عميد كليةالسياسة والاقتصاد بجامعة بني سويف : نموذج التنمية في مصر بين ثقافة الكبار والنمو الاستيعابي

عميد كلية السياسة والاقتصاد بجامعة بني سويف :نموذج التنمية في مصر بين ثقافة الكبار و النمو الاستيعابي
فاطمة عمارة
ا.د علي مسعود استاذ الاقتصاد و عميد كلية السياسة و الاقتصاد – جامعة بني سويف.
تحدث عن نموذج التننية في مصر فذكر
أن المتأمل لنموذج التنمية التي تنتهجه مصر يلاحظ أن هنناك توجهينن إستراتيجيين له و هما:
التوجه الأول: النمو الإستيعابي.
و الذي يتلخص في أن جميع المواطنينن يستفيدون من ثمار النمو الاقتصادي بغض النظر عن مستوياتهم العلمية و الاجتماعية و الاقتصادية و الأقاليم الجغرافية التي ينتمون إليها و فئاتهم العمرية. و في إطار هذا التوجه أتاحت المشروعات القومية الفرصة للبسطاء للعمل بها و خلق مئات الألوف من فرص العمل لهم، و كذلك أتاح ت مبادرة الرئيس المتعلقة بتوفير تمويل للمشروعات الصغيرة بمقدار 200 مليار جنيه بسعر فائدة 5% الفرصة لكل مبتكر تمنعه قدرته المالية عن تحقيق حلم إمتلاكه لمشروع خاص به من تحقيق ذك. أيضاً ركز نموذج التنمية على أقاليم جغرافية كاننت مهمشة بصورة كبيرة في السابق و من أهم تلك الأقاليم الصعيد و سيناء، فجاء برنامج تنمية الصعيد الذي يطبق منذ عامين بمحافظتي سوهاج و قنا بتكلفة 18 مليار جنيه و جاء قانونن الاستثمار ليمنح المستثمرين في تلك الأقاليم مزايا لجذب الاستثمار إليها، و جاءات أنفاق قناة السويس لتمثل أزرع تحتضن بها الأرض الأم سيناء من جديد و توفر مشروعات الطرق و الطاقة و التعدين و الاسكان مقومات التنمية في هذه الأقاليم. و في خضم ذلك و مع الوضع المالي الصعب لم تنسى القيادة السياسية أصحاب الدخول المنخفة فجاءات مبادرات تكافل و كرامة ب22 مليار جنيه حتى الآن و حياة كريمة و غيرها من المبادرات التي تستهدف مد يد العون لأصحاب الدخول المنخفضة. لذا يمكن تصنيف نموذج التنمية التي تنتهجه الحكومة المصرية هو نموذج تنمية إستيعابي التوجه.
التوجه الثاني: ثقافة الكبار
و ببساطة أتذكر قول والدي رحمه الله لي دوماً لكي تصبح كبير لابد من أن تتصرف تصرفات الكبار حتي تصبح جزء من طبيعتك فتكون كبيراً. لو نظرنا إلى ما تقوم به الحكومة المصرية من مشروعات عملاقة و تكون دائماً منعوتة بإنها الأكبر إقليمياً أو عالمياً أو عربياً أو أفريقياً، فتلك هي ثقافة الكبار. ولكن كيف تقود ثقافة الكبار إلى تحقيق التنمية؟ ببساطة شديدة عندما تمتلك ممشروعات بنية أساسية توصف بإنها الأكبر معناه الأهتمام بالبنية الأساسية و هي منصة الإنطلاق للتنمية، و عندما تشيد المدن المليونية من مدن الجيل الرابع و الخامس فإننا نتقل من مستوى إلى أخر، مستوى يخلق الفرص و يحفز الاستثمار بل ويسوق له. إلى المتشككين في جدوى هذا التوجه، لماذا أصبحت دبي مقصد سياحي عالمي؟ و لماذا أصبحت سنغافورة مركز مالي عالمي؟ و لماذا تفتخر الصينن ببنائها أككبر المشروعات على مستوى العالم؟ هي ثقافة الكبار يا سادة.
و في النهاية مصر تقدم اليوم نموذج للتنمية سيدرس في أدبيات التنمية الاقتصادية كتجربة فريدة في النهوض بالأمم، فلنكن معها لا مشككين في النجاحات و لا شامتين في السقطات و ليعلم الجميع بأن القيادة السياسية و الحكومة المصرية ترحب بالنقد البناء بصورة غير مسبوقة فبدون النقد البناء لا تصقل التجارب فلكين دعمنا لوطننا بالعمل الجاد و النقد البناء كلاً في مجاله و إختصاصه و مجال خبرته.