القاصة منيار الصغير (تونس)

كان يا مكان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان ، كان هناك أسد يحكم غابة يسودها الحب والعدل. وفي أحد الأيام جمع الأسد جميع حيوانات الغابة ووزرائها فحضروا جميعا في الوقت المحدد ماعدا وزيره النمر. فقال الملك في نفسه: ليس من عادته التغيب. عرفت أنه لن يأتي اليوم ل… فقاطعته الحيوانات: لماذا استدعيتنا يا سيدي؟ فعمت الأفكار الملك ونهشت رأسه واجاب:استدعيتكم لتجلبوا لي النمر بحبة قمح واحدة ومن يجلبه لديه مكافأة كبيرة لا تقدر بثمن. تساءلت الحيوانات: لا بد أن الملك تملكه الجنون ! كيف نستطيع جلب نمر قوي وضخم بحبة قمح واحدة ؟ لكن كان بين الحيوانات فأر صغير،فكر هذا الأخير قليلا وسمع صياح الديكة من القرية القريبة فخطرت بباله فكرةفأسرع في تنفيذها. لقد وضع حبة القمح أمام الديك فأكلها .فصاح الفأر على الفور: أرجعوا لي حبة القمح التي اهداها لي سيدي الملك. استيقظت العائلة على صياحه.وأخبرهم الفأر بما حصل فأعطته الأم كيساً من القمح لكنه رفض. فأعطته الديك الذي أكل الحبة لأنها كانت تملك الكثير من الحيوانات الأليفة. وأكمل الفأر طريقه حاملاً الديك. ولما رأى كلباً وضع أمامه الديك فأكله. فصاح من جديد: أعيدوا لي الديك الذي أكل حبة القمح التي أهداها لي سيدي الملك ! قدمت له العائلة ديوكاً ليختار من بينها واحداً لكنه رفض. فأعطته الكلب. ثم دخل الغابة فرأى ذئباً يبحث عن فريسة يسد بها غائلة جوعه. فربط الكلب في شجرة. فأكله الذئب. فصاح مرة أخرى: ارجعوا لي كلبي الذي أكل لي ديكي الذي أكل حبة القمح التي أهداها لي سيدي الملك ! سمعته قبيلة الذئاب فاستفسرت عن سبب صياحه.واعتذرت منه.ثم قدمت له الذئب. وبعد تعب طويل وصل الفأر إلى بيت النمر فربط الذئب في صخرة. فوجده النمر فتناوله.فصاح: أعيدوا لي ذئبي الذي أكل كلبي الذي أكل لي ديكي الذي أكل حبة القمح التي أهداها لي سيدي الملك ! سمعته قبيلة النمور. ولما علمت بما جرى قدمت له النمر. فعاد به إلى عرين الأسد. اندهشت جميع الحيوانات وصاحوا: لقد أتى فأر صغير بنمر كبير ! ضحك الأسد قائلاً: أحسنت أيها الفأر. الآن سأفي بوعدي وأقدم لك الهدية. دخل الأسد والفأر العرين فقدم له الأسد صندوقاً كبيراً فصرخ: أفعلت كل هذا لأحصل على صندوق؟ تعجب الفأر وأوشك أن يفتحه.لكن الأسد تدخل قائلاً: عليك أن تفتحه في مكان عال جدا ًفيه رياح قوية. ففرح الفار فرحاً شديداً وخرج حاملاً الصندوق وسار في أرجاء الغابة حتى وصل جبلاً عالياً فجلس وفتح الصندوق. هناك خرجت جميع الحروف الهجائية: العربية،الفرنسية،الإنجليزية،اللاتينية، التركية،الهندية،الإيطالية…وهبت نسمة باردة فطارت الحروف ونزلت في أماكنها: العربية في بلدان العرب والفرنسية في باريس والإنجليزية في لندن واللاتينية في بلدان أمريكا اللاتينية والتركية في تركيا والهندية في بلدان الهند والإيطالية في روما ولهذا نحن عرب. فبفضل هذا الفأر الصغيرنتكلم اللغة العربية.وستبقى اللغة العربية أم اللغات وستظل قوية بأتم معنى للكلمات.