20 مليون صوفى خلف القيادة السياسية الرشيدة فى حربها ضد الإرهاب والشائعات

أعلن الصوفية دعمهم الكامل لأجهزة الدولة وعلى رأسها القيادة السياسية والقوات المسلحة ورجال الشرطة فى مواجهة الحملة الإرهابية الشرسة التى تستهدف أمن واستقرار البلاد،مؤكدين أنهم يقفون خلف القيادة الرشيدة للرئيس عبدالفتاح السيسى، وأن مرجعيتهم الدينية تتمثل فى كعبة العلم الشرعى والعلماء المستنيرين فى الأزهر الشريف.
طالبوا جميع الطرق الصوفية وأتباعهم الذين يتجاوز عددهم الـ20 مليون، التكاتف والترابط والوقوف صفا واحدا، وأن يكونوا على أتقى قلب رجل واحد منهم، خلف القيادة السياسية الرشيدة، حتى يكونوا حائط صد منيع أمام كل من يحاول التشويش على القيادة أو ترويج الشائعات المغرضة التى تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، لتفويت الفرصة على المغرضين والمخرِّبين الذين يسعون للنيل من مكانة ومهابة البلد العريق مصر المحروسة.
وأعلنوا- فى مؤتمرهم العام الأول الذى عُقد بقاعة المؤتمرات بالأزهر الشريف بمدينة نصر، وحضره أكثر من 7 آلاف صوفى، بحضور جميع أعضاء المجلس الصوفى الأعلى، وعدد كبير من الشخصيات العامة- تأييدهم الكامل للقيادة السياسية ممثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأن أرواحهم فداء لمصر، كنانة الله فى أرضه، حتى تعيش آمنة مطمئنة، دولة حاضنة لجميع أبنائها بلا تفرقة أو تمييز أيًّا كان نوعه.
جناحا العلوم
بدأ المؤتمر بآيات من الذكر الحكيم للقارئ الشيخ د. عبدالفتاح الطاروطى، وأداره وقدَّمه د. عبدالحكم صالح سلامة- الأستاذ بجامعة الأزهر- الذى أكد أن التصوف هو أحد جناحى العلوم الدينية، والمتمثلة فى علوم الشريعة وعلوم الحقيقة، مشيرا إلى أن التصوف موجود فى مصر منذ بواكير دخول الإسلام، وقد تكوكب علماء التصوف فى هذا المؤتمر تزامنا مع الفتح الجديد الذى تشهده مصر على يد الرئيس السيسى وجيشها الأبى وشرطتها الباسلة، وقد حمل الرئيس السيسى روحه على كفِّه ليرقى بالوطن من وهدة المؤامرات ليسترد مصر للمصريين.
الشكر للقيادة
وقال د. سلامة: باسم جميع الصوفية ومحبى آل البيت نُقدِّم الشكر والتحية للرئيس السيسى الذى أصدر توجيهاته وتكليفاته للهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، للبدء فورا فى تطوير وتحديث منطقة ومسجد سيدنا الإمام الحسين، ليصبح مزارا عالميا يليق بمكانة ومنزلة سبط سيدنا رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- فضلا عن استجابة وزارة الأوقاف لمطالب المشيخة العامة للطرق الصوفية بتجديد وترميم ورفع كفاءة مساجد آل البيت والصالحين والأولياء، تأكيدا على دورهم التربوى والدعوى، نافية الادعاء بأنهم أهل شعارات أو انطواء، والمساجد التى تقرر تجديدها ورفع كفاءتها هى: إبراهيم الدسوقى بكفر الشيخ بمبلغ 8 ملايين و293 ألف جنيه، السيدة زينب بمبلغ 12 مليون و50 ألفا، الإمام الشافعى بمبلغ 9 ملايين و973 ألفا، الإمام الرفاعى بمبلغ 9 ملايين و637 ألفا، سيدى طلحة بمبلغ 3 ملايين و500 ألف، الأحمدى بطنطا بمبلغ 3 ملايين و431 ألفا، السيدة عائشة بمليونى جنيه، السيدة نفيسة بـ 400 ألف جنيه، أحمد الطوخى بالمنيا بـ 400 ألف، سيدى شبل بالشهداء منوفية بـ 390 ألفا، الإمام على زين العابدين بـ 300 ألف جنيه.
بناء الأمم
وأشار د. عبدالهادى القصبى- شيخ مشايخ الطرق الصوفية، رئيس ائتلاف دعم مصر، رئيس لجنة التضامن بالبرلمان، رئيس المؤتمر- إلى أن دور التصوف فى نشر القيم الأخلاقية يتمثل فى أن التصوف هو من زاد عليك خُلُقًا، ولذا كان خُلُق سيدنا رسول الله هو القرآن، كما وصفته السيدة عائشة- رضى الله عنها- وهو القائل عن نفسه: “أدَّبنى ربِّى فأحسن تأديبى” وقد وصفه الخالق بقوله: “وإنك لعلى خُلُق عظيم”.
وأكد د. القصبى أنه بالأخلاق تُبنى وتتقدم الشعوب وتقام الدول، وربما فى مراحل انتقال الدول تتصارع الأفكار وتتضارب الآراء وتتعارض المصالح، وقد تتهاوى القيم وتتدهور الأخلاق، وتطفو على السطح الأفكار الضالة أو المنحرفة أو المنحلة أو الإرهابية أو الفاسدة أو الإلحادية، مما نراه فى بعض مظاهر حياتنا التى أصبحت لا تدل علينا ولا على تراثنا وديننا وأخلاقنا وهويتنا وذاتيتنا.
التوظيف التكنولوجى
استطرد د. القصبى: وفى هذه الآونة يجتاز العالم مرحلة دقيقة من الانتقال السريع، ويشهد تغيرات مفاجئة عصيبة بفعل توظيف التقدم التكنولوجى فى غير محله، وتوظيفه فى بث الشائعات والفتن وتضليل العقول، تاركا وراءه أزمة أخلاق تكاد تفتك بالبشرية بأسرها. فكل ما يجرى فى المجتمعات من مظاهر الإلحاد والانحلال والإباحية والقتل والجريمة والإرهاب والعنف والفوضى والانتقام والخلاف والاختلاف فى الدين والسياسة أو الاجتماع فإنما مردّه هو غيبة الأخلاق.
منهج ربَّانى
وأكد د. القصبى أن التصوف منهج ربانى أصيل للإصلاح والبناء والتنمية والتقدم والرقى والحضارة، وأن الأمة أصيبت فى مقتل يوم غفلت عن التصوف فى حياتها وواقعها، لأنه باعتباره قيما أخلاقية وصِدْقًا وتسامحا وحبًّا وقبولا للآخر هو ثقافة راسخة فى ضمير الناس وسلوك متأصّل فى حياة الجماهير، وهو رأس مال الأمة الذى نحن أحوج ما نكون لاستثماره دون كبير عناء أو جهد ليصبح فى ذات الوقت صمام أمن وأمان وأداة لتطهير المجتمعات من جماعات الإرهاب والتشدد والتعصب ومحترفى التكفير والتشريك والتبديع إلى آخر ما هنالك من المهازل التى أجهدت الأمة ومكّنت منها أعداءها.
استثمار التصوف
أضاف د. القصبى: إن استثمار التصوف وتنقيته من شوائب ينعكس إيجابيا فى كافة مجالات العمل والإنتاج والتقدم والحضارة، وقد كان رأس مال المسلمين الأوائل من التجار فى علاقاتهم الاقتصادية مع الشعوب، كما كان مفتاح نجاح الساسة فى علاقاتهم الدبلوماسية. وسلاح النصر للقادة فى ميادين المعارك وأداة لنشر الخير والفضيلة والسلام فى العالم، ومبدأ كل تقدم علمى وبناء حضارى، فلنتمسك بالقيم الأخلاقية ولنحافظ على أوطاننا ولنزرع الخير والأمن والاستقرار لصالح البلاد والعباد، ولنحافظ على خير أجناد الأرض، درع الوطن وسيفه، رجال القوات المسلحة والشرطة البواسل. ولنتقى الله فى قيادتنا السياسية الوطنية الشريفة التى تحملت عبء المسئولية فحققت الأمن والاستقرار والتنمية.
ونعلن من هنا أننا رافضون بكل قوة أن ينال أى أحد من مصرنا وشعبها وقيادتها وجيشها ورجال أمنها.
المواطنة والتعايش
وألقى كلمة الصوفية، د. محمد محمود أبو هاشم- شيخ السادة الهاشمية، نائب رئيس جامعة الأزهر سابقا- بعنوان “دور التصوف فى ترسيخ قيم المواطنة الفاعلة والتعايش مع الآخر”، موضحا أن الصوفية عبر التاريخ كانوا هم قادة الأمة وحرروها من الاستعمار وحافظوا علي أمنها واستقرارها، وليس كما يدّعى المغرضون بأنه كسالى أو تفرغوا للعبادة عن الحياة، بل هم فرسان بالنهار رهبان بالليل، وضرب عدة نماذج مستفيضا فى سيرتهم مثل: صلاح الدين الأيوبى، أبو الحسن الشاذلى، أحمد البدوى، العز بن عبد السلام، مؤكدا أن الصوفية دوما تقف فى صف دعم الدولة واستقرارها حتى وإن كانوا من غير المصريين فكيف بنا نحن المصريين ألا نقف وندعم بلدنا؟!
أضاف د. أبو هاشم: فما أحوجنا فى زمننا هذا للاقتداء بسلفنا الصالح وأن ندعم بلدنا ونقوّيها فى مواجهة مخططات الإرهاب والتخريب التى تتعرض لها؟! ومن هذا المنطلق يأتى تأييدنا لقيادتنا السياسية ورجال قواتنا المسلحة والشرطة البواسل.
إصلاح المجتمع
وقال د. على جمعة- شيخ الطريقة الصديقية العلوية، المفتى الأسبق-: هذا الاجتماع الحاشد يبين مدى انتشار الصوفية فى البلاد، وأيضا تخلّق العباد بالأخلاق الصوفية الكريمة التى أوصانا بها سيدنا رسول الله القائل: “إنما بُعثت لأُتمِّم مكارم الأخلاق”، وهذا امتثال لأمر الله تعالى القائل: “لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر”.
أشار د. على جمعة، إلى أن التصوف هو الإحسان فعلا وسلوكا، عقيدة وحياة، والذى نحتاجه اليوم لبناء الإنسان هو غرس تلك الأخلاق المحمدية والمنظومة التى أورثنا إياها سيدنا رسول الله، والتى لا يحافظ عليها إلا أهل الله المتصوفة، وأن نحوّل هذه الأخلاق إلى برامج عملية نعيشها ونحياها وندعو إليها.
رسائل قيّمة
ووجَّه د. على جمعة، عدة رسائل قيّمة أولها للدولة المصرية مفادها: التصوف منسوب سنده إلى سيدنا رسول الله من صحابته الكرام وافمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه ورضى عنه، وأم سلمة والصديق وسلمان الفارسى، ومن بعدهم البصرى والإمام الحسن بن على، والسند المتصل يرسل لنا العلم من ناحية، والبركة من ناحية أخرى، فمن غير أهل الله لا فائدة للعلم.
الرسالة الثانية: تاريخ التصوف عريق، والصوفية لهم مواقفهم الوطنية وكلها تصب فى نصرة من يستحق، والقضاء على الفتنة، ونقل الدين بصورة لائقة ولافتة للنظر.
والرسالة الأخرى للشعب، سواء كان صوفيا أو غير صوفى: نحن أهل إصلاح ينطلق من سيدنا رسول الله، ذلك النبى المؤيد من عند ربه، وشعارنا “اتق الله حيث ما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن”، فالتقوى هى أساس حكم العلاقة فيما بيننا وبين الله أو أنفسنا أو الناس جميعا، من هنا كان الصوفية هم دعاة القيم والأخلاق وبناء الإنسان.
ورسالتنا الأخرى للمجتمع: لقد أوصى الله بك، ونحن لا نفرط فى وصيته أبدا، فقد قال فى كتابه الكريم: “ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين”، لذلك نقول للمتصوفة، ومن ورائكم المجتمع المصرى والدولة بكاملها: سيروا على بركة الله، وأصلحوا من أحوالكم، كما قال سيدنا رسول الله: “بلِّغوا عنِّى ولو آية” فـ بسم الله توكلنا على الله.
دعوة للحاكم
وكان مسك الختام مع محدِّث العصر العلامة د. أحمد عمر هاشم- عضو هيئة كبار العلماء، رئيس جامعة الأزهر الأسبق- متحدثا عن “دور التصوف فى بناء العقلية العلمية ونشر الوسطية والتسامح” مستشهدا بقول أحد شوامخ الصوفية: لو كانت لى دعوة مستجابة لدعوت بها للحاكم، لأنه بصلاح الحاكم ينصلح حال الأمة. مشيرا إلى أنه فى هذا إعلان لمكانة الصوفية ووعيهم الذى يدركون به أهمية ومكانة الوطن وواجب الحرص عليه، كما علمنا سيدنا رسول الله الانتماء للوطن وأنه من الإيمان، مستعرضا موقفه- صلى الله عليه وآله وسلم- حينما خرج مهاجرا من مكة الى المدينة، وحديثه لمكة وكيف انها أحب بلاد الله الى الله وإليه، ليس هذا فحسب بل علمنا إياه أيضا آل البيت والصحابة وأولياء الله الصالحين.
على بركة الله
وطالب د. عمر هاشم المتصوفة بأن يكونوا على قلب رجل واحد لنصرة الدين والوطن، مؤكدا أن الرئيس السيسى جاء فى وقت اختاره الله لإنقاذ الوطن من الفتن، وإن شاء الله سينصره نصرا عزيزا، ولذا فنحن كصوفية يُمثِّلون أكثر من 20 مليون مواطن رسالتنا له: نحن نحب وطننا ولن نُقصِّر فيه، ونحب قيادتنا وندعو أبناء الأمة جميعا لأن يقفوا سدًّا منيعا فى وجه من يمكرون بالوطن، ويرجفون فى المدينة، ونؤكد أن الله ناصر مصر مهما فعل ومكر الماكرون لأنه المتكفِّل بحفظها فى قوله: “ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين”، وقد وصف سيدنا رسول الله أهلها وجندها بأنهم خير أجناد الأرض وأنهم فى رباط الى يوم القيامة.
واختتم د. عمر هاشم قائلا: نحن مع دولتنا وقيادتنا وجيشنا، والله معنا، فسيروا على بركة الله، ولـ تحيا مصر.