕ ﻗﻠﻴﻼً ، ﻭﺩﻗّﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤّﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﺮﺃﻳﺖ ﻓﻲ ﻫٰﺬا اﻟﻜﺄﺱ اﻟﻌﺠﺐ اﻟﻌﺠﺎﺏ ، ﻟﺮﺃﻳﺖ اﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ اﻟﺤﻴّﺔ ، ﻭ اﻟﺠﺮاﺛﻴﻢ ﻏﻴﺮ اﻟﻀّﺎﺭّﺓ ، ﺑﻌﺪﺩ ﻻ ﻳﺤﺼﻰٰ،
ﺇﻧّﻚ ﻟﻦ ﺗﺸﺮﺏ اﻟﻤﺎء ﻋﻨﺪﻫﺎ..
{ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ }
ﻭ ﻟﻮ ﺃﻥّ حدّة اﻟﺴّﻤﻊ
اﺭﺗﻔﻊ ﻣﺴﺘﻮاﻫﺎ ﻗﻠﻴﻼً ﻟﻤﺎ ﺃﻣﻜﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﻨﺎﻡ اﻟﻠّﻴﻞ ، ﻷﻥ اﻷﺻﻮاﺕ ﻛﻠّﻬﺎ ﺗﺘﻠﻘّﻔﻬﺎ ، ﺑﻞ ﺇﻥّ ﺃﺻﻮاﺕ ﺟﻬﺎﺯ اﻟﻬﻀﻢ في معدتك ﻭﺣﺪها ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻜﻮﻥ…..
ﻛﺎﻟﻤﻌﻤﻞ اﻟﻜﺒﻴﺮ، مطاحن..!!
{ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ }
ولو ﺃﻥّ ﺣﺎﺳّﺔ اﻟﻠّﻤﺲ ﺯاﺩﺕ ﻟﺸﻌﺮﺕ ﺑﺎﻟﻜﻬﺮﺑﺎء اﻟﺴّﺎﻛﻨﺔ اﻟّﺘﻲ تحوّل ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺟﺤﻴﻤﺎً ﻻ ﻳﻄﺎﻕ..
{ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ }
لكن اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ..
ﺷﻖ ﻟﻨﺎ اﻟﺴﻤﻊ، ﻭﺃﻧﺸﺄ اﻷﺑﺼﺎﺭ ﻭاﻷﻓﺌﺪﺓ،
ﻭﺧﻠﻖ الحواس ﺧَﻠﻘﺎ ﺩﻗﻴﻘﺎً .
لقد خلق اللهُ تعالى الإنسانَ في أحسن تقويم.. وأرقى خلقة.. وأروع جمالاً..
{ وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ }
سبحانك ربي ماأعظمك..
٢٩/آب/٢٠١٩