بَـيـضـاءٌ سـَـرائـرُهـُم .. للشاعر د.خـــيـري الـســلكاوي

بَـيـضـاءٌ سـَـرائـرُهـُم .. للشاعر د.خـــيـري الـســلكاوي

د. خـــيـري الـســلكاوي (مصر)

مَــلائــكـةٌ تــَـهــادَى فـي مُـحـَــيـَّاهُــم
عـَطـاءٌ فــاضَ فِـيـهِ الـبـِشْـرَ مَـرْضاهُــمْ
..
فـَلا كـُـوڤِـــيـدُ نــايـنـْتـِـيــنُ أَقــْعـَـدَهـُم
و لا عَـنْ خَـوْضِ لَـيْـلِ الـسُّـهْـدِ أثـنـاهُـم
..
شــِــفـــاءُ اللهِ مـَــكْــرُمـَـةٌ بــأيْــديـِـهـم
فــَـلا أُخْــرَى بــَدائــلُ لـِلـعَـطــايــاهُــمْ
..
جُــيـوشٌ لـم تـَكـُنْ يَـومـًا تـُشَـيـْطـِنـُهـا
صـِـراعـاتٌ و كـَــمْ طـَــاغٍ تـَحـاشــاهُـمْ
..
سَــألـتُ اللهَ مـَـغْـفِــرةً لِـمـَـنْ ضَــحُّــوا
و صِـدْقـًا تـَزْدَهـِي فـِيـهمْ سَـجــايـاهُمْ
..
رُعـــاةُ الــعِـلـمِ و الإيــمــانُ دَيـٌـدَنـُهُــمْ
و لـَـيـْـسَ لِــغَـيْـرِ نـُــورِ اللهِ مَـسـْعـاهُـمْ
..
لـَـنـــا عـَضُــدٌ و مَـرْحـَـمــةٌ و مُـسْـتـَنـَـدٌ
و لا يـَــوْمـــًا نـَـسـُـونــا أو نـَسـِــيـنـاهُـمْ
..
إذا مـــا قـــَـدَّتِ الأَرْزاءُ مـَـضْــجَــعـَـنــا
بــكـُـوڤِــيـدٍ و كـــُـورُونـــا سَــألــنـاهُـمْ
..
فـَكـانُـوا خـَـيْـرَ مـَنْ تـَـرْجـُــو مَـعِـيَّـتُـنـا
و صـِـرنــا فِــي مـَعِـيَّـتـِهـمْ رَعــايـاهـُمْ
..
أَطــِــبــَّـاءٌ و تــَـمْــريــضٌ يـُـعَــنـْوِنـُهُـمْ
شــِــفـــاءُ اللهِ و الأدْواءُ تـَـخـْـشــاهـُـمْ
..
و بـَيــْضــاءٌ سَــرائـرُهُـمْ كـَمِـعْـطـَفِـهمْ
يَـشـيـعُ الـمَـوْتُ فـِي الآنـــامِ لَـوْلاهُـمْ
..
و خــَـضْــراءٌ سَـنـابِـلُـهُمْ و مـِنـْجـَــلـُهــا
بـِيــَوْمِ حـَـصـادِهـا يَــزْهـُـو بِـلُـقْـيـاهـُمْ
..
بـِـغـَرْبِ الكَـوْنِ مَـشْـرِقُـهمْ ومـَغْـرِبُـهُمْ
لِـشَــرْقِ الكـَوْنِ بـِالـتـَّبـْشـيـرِ أَهـْداهـُمْ
..
جـُــنــُودٌ صــاغـَـهُـمْ نـُــبــْـلٌ مـَـلائــكَـةً
يَـفـُوحُ الـطُّـهْـرُ مـِنْ جَـبـهاتِ تَـقْـواهُمْ
..
و قـُـبـعـَتـي لـمَـنْ أبـلـى يـصُحـبـتـهُـمْ
و فــي كـُـوڤــيـدَ نــايـنـتـيـنَ آخــاهــُمْ
..
تـُطـمـئـنـُهم إلى الرحـمـنِ سَـجـدتُـهُـمْ
و تـَحـفـظُهُمْ من الـكُـوڤـيدِ سِـيـمـاهُـمْ
..
و مَـنْ مـِنـهُـم فـِـداءً حـــانَ مَـوعـدُهُـمْ
مــع الــشــُّهــداءِ مـَـولاهـُـم تــَوفَّـاهـُمْ
..
و مـَنْ زعــمـوا بـــأنَّ الـجـيـشَ قُـنـبـلـهٌ
و صــاروخٌ لـِمـَنْ فـي الـكَونِ عـاداهـُمْ
..
كـأنَّ الـزَّهــوَ صــاغَ الـغَـربَ أحـْــجــبـةً
لـتـحـمـيـَهُـمْ فـأفـشـلـهـُمْ و أعـمـاهُـمْ
..
أتـَـى كُـوڤـيـدُ فـانكـشفـتْ مَـزاعـمُـهُمْ
و زاد الـڤَــيـرسُ الـمَـلـعُـونُ قَـتــلاهـُمْ
..
و صـار الـجـيـشُ رُهـبـانـًا مَـبـاضِعُـهُـمْ
تــنـوءُ بـِحِـمْـلِ مـَنْ كُـوڤـيدُ أضـنـاهُـمْ
..
و لـوْلا الـطِـبُّ مــا فـاقـت ضـمـائـرُهـُمْ
و مــا بـانــت مُـشـخَّـصـنـًةً نـَـوايــاهـُمْ
..
فـــلا لـتـرمْـبَ مـِنْ حِــيَـلٍ بـدونـهـُمُــو
و لا مِـيـرَكْـلُ رُغـمَ الــجــاهِ تَـنـسـاهــُمْ
..
لــنــا فــي عِـلـمـِهـم أمــــلٌ يُـقـربـُنـــا
لِدحـْر ِالـڤَـيـرسِ المَـلعـونِ مَسْـعـاهُـمْ
..
مـُــشـَـرَّعــةٌ جـِـبــاهُــهُـمُـو لْـكـُـورُونــا
و بـَـيــْضـــاءٌ بـــــلا يــَـــأسٍ نــوايــاهـُمْ
..
فــخــورٌ أنـَّـنــي تـــِـرسٌ بـســاعــتـِهِـمْ
و قـِـنــديــلٌ سـَــمــتْ فـِـيــهِ ثـُـريَّـاهـُمْ
..
فَـريـقٌ تـَعـزفُ الـبـســمـاتُ بَـلـســمَــهُ
و في الـقـاعـاتِ خـبـرتَـنـا مـنـحـنـاهـُمْ
..
مُـحــمـَّدُ ، عـمـرُو ، لـمـيــاءٌ و دَفــَّـتـُنـا
لـنـا فـي الـطـِّـب أدوارٌ حـَـفـظــنـاهــُمْ
..
و يــَعـْرفـُنـا الـــــدَّواءُ بــطـُـهْـرِ نـِـيَّـتـِنـا
شِــفـاءُ الـنَّـاس كـَـي تـَنـزاحَ شـكواهـُمْ
..
هُـنـا يـَجـري الـسِّجـالُ عـلى مــآثـرِهِـمْ
و فـي الـمِـضْمارِ لانـُحـْصي عَـطاياهُـمْ
..
دَعـانـي الـحَـرفُ فـامـتثلتْ لــه دُرري
لأقــرضَــهُـمْ وأسْـتـسـقـِي مَــزايـاهُـمْ
..
تـَـنــادُوا بــيـنـكـُم أنــَّـا بـصُـحْــبـتـِهـِمْ
كـُـرُونـــا لا تـــجـِـئُ لـِــمَــنْ تــَـولاهـُـمْ
..
مــُحـالٌ أن يَــفِـي حـَرفٌ ضَــراعـتـَهُـمْ
و نـورُ اللهِ فـي المـحـرابِ يَـغـْشـاهُــمْ
..
مــَــعـــاذَ الله إنْ قـَــصـَّــرتُ أُنْــمـُــلــًة
فـمَـهْـمـا ْقُـلـتُ مــا أدركــتُ أُخــراهُـمْ
..
و مـهـْما كـان حـرفُ الـشِّـعرِ مُـنْطـلـقًـا
فـَــلـــنْ يــَـرْقــى بـــإبــداعٍ لأُولاهـُــــمْ
..
و مــهـمـا سـَطـَّـرتْ فـيـهِـم مَـحـابـرُنــا
فـَمَـا قَـوْلـِي ! و قـولُ اللهِ بـُشــْـراهـُــمْ
..
عَـلـى ســُررٍ بـيـوْمِ الـحَـشْـر ِمـَرقـدُهـم
و شـَهـدُ الحوُضِ في الرِّضْوانِ سُقْياهُمْ

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى