من دفتر حكايات الشهيد.. توأمان بالجيش أحدهم قضى نحبه والثاني ينتظر دفن شقيقه

تظل حكايات الشهداء تزين دفتر بطولات الوطن، أحد الأبطال الشهداء كان ضمن القوات التي تداهم الإرهابيين في سيناء عند القصيمة /الكانتلا ، وعندما تكون الحكاية من الأب عن استشهاد ابنه “السند وحصيلة الأيام لبكرة” ، تكون مختلفة، فهي بحروف الألم والفخر معا ..
يقول والد الشهيد المجند المقاتل إسلام أحمد عبد المنعم كامل :” انقطع الاتصال بابني لخمسة أيام لا نعلم عنه شيئا، ويوم استشهاده في يوم الأربعاء 2 مارس 2016 ، شارك فى عمليات المداهمات منذ فجر ذلك اليوم وعادت القوات للمعسكر للتزود بالمؤمن وتغيير الطاقم فرفض التغيير وصعد للمدرعة مرة أخري ، وكان يضع كوفيته ذات الطراز الفلسطيني على كتفه ممسكا بسلاحه ، وداعبه قائده فضحك في وجهه وابتسم ابتسامة جميلة وشع من وجهه نور لم يميزه القائد من قبل ، هكذا قال لي وتوجه هو وبعض من الجنود وأحد الضباط الملازم رضا ، لتمشيط المنطقة وعند قرية خريزة كان ممسكا بالمدفع وقال له زملاؤه اخفى رأسك علشان ما تجيش فيك حاجة فرد عليهم وأنا أطول أكون “شهيد” ونظر للسماء مبتسما وفى تلك اللحظة انفجرت المدرعة. سقط جثمانه الطاهر على الأرض ممسكا بسلاحه وارتفعت روحه إلى السماء تحت عرش الرحمن.
كانت إصابة البطل في الرأس من الخلف وبقى وجه الشهيد منيرا كالبدر مبتسما متوجها بنظره للسماء، وعندما حاول بعض الموجودين فى المنطقة أخذ جثمان الشهيد طلبا لإسعافه لكن الضابط رفض فقد تأكد من ارتقاء روح البطل لبارئه ووجه السلاح إليهم قائلا لن يأخذ أحد الجثمان منا قائلا نموت بجواره ولا نترك جثمانه خوفا من اختلاط الأمر وقتها هل هؤلاء من الإرهابيين أو من البدو الشرفاء
حملوا جثمانه للمستشفى العسكري وأرسلوا لتوأمه وشقيقه “محمود” والذي كان معه فى نفس الفرقة الرابعة المدرعة، ليحمل جثمانه إلينا وقبل أن يدخل ليرى شقيقه الشهيد خرج من عنده من كان يكفنه فيجد في أمامه “محمود “، أن الشهيد قد عاد للحياة من جديد فيمعن النظر إليه ويفيق بعد وقت ليعرف أنهما جنديان في الجيش المصري توأمان، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر دفن شقيقه ، وعاد للقتال من جديد ضمن صفوف الجيش المصري .
ويحكي الأب مشهد الجنازة :”حملته فوق كتفي وما أثقله من حمل يفوق الجبال عندما يحمل الأب جثمان ابنه ضممته إلى صدرى وصليت عليه ومن خلفي الآلاف من الناس سرت به إلى قبره ونزلت إليه ودفنته بيدي ومعي اثنان من الناس .
كان القبر متسعا هكذا رأيته أرحته في نومته وقبلت رأسه وتمنيت أن يتركوني بجواره ،لا أدرى كيف كنت أتصرف بعدها وما كنت أقوله ، ذهب منى الإدراك والعقل حينها وما زلت غير مصدق أنه قد رحل وتركني “.
تلك بعض اللحظات الأخيرة من حياة البطل و الشهيد إسلام أحمد عبد المنعم كامل وهؤلاء هم رجال القوات المسلحة المصرية لا يهربون أبدا ولا يتركون ميدان القتال ولا يتركون خلفهم زملاءهم المقاتلين .