كيف استطاعت الدولة تفكيك سيطرة الإخوان والسلفيين علي المساجد والقضاء على التطرف؟

استطاعت وزارة الأوقاف، خلال السنوات الست الماضية وبدعم من القيادة السياسية، تفكيك سيطرة جماعة الإخوان والجماعات السلفية علي المساجد والقضاء علي الأفكار المتطرفة التي كانت تروج بمعرفتهم من خلالها، وذلك عبر إستراتيجية محكمة وحملات مستمرة لإعادة المساجد لسيطرة الدولة وتخليصها من استقطاب تلك الجماعات.
وصلت تلك الحملات حد حصر المساجد التي تحمل أسماء تدل علي جماعات أو أفكار أو جمعيات لإعادة تسميتها، وذلك عبر قرار كلف به وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، الدكتور هشام عبد العزيز وكيل الوزارة لشئون المساجد والقرآن الكريم، بضرورة حصر أسماء جميع المساجد التي تحمل أسماء أي جماعات أو جمعيات علي مستوي الجمهورية، للنظر في إعادة تسميتها بأسماء لا تحمل أي دلالات فكرية أو أيدولوجية لأي جماعة أو فصيل.
وبحسب الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، فإن الولاية على المساجد من الولايات العامة التى هى من شأن الدول وليست بأية حال من شأن الجماعات أو الجمعيات، فرسالة المساجد هى أن تجمع ولا تفرق، وألا تستخدم لصالح أى جماعة أو حزب أو فصيل، وألا يزج بها فى الصراعات الحزبية أو السياسية أو الأيدلوجية، وألا يسمح بما كانت تقوم به الجماعات المتطرفة من استخدام المساجد للتحريض على العنف واستهداف الآمنين من أبناء المجتمع والخروج بها عن رسالتها السمحة السامية التى تبنى ولا تهدم، تعمر ولا تخرب، تصلح ولا تفسد.
وفي سبيل تحقيق تلك الرسالة، أصدرت وزارة الأوقاف، ما عرف باسم “ميثاق الشرف الدعوى”، الذى نظم عملية مباشرة الدعوة وقصرها على وزارة الأوقاف ومن ترخص لهم وضم الجمعيات الدعوية وتعيين أئمة وخطباء بمساجدهم للعمل بها وتغيير أقفال المساجد ، وتغيير العمل لضمان تبعية عمالها وموظفيها للأوقاف، ووقف جمع التبرعات ومصادرة صناديق النذور، واعتبار مخالفة ذلك جريمة”.
وخاضت الوزارة معركة بين الوزير والأئمة، والتي اشتعلت جراء الإعلان عن اختبارات تحديد مستوي الأئمة والخطباء علي مسارين الأول مستوي الأئمة والثاني مستوي خطباء المكافأة، كما نظمت عددا من المبادرات لتنشيط دور المساجد وغلق الباب أمام الكتاتيب التي كانت الجماعات الإسلامية قد استطاعت استقطابها لتخرج منها أشخاصًا متطرفين، كان أبرز تلك المبادرات إقرار مدرسة المسجد الجامع، والمدارس العلمية ب المساجد .
وفي هذا الإطار أوضح الدكتور نوح العيسوي وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد والقرآن الكريم، أن إطلاق مشروع المدرسة القرآنية التي تعتني بتحفيظ القرآن الكريم وتوضيح مقاصده العامة، تمثل المنهج الوسطي حتى لا نترك النشء من أبنائنا للجماعات المتطرفة للتأثير على وجدانهم وتشويه عقولهم.
وتعمل الأوقاف، حسب قوله، على ضرورة التوسع في المدارس القرآنية ب المساجد الكبرى، عن طريق اختيار العناصر المتميزة من الأئمة والواعظات للعمل في هذه المدارس، ويتم اختيار ثلاثة محفظين من هذه العناصر لكل مدرسة، للعمل في التحفيظ وتعليم القيم والأخلاق والتعايش السلمى وحب الأوطان وغيرها من المفاهيم.
واستكمالا لخطة الأوقاف في تجفيف منابع التطرف وغلق الباب أمام الكتاتيب التي تخرج أشخاصا متطرفين، عملت وزارة الأوقاف حسب قول وكيلها لشئون المساجد والقرآن الكريم، على التوسع في مكاتب التحفيظ التي يتم من خلالها تدريس الأخلاق إلى جانب تحفيظ القرآن الكريم، حفاظا على عقول أبنائنا وبخاصة الأطفال والناشئة، من أن تتخطفهم أيدى الجماعات المتطرفة.
من جانبه قال الشيخ جابر طايع وكيل وزارة الأوقاف للقطاع الديني، إن وزارة الأوقاف استطاعت استعادة الخطاب الديني وعودته إلي الخطاب الوسطي والسيطرة عليه بدعم من القيادة السياسية، بعد سيطرة التيار السلفي والجماعات المتشددة.
وتابع: ثورة 30 يونيو، استطاعت أن تضع خطة منهجية واضحة المعالم للسيطرة الكاملة علي المنابر وعلى الكلمة المقروءة والمسموعة والمشاهدة وخطبة الجمعة، عن طريق المنابر أولا ووسائل الإعلام والدروس والوعظ والمشاركة الفعالة في الندوات والمحافل، واستطاعت وزارة الأوقاف، خلال السنوات الست الماضية، العمل علي إعادة عمارة المساجد .
ولفت طايع، إلي أن إجمالي ما تم صرفه على إحلال وتجديد وصيانة وفرش المساجد بلغ أكثر من 6 مليارات جنيه، كما تم إحلال وتجديد وصيانة وترميم نحو 3203 مساجد، أما بشأن مجال الأحوال المالية والمعيشية للأئمة، فقد تم زيادة رواتب الأئمة المعينين من 2205 إلى 2766 جنيهًا.