مقطعان من رواية ابنة الشمس للروائية أمل شيخموس
مقطعان من رواية ابنة الشمس للروائية أمل شيخموس

الروائية أمل شيخموس (كودستان)

دلفتُ إلى المنزل، فككتُ جديلتي حتى استرسلت خصل شعري على كتفي مستريحةً من عناء السنين ، انشغلتُ بفؤادي عن الكون ، غزا برتقال السعادة جسدي حتى ثمل من رقة الحب ، حقاً إنها آمالٌ ذهبية تتقدُ سطوعاً ، ومن المصادفات الرائعة أن المنزل كان خالياً “لولو ” لم تكن ماثلة ، اقتنصتُ الفرصة وتناولت الهاتف واقترنا بموعدٍ ، غُمستُ في سعادةٍ خلتها أبديةً حلقتُ إلى دنياً متراقصة الألوان ، في أرخبيل العشق أعيش وحبيبي أسطورة عشقٍ أزلية تلفُ روحينا وتتشابك معها بخطوطٍ برتقاليةٍ محكمة النسج مفسحةً لما لا يلزم بالفرار الجبان لفسح المجال للحب الحقيقي المجنون للعيش في جعاب القلب الحنون ، لاح جمالك بين حشائش العمر صارخاً صرخاتٍ تدعو للثورة في غلالاته كضفائر شَعْرٍ يتوج الحسن اللافت الذي ينبت وسط الغبار منادياً لنهوض الإحساس كومضاتٍ تعيدني للحياة لأرتدي فستاناً من الموسلين المورد بلون الحب المرصَّع بأنفاسه تخضوضر
الروح كقصيدةٍ مجنحةٍ بحرارة العشق .. يتشبه حبك بعازف البيانو الجريء الذي يزيد كأس الغرام قوةً ليمتزج مع الأعماق كدندناتٍ تغزو عيوني وتكسح لي الضباب كي أتيه في متاهات اللذة والإنجراف ، فهدوء نغماتك تكسوني بالأمان لأتزنبق بالإحساس وأرتدي الإخلاص، دمي الدافئ بقربكَ كحفلةٍ من السُكْر المباح للعفة والإتزان أدعوه لك بالقرمزي والمتوثب والمبتهج .. حبٌ يزين صدري كعقدٍ من الياسمين يضيءُ لي الدروب الموحشة كفانوسٍ يمطرني أملاً ، حانياً لازم جبهة الحياة الكليلة ، كقصيدةٍ من الحلم ، حروفها أطفالٌ بتفجرون ضحكاً ، حبكَ محفورٌ ضمن إحساسٍ ناصع كشعلةٍ ملتهبةٍ لا تدرك سوى الأمل ..

انتشرت رائحة الأطعمة في الهواء هذا الظهر لتقحم إلى أنفاسي روعة زكائها، شاعرةً بكل أمٍ تجلس في المطبخ أمام الموقد ساعاتٍ وساعات في سبيل خدمة فلذات كبدها لملء معدهم بأطيب الأطعمة الممزوجة بالجهد والتضحية ، وغمر قلوبهم بالحب والرحمة ونفوسهم يالتربية والأدب .. فطوبى للأم الكاملة الأمومة