أهل المهنة

مكتب تونس : حبيب بن صالح

بقلم : عدنان الشواشي

من أفضع و أغبى الأخطاء التي يرتكبها بعض المغنّين و المغنّيات في الفترة التي يكثر فيها الطّلب على الشّغل في الأعراس و المهرجانات ، تعهّدهم بالحضور في عدّة سهرات بأماكن مختلفة متباعدة المواقع و المسافات ، ممّا يجعلهم ، حتما ، يعجزون عن الإيفاء بكامل عهودهم ، فيقعون في المحظور و يُفْسِدون بذلك أفراح النّاس و يشوّهون سمعة أهل المهنة وهم يعلمون!!
مشكلتهم أنّهم لا يشبعون ولا يهمّهم سوى ملئ جيوبهم والتّباهي أمام زملائهم بسرد طول قائمة الأفراح التي هم فيها مطلوبون ، ظنّا منهم أنّ ذلك من شأنه إثبات تميّزهم و مدى شعبيّتهم و حبّ النّاس لهم!!!
إليكم برنامج ليلة من ليالي هؤلاء المستهترين النُّهم المستكرشين ، مع العلم أنّهم يتسلّمون تسبقة مالية أو”عربون” على كلّ عقد كتابي أو شفوي…..
1- عرض بنزل ما بجهة “قْمّرت”.. 2- حفل بقاعة أفراح بجهة واد الليل مثلا أو باردو.. 3- سهرة في الهواء الطّلق بأحد الأجنّة “سانية” بجهة سكرة 4- حفل خاصّ في مكان ما خارج العاصمة…. طبعا هذا مثال كاريكاتوري مستنبط من البرامج الشُّغلية الرّوتينية لهؤلاء المغنّين الرّحّالة المجانين الذين حتّى لو فرضنا أن فتحنا لهم جميع طرقات البلاد خصّيصا لمواكبهم السيّارة المسبوقة بفِرَق من الدرّاجات النّارية “الرّئاسية” ، و بقيّت كلّ الفرق الموسيقية في حالة تأهّب قصوى منتظرة لحظة وصول ركبهم المفدّى و صعودهم على الرّكح ، فإنّهم لن يتمكّنوا من الحظور في كامل عروضهم و إن كان سائقهم البطل “شوماخر” بنفسه وما أدراك…. 🤣
أعلم أنّ كلامي هذا سوف يغضب بعضهم… لكن لا يهّم ، ما دمت أدافع عن هذه المهنة التي لا يجب المساس بسمعتها لأنّها الوحيدة التي بقيت لنا كي نعيش و لولاها لإندثرنا و إنتهى أمرنا منذ زمن بعيد…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى