تغريدة العزلة

تغريدة العزلة

الشاعرة / Besma Maroueni (تونس)
تكدّس وقتي القديم في ساعة معصمي..
توقّفَتُ مثقلة بالملح وكسور المحّار..!
رمقت الجدار الواقف بغلظة اسمنتيّة بين دقائق الرّمل
تراكمت أحلامي بين الثواني الطينية المتأرجحة
مترسّبة قعر الزجاجة الحاسبة
لكوابيس مستقبل البشر
شاطبة مكنسة الأيام المخملية…
تجشأت أنخاب شاي أمي الزجاجية
أحصَيت عدد النّجمات المرافقة للقمر ،الآتي الحزين
وعدد الأموات بمداه الطويل
تخيّلت الكلمات المرصّعة بالوفاء للأرض
للاحباب، للخلان الاصدقاء
تنهّدت طويلاً لحكاية الحياة
وجدت الاتجاهات كثيرة
وفي ذات السفينةٍ الكل يقبع ..
الراكبون في الحتمٍ يغرقون
الجائحة ايقاعها هنا وهناك
ولا يختلفُون حول صوب المسير،
للإمام كانوا أم نحو فكرة الفناء المرير ..
لا إتجاه يحدو المقدمة غير
العويل في كل نفس، في كل زاوية
في كل معبد هناك ،
او هنا في كل محراب ومسجد
بكاء الروح فوق الرياح….وخلف الجدار
الكل يتلو ترنيمة غياب في الصلاة
ففّر المرء من اخيه
أبحرَ خلفَ تلاوين الدعاء
في الوجه الحزين
سها القريب عن قريبه
نسي الحبيب حبيبه
نضب الحب و التطم في عيون كل عاشق
وصفع الخفاء الابواب ونوافذ القلوب بالمخاوف
انخرس الريق في جوفِ الليل..
 
سكر الغروب بكأسِ حُمرتهِ المُخضبِ
هلعا من فكرة الموت وفكرة الفقد والرحيل
 
هذا الخوف أنينٌ سالفٌ زمانه،
منذُ الرحيل القادم..
الصرخة عرض المحيط، وأكثرُ ضجيجا.
ماذا يكون العدم؟ صلاةُ ألف قلبٍ كسير،
وجرحُ ألفَ مئذنة تبكي السماء لاعنة البشر المتأبلسين
 
هذه الاحداق على ظهر الريحِ
صارخة في وجهِ
 
الجائحة الذّاهبة
بنا نحو الهاوية
الموتُ كبير والله اكبر :
 
أَيّها الماء المُعمد بأنفاس الرب
 
أَيها اللطيف المُقدس
مَن نادتك عيون الصّادقين و الأوابين
قد شح صفاء الوَقَتْ
كما شح الصدق واليقين من كل قلب…
انزل قطرات رحماك
انزل هباتك على غُصنِ كل قلب
انزل قطرات رحماك
.. على جدار الرئة
لنغفو على سرير السكون
وقد غفرت لعبادك الذنب
 
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى