مراهقة في جسد طفلة .. للسفيرة سراي نور فرح
مراهقة في جسد طفلة .. للسفيرة سراي نور فرح

د. حاتم العنانى (المستشار الإعلامى للوكالة)
الإبداع هو نوع من التفوق العقلي والمبدعة سراى نور فرح تمتلك خيالاً خصباً ينتج عنه نتاجاً عقلياً ثرياً وهذا إن دل على شيئ فإنما يدل على الفطنة والذكاء
قصة: مراهقة في جسد طفلة
بقلم: السفيرة القاصة / سراي نور فرح
كنت أنظر هنا وهناك فلا أرى الحياة التي من المفترض أني أعيشها….تلك الأفكار الطفولية والغرفة الوردية المليئة بالدمى ،تلك البيئة الصغيرة التي تملأ فكري….كنت أشعر كأني مراهقة في جسد طفلة ….كيف لهذا أن يحدث؟ !
فكري لا يتناسق مع حياتي..أأنا أحلم؟ لا فكرة لدي في بيت من أنا؟ …أيعقل أني في جسد فتاة تدعى مها…منال أم سلمى …أتلمس تلك الجدائل الذهبية والثوب الوردي المرصع بالورود المزركشة ،يداي بالكاد بحجم القلم…وغرفتي غرفة فتاة لايتجاوز عمرها الثماني سنوات …لم أطق صبراً حتى أتحرك في المكان لكن مهلاً حتى الحركة تبدو لي غريبة أطرافي قصيرة الحجم صغيرة وصوتي ذاك رقيق طفولي يوحي بصغر سني …
فتحت باب الغرفة فلمحت سلالم أحدها للطابق السفلي والآخر للعلوي …اشتممت بأنفي الصغير المدبب رائحة شهية ،لم أتمالك نفسي فاتجهت صوبها…وقد قادتني لغرفة على ما أعتقد هي المطبخ لكن من هناك؟ أظنها الأم…امرأة ترتدي مئزر الطبخ تحمل بيدها ملعقة خشبية ملطخة بالشكولاتة الذائبة …ابتسمت في وجهي وقالت بلطف :
– أأنهيت واجباتك يا هبة لأن التحلية في انتظارك .
لم أجد رداً واضحاً لأني لست هبة الواقعية حقاً فأخذت أحرك رأسي أسفل فأعلى موحية بالإيجاب فقالت الأم مرحباً:
– ممتاز إذاً اغسلي يديك واجلسي أمام الطاولة .
خرجت من المطبخ لأبحث عن الحمام حتى أغسل يدي…لكنه لم يكن أي من الغرف السفلية فصعدت السلالم العلوية وقد وجدت ثلاث غرف …دخلت الأولى وقد وجدتها غرفة جلوس عادية فخرجت واتجهت للثانية فتحتها فإذا به الأب …يملأ بعض الأوراق التي تبدو مهمة لذا لم أرد الدخول
– هبة هلاّ جئت لي ببعض التحلية
نزلت مجدداً وجلبت التحلية لكن الأم استوقفتني وطلبت مني غسل يدي مرة أخرى لأنهما تلطختا بالقهوة صعدت غسلت يدي وجئت بالتحلية للأب الذي بدوره طلب مني ملأ كوب القهوة مرة أخرى نزلت والغضب يتملكني لكني تعثرت وسقطت على السلالم ، أخذت الأم توبخني:
– هذه ثالث مرة أطلب منك غسل يديك…ما هذا كسرت كوب والدك انتظري حتى يراك
لكنه بدوره خرج وأخذ يوبخني :
– يا لك من طفلة لا يعتمد عليها ..طلبت منك ملأ كوب القهوة فكسرته
قاطعتهما صارخة:
– أنا لست هبة ..وليس من المفترض أن أكون هنا ..
وما كدت أنهي كلامي حتى استيقظت من نومي ..ها هو دفتر يومياتي العادي وسريري الموسد الوردي.. استيقظت وقد عشت بفكر مراهقة وجسد طفلة حمدت الله لأن الأمر ما تعدى حلماً فرحت اركض في غرفتي مستمتعة بطفولة أريدها أن لا تغيب وما توقفت إلا على صراخ أمي تنادي :
-كفاك ركضاً يا هبة وتعالي لتأكلي .
فرحت اركض بهستيريا إليها وأنا أقول :
– نادتني أمي بهبة ..أنا هبة أنا هبة .