رسالة البابا تواضروس للأقباط حول العالم مترجمة لـ 19 لغة.

وجه البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية اليوم رسالة مصورة إلى الأقباط حول العالم وذلك لتهنئتهم ب عيد الميلاد المجيد .
وقد تمت ترجمة هذه الرسالة لـ19 لغة حول العالم وفيما يلي نصها:
أهنئكم أيها الأحباء بهذا العام الجديد 2020 وأيضا ب عيد الميلاد المجيد .
أهنئ كل الأحباء في كل الإيبارشيات وفي الكنائس القبطية الأرثوذكسية عبر العالم، أهنئ كل الآباء المطارنة والآباء الأساقفة والآباء الكهنة والشمامسة والأراخنة وكل الشعب القبطي، وأيضا أهنئ الشباب والأطفال والصغار والكبار وأرجو لكم دائما عيدا سعيدا.
في عيد الميلاد المجيد ، هذا العيد الذي نحتفل به في كل عام ويرتبط بالسنة التى نعيش فيها أنها سنة ميلادية، نتذكر قصص كثيرة، من مشاهد الميلاد منها أن المجوس حينما قدموا من الشرق قدموا ثلاث هدايا.
وهذه الهدايا الثلاث تعبر عن حياة الإنسان أن أيام عمره هى أيام ذهب ومر ولبان.
ولكن في ميلاد السيد المسيح وأحداث الميلاد، يقدم لنا الله ثلاث عطايا، وهذه العطايا نراها في مشاهد الميلاد المجيد.وهذه العطايا تمثل كونها هدايا يقدمها الله للإنسان لكيما يستعيد الإنسان إنسانيته.
فالإنسانية التى يرتبط بها وجود البشر،أمر غال جدا وفي كل عيد ميلاد نتذكر هذه الأمور الثلاثة التى سنتحدث عنها إليكم.
الأمر الأول أن الإنسانية تتحقق بأن يعيش الإنسان الحب. فعندما يمارس هذا الحب ويعيشه ويقدمه، يكون هذا الحب وسيلة تتحقق بها إنسانيته.
أريد أن أذكر لكم المشهد الذى نحبه وهو الرعاة الذين كانوا يسهرون في البادية وكانوا يعيشون في حياة بسيطة رقيقة الحال. لكنهم كانوا يعيشون هذا الحب، حب القطعان وحب البشر.حتى إن الله استأمنهم أن يكونوا أول من استقبل خبر الميلاد. ويظهر الملاك ويهنئهم “ها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب” هؤلاء الرعاة عاشوا بالحب وقدموه، وعندما رأوا رسالة الملاك أسرعوا إلى بيت لحم حيث المزود وفرحوا بالصبي المولود في المذود وعبروا عن محبتهم الشديدة بهذه الزيارة وكان هذا درسا لنا في الإحساس بالحب وأن يعيش الإنسان في هذا الحب على الدوام.
العطية الثانية هى نراها في زيارة المجوس.المجوس غرباء قدموا من الشرق وأتوا خصيصا كانوا علماء وكانوا يبحثون في النجوم.وعندما وجدوا النجم المميز في السماء، عرفوا أنه إعلان عن ميلاد رب الحقيقة.
هؤلاء تمتعوا بالخير بمعنى أن هؤلاء المجوس كانوا جادين. وفي إصرار بالغ عرفوا مكان ميلاد المسيح بإرشاد النجم وقدموا خيرا.فجاءوا من الشرق ووصلوا إلى المزود، وقبلها تقابلوا مع الملك وقدموا هداياهم.
وكان هذا أمرا أنهم يريدون أن يتمتعوا بالخير ويعملون خيرا.لقد صنعوا خيرا عندما أتوا وعندما زاروا الصبى وعندما قدموا هداياهم الذهب واللبان والمر.ولكن في نفس هذا المشهد، مشهد أن يعمل الإنسان خيرًا، نتذكر أهل بيت لحم وأهل المزود اللذين استضافوا هذه المرأة الفقيرة،أمنا العذراء مريم والقديس يوسف النجار وكانت حبلى وتريد ان تضع أبنها. ولم يكن هناك مكانا في أورشليم المدينة الكبيرة ولا مكانا في القرية الصغيرة إلا في هذا المزود.هؤلاء صنعوا خيرا.
ولذلك العطية الثانية أن نتعلم كيف نصنع خيرا على الدوام هذه العطية الثانية التى نقدمها هي أن تصنع خيرًا.
العطية الثالثة التى نشعر بها هى تذوق الجمال. ميلاد السيد المسيح مشهد جميل. ولكن أجمل ما فيه كان جوقة الملائكة التى ظهرت من السماء وغنت وأنشدت وقالت:”المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة” وكان هذا النشيد وهذا التعبير المفرح، كان تعبيرًا عن الجمال فالجمال هو صفة قوية يتذوقها الإنسان الذى يعيش مع الله.
الله علمنا الجمال وعلمنا أن نتذوق الجمال وأن نقدر كل شئ جميل.فالطبيعة جميلة، وما نأكله من ثمار الأرض جميل.وما نعاينه في الفلك نهارا وليلا هو جميل ومانعيشه في فصول السنة امتدادا من الشتاء إلى الربيع وإلى الصيف وإلى الخريف أيام جميلة.وأيام حياة الإنسان بصفة عامة هى أيام جميلة وعطية من الله.
هذه هى الثلاث عطايا:عش الحب وتمتع بالخير وتذوق الجمال، هذه العطايا الثلاث هى التى نعاينها في قصة الميلاد، الميلاد بداية جديدة والميلاد فرحة جديدة والميلاد رسالة جديدة لكل إنسان يبدأ بها عاما جديدا يمجد فيه الله.
انا أهنئتكم جميعا بهذه الأيام السعيدة. وأهنئكم بالميلاد المجيد. وأقدم كل محبة وكل تحية لكل أحبائنا في كل مكان في العالم.
وأرسل لكم هذه الرسالة من أرض مصر ومن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الكنيسة الأم التى ترسل المحبة من كل الآباء في المجمع المقدس وكل الآباء في كل الكنائس القبطية هنا على أرض مصر.
وأيضا أرسل لكم تحيات التاريخ الطويل التى نعيشها، وتمتد إلى كل كنائسنا في كل مكان في العالم.ربنا يكون معكم
معكم