صرخة «كانسر»

أحدث الطرق والأجهزة لعلاج الأورام
«النظام الرقمي» وجهاز «البروتون» و«سايبر نيف» للقضاء على المرض اللعين بـ«المللي» دون أعراض خطيرة
كتبت – آية محمود:
السرطان، أخطر الأمراض وأشدها فتكا، وأحد أهم أسباب الوفاة للمصابين به، ووقف العلم حائرا أمامه حتى وقت قريب، قبل أن يفتح باب الأمل لوقف معاناة وآلام المرضى. وأعراض المرض اللعين تتمثل فى ظهور أورام قد تكون قابلة للنمو «خبيثة» أو محاطة بما يوقف نموها «حميدة»، وفى كلتا الحالتين يجب سرعة التحرك لاستئصاله حتى لا يعدى باقى أنسجة الجسد، قريبة كانت أو بعيدة، ويتسبب فى توقفها عن أداء وظيفتها التى خلقت لها.
التدخين، التعرض لإشعاع، الاستعداد الوراثى، وغيرها، هى من أهم أسباب الإصابة بمختلف أنواع الأورام. تم التعرف على ماهية المرض ونزعه بالجراحة فى بادئ الأمر حتى تطورت الوسائل العلاجية ليظهر الكيماوى وجلساته القاسية، والآن لدينا من الطرق الحديثة ما يفتك بالمرض دون أعراض جانبية تذكر، سنعرفك عليها فى الجزء القادم.
لمداواة المرضى من الأطفال، صرح الدكتور محمد سعد زغلول، رئيس قسم العلاج الإشعاعى بمستشفى 57357، بأن العلاج الإشعاعى تم تطويره من خلال اكتشاف الأشعة المقطعية وظهور ما يسمى بـ«النظام الرقمى»، ويضمن ذلك صحة المعلومات المغطاة من هذه الأجهزة وإحداث فوارق فى عالم العلاج الإشعاعى والهدف منه هو الدقة والسهولة، وأن يكون العلاج أيسر على المريض، فلا يوجد ورم منفرد، بل محاط بأنسجة سليمة، فيجب الأخذ فى الاعتبار الحفاظ عليها.
جهاز Cyber knife
أضاف زغلول أن مستشفى 57 يشهد تطورات فى طرق العلاج، ويعد جهاز Cyber knife من أكثر التطورات التكنولوجية التى مر بها العلاج، وهو أمريكى الصنع، يتم تركيبه على إنسان آلى وتوجد به منضدة مصنوعة أيضاً بطريقة الإنسان الآلى، الهدف الأساسى من الجهاز هو تتبع الورم، هذا ما يميزه عن غيره من الأجهزة، فمن الطبيعى وجود حركات للأعضاء فى جسم الإنسان، مثل حركة الأمعاء وغيرها، وما يقوم به الجهاز هو تتبع الحركات التى تحدث للتأكد من صحة تصويب الإشعاع على الورم والجرعة، فإذا تحرك الورم للأمام أو الخلف يقوم الجهاز بتتبعه فى مجال مللى مترات، وهذا ما يجعله لا يوزع على جزء كبير من الأنسجة السليمة وإعطاء كمية علاج أكبر للورم، مما يزيد الاستفادة فى تقليل عدد الجلسات وإعطاء نفس النتيجة، ومن الممكن أن يستخدم الجهاز فى علاج جميع الأورام، لكنه يستخدم بشكل أكبر فى أورام المخ والبروستاتا. كما أشار «زغلول» إلى إحدى التقنيات الأخرى الحديثة، وهو ما يطلق عليه جهاز «البروتون»، وهو يختلف عن الجهاز السابق فى طريقة العمل فقط ولكن الهدف واحد.
أوضح الدكتور أحمد حسن سالم، مدير مركز الأورام ونائب مدير معهد ناصر، أن أغلب حالات الأورام يستخدم فيها العلاج الإشعاعى للحد من انتشار الورم فى جميع أجزاء الجسم، ويوجد فى معهد الأورام جهازان يعتبران من أحدث الأجهزة الموجودة بالعالم، هما «Siemens» و«Electa»، بهما تقنيات حديثة تستخدم فى العلاج الإشعاعى أكثر دقة وتحديدًا للمكان الذى يتعرض للإشعاع بكثافة أكبر، ولم تتم المفاضلة بين علاج وآخر وإنما يرجع ذلك للمرحلة التى يكون فيها المريض.
«العلاج الإشعاعى يتم وحده عندما يكون الورم حميدا، وهناك حالات أخرى تستوجب الحصول على الجراحة ثم الكيماوى والإشعاع، خاصة إذا كان الورم فى مناطق حساسة أو للقضاء عليه نهائيا حتى لا يحدث فى نفس المنطقة».. هكذا بدأ الدكتور أحمد موسى، رئيس قسم الفيزياء الطبية بقسم العلاج الإشعاعى بمعهد ناصر حديثه.
وأشاد موسى بجهاز جديد يعالج بتكنيك «العلاج الإشعاعى القوسى»، وهو أعلى من معدل الشدة، ومن خلاله نستطيع تقليل الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعى، وبه مميزات نستطيع من خلالها التأكد من أن يكون وضع المريض على الجهاز الإشعاعى مثل وضعه على الأشعة المقطعية، وجهاز «Gammaknife» متخصص أكثر فى علاج أورام المخ، وهو عبارة عن جلسة واحدة ويستخدم فى الأورام الصغيرة التى توجد فى المخ، وإذا كان الورم كبيرا يتم تقسيمه على جلستين خلال شهر.

