تماماً كما حطب محروق طرحني حلم على سرير تعرّق كثيراً وأنا أقاوم النهايات الزجرية داخله! رأيتها كما في الصورة التي احتفظت بها داخل جاروري، حين كانت تطلعني على ألبوم صورها، تبسط أمام ناظري قميصها البالي القديم، تحتضننا ابتسامة طفولية ذات مساء. قلنا وقتها أشياء وأشياء، وقال قميصها كل شيء ! عمق الوفاء مساحات تخيط الوصال بين قلبين لم تسعهما المساحات الضوئية، فتقمصتها أشياؤنا وهدايانا الناطقة، لتنوب عنا في غيابنا القصري ! هذه المرة، طال غيابها فزارتني في الحلم كما صورة جاروري. طفلة شريدة الألوان لفظتها مصورة الحدث بالأبيض والأسود، شاردة الذهن تبحث لها عن مستقر آمن بين لغة هي للكبار، تحاول أن تفهمها لأفهمها بعدها داخل عينيها ! حلم مشتعل لفح رأسي فطال الجارور. تجرأ على اقتحامه ففتحه، تسللت الصغيرة عبر باب موارب نحو فضاء فارغ غير مؤثث، سحب القلب كما غيمة شفطها حضن السماء، فتاهت بين صفائح أقدام تدوس رأسي، ويغلق بعدها قبل أن يتعقبها الحلم و يلفظني على سرير تعرق كثيراً. وزن ريشة أقاوم النهايات الزجرية داخله كنت، وكان بطل الكوابيس ! اقتلع كل أشيائي بزيارة سريعة ليلية دست بكفي منتصرة
رسالة “فانسون فان غوخ” الشهيرة التي كتبها قبل انتحاره بخمسة عشر يوما:
(يبدو لي أني خسرت موعدي مع الحياة، وأشعر اليوم كأن هذا منتهاي الذي علي أن أقبل به)