في اليوم العالمي لمناهضته.. ختان الإناث جريمة أخلاقية ضد المرأة.. و4 ملايين فتاة عرضة لتلك الجريمة

يحتفل العالم اليوم، باليوم العالمي لمناهضة ختان الإناث، تلك العادة الذميمة التي تسبب أضرارًا بالغة سواء نفسية أوجسدية للإناث في الصغر وقد تؤدي إلى الوفاة، والتي أصبحت مجرمة وفقا للقانون المصري منذ عام 2008، وكان آخر ضحاياها فتاة أسيوط “ندى”، التي توفيت جراء الختان.

الطفلة “ندى”، هي الضحية الجديدة نتيجة العادة المميتة “ختان الإناث”، بعد أن أصرت أسرتها على التشبث بتلك العادة، وأثناء إجراء الختان للطفلة تعرضت لصدمة عصيبة تحت يد طبيب النساء والولادة الذي قام بإجراء العملية مما أدى إلى وفاتها على الفور، حيث فوجئ أهالي قرية الحواتكة بمركز منفلوط بانتشار أنباء عن وفاة طفلة تبلغ من العمر 14 عاما أثناء إجراء العملية وتم إبلاغ خط الطفل بالواقعة.

ختان الإناث

فكرة الاحتفال باليوم العالمي بمناهضة ختان الإناث يوم 6 فبراير من كل عام، أتت من السيدة ستيلا أوباسانجو، في مؤتمر اللجنة الإفريقية الدولية المعنية بالممارسات التقليدية التي تؤثر في صحة المرأة والطفل، وذلك في مايو 2005 ثم الأمم المتحدة، وذلك سعيا لجعل العالم يعي مدى خطورة ختان الإناث، وتعزيز القضاء على ممارسة هذه العادة الضارة والخطيرة التي تتعرض لها فتاة كل 15 ثانية في مناطق مختلفة من العالم.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فإن ختان الإناث بمثابة تشويه جزئي أو كلي للأعضاء التناسلية للأنثى دون وجود أسباب علاجية، ولا يعود بمنافع صحية على الأنثى، في حين يعرضها للمشاكل الصحية والنفسية، بجانب كونه نوعا من أنواع العنف ضد المرأة.

4 ملايين فتاة عرضه لتلك الجريمة

وذكرت الأمم المتحدة عبر موقعها الإلكتروني، أنه في العام الحالي 2020، يوجد أكثر من 4 ملايين فتاة في كل أنحاء العالم معرضات لمخاطر ممارسة ختان الإناث، وتشويه أعضائها التناسلية، مضيفة أن هناك 30 بلدا يجري فيها ختان الإناث، حيث تخضع فيها ما لا يقل عن 30% من الفتيات ممن هن دون سن 15 لذلك التشوية، وأن تلك الممارسة تتم منذ أكثر من ألف سنة، وتسعى الأمم المتحدة للقضاء عليها بالكامل بحلول عام 2030، بما يتوافق مع الهدف 5 من أهداف التنمية المستدامة.

وتسعى اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث في مصر، منذ أعوام ماضية حتى الآن، بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة للقضاء على ظاهرة ختان الإناث في كل محافظات الجمهورية، عن طريق إطلاق حملات مختلفة للتوعية من مخاطر الختان، ونشر وعي أوسع بها بإقامة أنشطة في جميع المحافظات، لتأكيد أن هذه العادة ليس لها سند في الدين ولا الطب ولا القانون، وتعد جريمة مخالفة لأداة مهنة الطب.

عقوبة الختان
لم يتوقف الأمر على إطلاق الحملات، بل تم إصدار القانون رقم 78 لسنة 2016، لتغليظ عقوبة ختان الإناث في مصر، لترتفع إلى الحبس مدة لا تقل عن 5 سنوات ولا تتجاوز 7 سنوات، ويقصد بختان الإناث إزالة لجزء أو كل للعضو التناسلي للأنثى دون مبرر طبي، وتكون العقوبة السجن المشدد إذا نشأ عن هذا الفعل عاهة مستديمة، أو إذا أفضى ذلك الفعل إلى الموت، بالإضافة إلى أن ذات القانون ينص على أنه يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تجاوز ثلاث سنوات كل من قدم أنثى وتم ختانها.

وتزامنا مع احتفال العالم باليوم العالمي لمناهضة الختان، تسلط “بوابة الأهرام”، الضوء على الأضرار والآثار النفسية والصحية التي تتعرض لها الفتاة نتيجة الختان، والتي جعلت لمناهضتها أولوية كبيرة عند الدولة، وتوضيح حكم ختان الإناث في الشريعة الإسلامية.

مخاطر الختان

في البداية، كشفت الدكتورة فاطمة حسن، استشاري النساء والتوليد، الأضرار الصحية التي تصيب الفتاة جراء تلك العملية، والتي في مقدمتها حدوث خلل بإحدى أهم وظائف العضو التناسلي للفتاة بعدم قدرته على الحماية من الميكروبات والجراثيم نتيجة إزالة تلك الطبقة التي يتم بترها في عملية الختان، وحدوث نزيف عند كثير من الفتيات بعد عملية الختان قد يؤدي إلى وفاتها إن لم يستطع أحد إيقافه مباشرة، إضافة إلى غيرها من حدوث التهابات حادة وعدوى نتيجة استخدام آلات غير معقمة، خاصة حالات الختان التي لا تتم عند الأطباء.

وتتابع استشاري النساء والتوليد لـ”بوابة الأهرام”، أن ختان الإناث يتسبب أيضا في حدوث صدمة عصبية للفتيات، وزيادة الاحتقان في الحوض، مع آلام شديدة في الحيض ونزيف، وتشويه الأعضاء الخارجية وزيادة الأنسجة الليفية، مما يؤدي إلى آلام شديدة أثناء العلاقة الزوجية، أو البرود الجنسي لبعض الفتيات، والخوف من العلاقة الزوجية، وتعسر الولادة الطبيعية، أو الإصابة بالعقم، أو النزيف التي يؤدي للموت.

الآثار النفسية

 

ولا تتوقف مشاكل الختان على الأضرار الصحية فحسب، فهو يتسبب في العديد من الأضرار النفسية، فوفقا لما أكده الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، ختان الإناث له أضرار أولية وأضرار تظهر على المدى البعيد، فالأضرار الأولية هي الشعور بالخوف والرعب الشديد والصدمة التي تؤدي إلى التبول اللإرادي للفتاة، مع وجود اضطرابات في النوم قد تصل في كثير من الأحيان إلى حد الكوابيس نتيجة الألم الذي عانته الفتاة نتيجة عملية الختان.

 

أما عن الضرر الذي يطول أمده نتيجة الختان، فيوضح أن هذا الضرر هو الضرر النفسي الذي يخلق حالة من الرهبة في نفس الفتاة من الإقبال على الزواج، ويصبح الزواج مصدر رعب للفتاة، وهناك الكثير من الحالات التي تعرضت لهذا الضرر النفسي والخوف من العملية الجنسية بسبب ما تعرضت له في صغرها، وفي هذا الوقت لابد من علاجها حتى لا يستمر هذا الضرر مدى الحياة.

الختان “حرام شرعا”

وادعى الكثيرون أن ختان الإناث مقتبس من الشريعة الإسلامية، مما دفع دار الإفتاء للرد من جهتها على هذه المغالطات وحسم الجدل الشرعي حول هذا الموضوع، والذي اعتبرته انتهاكا صارخا لجسد المرأة، وفقا لما أكده الدكتور خالد عمران أمين عام الفتوى بدار الإفتاء.

وشدد أمين عام الفتوى بدار الإفتاء، في تصريحات لـ “بوابة الأهرام”، على أن عملية ختان الإناث حرام شرعا ولا تمت للشريعة الإسلامية من قريب أو بعيد، ولا تعد عفة وطهارة للمرأة؛ لأن العفة بالأخلاق والتعاملات، إنما الختان هو اعتداء على جسد المرأة، ولا يوجد أي حديث يبرر هذا الاعتداء، وما ورد عن وجود أحاديث غير صحيح، حيث إنه تم فهم بعض الأحاديث بطرق غير صحيحة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى