المستشار محمد عبد السلام: الإمام الطيب كتب تاريخا جديدا للأزهر

متابعة : نجار بو عامر
قال المستشار محمد عبدالسلام الأمين العام للجنة الدولية للأخوة الإنسانية، والمستشار السابق لشيخ الأزهر، إن مرور عشر سنوات على تولى فضيلة إمام المسلمين الدكتور أحمد الطيب موقعه الرفيع مناسبة جليلة للأزهر وللعالم الإسلامى والإنسانية كلها، فضلا عن كونها مناسبة تشعره بالفخر الكبير لأن 8 سنوات من هذه السنوات العشر كان شاهدا على ما فيها من واقع قربه من فضيلة الإمام الأكبر وقت عمله إلى جواره مستشارا قانونيا وتشريعيا.
وأضاف المستشار عبدالسلام: إن هذا التاريخ يستحق أن يروى وأن تكون هناك فرص أوسع لذلك، لأن أهميته تتناسب مع أهمية هذا العقد بتحولاته وتحدياته الكبيرة التى تغير فيها وجه العالم، فيما لمع فيها اسم الأزهر ومكانه ومكانته وتقدير إمامه الأكبر ودوره فى قيادة السلم والتعايش فى العالم كله.
وأكد عبدالسلام، أن الإمام الطيب مازال يسطر يوما بعد يوم صفحات جديدة ومجيدة فى تاريخ الأزهر الحافل.
وجدد عبدالسلام قوله بأن الله رزق الأزهر إماما مجددا، وقائدا ذا رؤية إصلاحية، أدرك حاجة الأمة إلى تجديد يكسر القيود التى أوصدت باب الاجتهاد فترة من الزمن تراجعت فيها الأمة، وأحجم معظم علمائها ومفكريها عن تحمل مسئولية التجديد رغم الإجماع على ضرورته، فكان أن هيأ الله للأمة الإمام الأكبر، أحمد الطيب ؛ ليحمل لواء التجديد ويقود مسيرة الأمة نحو الإصلاح، حارسا للشريعة محافظا على الثوابت والقيم والأصول.
وأكد عبدالسلام، أن أقوال وأفعال ومؤلفات ومحاضرات الإمام الأكبر تمثل إرثا فكريا وروحيا نعتنى به، ويَفخر به كلُّ مَن بعدنا فى المستقبل.
وتابع إن الإمام الطيب قضى عمره فى خدمة العلم من أجل خدمة دينه ووطنه والإنسانية، ما رأيته مرة واحدة إلا وهو مهموم بالإنسان، مهموم بحال الأمة، مهموم بإصلاح الأزهر، مهموم بالضعفاء والمساكين وأصحاب الحاجات، ويشارك آلامهم وأوجاعهم، كنت دائما أشفق على قلبه من قدر الهموم التى يحملها، ولقد حملت عنه بعضها فشعرت بثقلها، وكنت أتعجب من ثباته ودأبه، وأستلهم الصبر من صبره وعزيمته.
وقال: هو شيخ الأزهر ورمز السلام، هو الإمام المجدد والعالم المتمسك بمبادئه، الثابت على الحق وباعث الأخوة الإنسانية ، أفنى عمره فى طلب العلم ونشره والحفاظ على الدين كما أنزله الله، وعلى الأزهر ورجاله ومؤسساته، يبذل وهو سعيد، ويعطى ولا ينتظر جزاء إلا من الله رب العالمين.
وحول شهادته على توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية قال عبدالسلام: إن هذا اليوم منذ عام كان الجميع يحبس أنفاسه فى انتظار تحقيق حلم استغرق الكثير من الإعداد والجهد والعمل الدؤوب بين اثنين من أهم رموز الأديان فى عصرنا الحديث، هما فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ، وقداسة البابا فرنسيس.
وأضاف أن التحدى كان كبيرا، وكان كثير من الناس يرون أن ما نحلم به لا يعدو أن يكون أكثر من خيال جامح، وأمنيات بعيدة المنال، ولم يصدقوا حتى شاهدوا وشاهد العالم كله هذا الحلم يتحقق بتوقيع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ، وقداسة البابا فرنسيس، لـ«وثيقة الأخوة الإنسانية »، برعاية كريمة مخلصة جادة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبوظبى، راعى وثيقة الأخوة الإنسانية .
وأشار إلى أن الحلم البعيد أصبح حقيقة، وتحول الخيال الجامح إلى واقع نعيشه، منحنا ذلك القوة، ورسخ لدينا اليقين فى أننا قادرون معا، على الرغم من تنوعنا واختلافنا، أن نحقق كثيرا للإنسانية، ومن رحم هذا اليقين الراسخ تأسست اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، كلجنة دولية مستقلة، ومنذ نشأتها وهى تعمل على تنفيذ العديد من المبادرات، وفى مقدمتها مبادرة البيت الإبراهيمى، تلك المنارة التى تبعث الأمل والنور، وتبرز إنسانية الأديان، وكذلك المبادرات التى تهتم بإدراج وثيقة الأخوة الإنسانية فى مناهج التعليم والبحث العلمى، لثقتنا بقدرة التعليم على خلق عالم خال من العنف والتطرف، عالم يشعر فيه البشر جميعا بالأمان، بغض النظر عن دينهم أو لونهم أو عرقهم.
وحرص المستشار محمد عبدالسلام الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية، على توجيه رسالة فخر واعتزاز لطلاب الأزهر بهذه المناسبة قائلا: «شباب الأزهر ومستقبله وحملة لواء الوسطية، ثقوا بأنفسكم وبأنكم تنتمون إلى أعرق مؤسسة فى التاريخ.. ثقوا بأنكم دعاة الوسطية وحراس الشريعة بالحكمة والموعظة الحسنة، وافتخروا أنكم تتعلمون فى الأزهر فى عهد الإمام المجدد أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ورائد الإصلاح».
واختتم المستشار عبدالسلام بقوله: حفظك الله للأزهر ولمصرنا المحروسة وللمسلمين وللإنسانية كلها يا خير الناس وأوفى الناس وأعدل الناس، ودُمتَ سندا وفخرا وعزا لمصر والمصريين والمسلمين فى كل مكان يا سيدى يا فضيلة الإمام الطيب .