دراسة بمجلة متابعات إفريقية تكشف تطور دور الأزهر في إفريقيا

متابعة : نجار ابو عامر
كشفت دراسة جديدة عن تطور دور ورسالة مؤسسة الأزهر الشريف تجاه دول قارة إفريقيا بما ينعكس إيجابا علي الإدراك الشعبي للدور المصري في القارة السمراء.
وأشارت الدراسة التي صدرت ضمن مجلة متابعات إفريقية التي تصدر شهريا عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، تحت إشراف الدكتور محمد السبيطلي رئيس وحدة الدراسات الإفريقية بالمركز، إلى أن الأزهر الشريف اعتمد منذ عام 2005، إستراتيجية جديدة لدوره في دول القارة الأفريقية، ترتكز على إعادة النظر في نظام إرسال المبعوثين، وآلية طرح رسالة الدين الإسلامي الوسطي مع نشر ثقافة السلام والتسامح والتعايش المشترك، حيث ترتكز هذه الإستراتيجية أيضًا على توسيع مجالات التعاون مع المؤسسات الدينية الرسمية في دول القارة، وذلك لتعزيز دور الأزهر على الصعيدين الديني والسياسي.
وأكدت الدراسة التي صدرت تحت عنوان ” تحرك الأزهر في أفريقيا.. المحفزات والآليات”، للزميلة شيماء عبد الهادي مسئول الملف الديني في “بوابة الأهرام” أن الأزهر يتحرك في قارة إفريقيا وفق استراتيجية قائمة على 3 ركائز أساسية: الأولى؛ نشر الإسلام ومذاهبه الوسطية، أما الركيزة الثانية؛ فتتمثل في تحقيق الأمن والسلام عبر ضبط المفاهيم وتصحيح التأويلات، وأخيرًا ترسيخ مبدأ المواطنة والتسامح.
وإذا كانت الركيزة الأولى للإستراتيجية تعبر عن الدور التقليدي للمؤسسة الدينية الإسلامية، وتناظر المؤسسات الدينية المسيحية الأخرى، إلا أن ركني المواطنة والأمن، كإطار يجمع كافة أبناء المجتمع من مختلف الأديان للعيش المشترك، يجسد تطورًا في تحرك الأزهر.
ويعبر هذان الركنان على رؤية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والذي يعول على القيادات الدينية الكبرى في العالم لإصلاح الوضع الصعب الذي أفسدته الحروب والنزاعات.
وحول آليات تفعيل دور الأزهر في القارة السمراء أشارت الدراسة إلى أن تحرك الأزهر في أفريقيا، يعتمد بالأساس على الجانب الدعوي – الديني، كدور تقليدي لمؤسسة دينية. ورغم أهمية هذا التحرك، إلا أن ثمة ضرورة لوضع إستراتيجية ممتدة لإعادة تطوير دور الأزهر في أفريقيا.
وتشير الاحصائيات إلى أن الأزهر يمتلك من المقومات التي تؤهله لبناء قدرات طلاب أفريقيا، بما يخدم خطط التنمية في بلدانهم، حيث يتبع الأزهر جامعة علمية بها 84 كلية للبنين والبنات في أغلب محافظات جمهورية مصر العربية، تضم كليات غير شرعية، في معظم التخصصات مثل: الطب والهندسة والعلوم، والصيدلة، والتي يمكن أن تستوعب آلاف الطلاب والطالبات الأفارقة.
وشددت الدراسة، على أنها تبرز أهمية إعادة النظر في طرح وتقديم المنح، حيث يمكن أن تخصيص نسبة منها لدراسة العلوم غير الشرعية، كعامل جذب للطلاب الأفارقة، بما يحقق بناء الفرد علميا ودينيا في آن واحد، وتنطلق أهمية هذا التوجه، في بناء دور تنموي للأزهر، إلى جانب الدعوي، عبر بناء المواطن والشباب الأفريقي في مجالات الطب والهندسية والعلوم.
وأضافت أن المتتبع لمناهج التعليم في كليات جامعة الأزهر، يرى أنها تضم أيضًا العلوم الشرعية، مما يساعد في البناء المزدوج للطلاب الأفارقة، ويعزز دوره تنمويا في دول القارة، التي تعاني الحروب والصراعات والنزاعات الداخلية الإثنية والدينية إلى جانب الإرهاب، الذي وجد في البيئة الأفريقية أرضا للنمو، مع تصاعد معدلات الفقر والبطالة والتردي الاقتصادي بشكل عام.
ويعمل هذا التوجه أيضًا على تأكيد تشيجع الدين الإسلامي لتحصيل العلوم غير الشرعية، مما يساعد على بناء المجتمعات وترقية الأمم.
من ناحية أخرى، تبدو هناك أهمية لتخصيص أيضًا نسبة من المنح للفتيات، بما يحقق مبدأ المساواة في تلقي العلم بين الذكر والأنثى، مما سيكون له أكبر الأثر في إعادة بناء القيم الثقافية للفرد.
يذكر أن مجلة متابعات أفريقية في عددها الصادر في أغسطس الحالي؛ تناولت العديد من الموضوعات المتنوعة في أفريقيا وهي:
– إثيوبيا وتأجيل الانتخابات.. انعكاساتها علي المشهد السياسي للباحث عبد القادر كاوير ..
– الحدود الهشة وانتشار الإرهاب في افريقيا: معضلة تبحث عن حل “مالي والنيجر أنموذجا” للباحثة ريم أبو حسين.
– أريتريا: حراك الداخل ومعارضة المهجر للباحث حسن إدريس طاويل.
– السودان: مستقبل حكومة حمدوك وعلاقاتها بالمؤسسة العسكرية وقوي التغيير للباحث متوكل دقاش.
– تنزانيا ومبادرة الحزام والطريق.. الدلالات الاستراتيجية للباحث عمرو منصور.
– تقييم دور تشاد الإقتصادي في زيادة الاستثمار: الوكالة الوطنية للاستثمارات والصادرات نموذجا للدكتور ناصر النائي آدم.
– السنغال: آثار كوفيد ١٩ في الاستثمار الأجنبي المباشر للباحث أبو بكر تيبو سيسي.