آلاء و القطيط .. للقاصة آلاء كركر

آلاء و القطيط .. للقاصة آلاء كركر

القاصة: آلاء كركر (تونس)

لطالما هرعت إلى الطبيعة في أوقات الملل والضجر لأنها الملجأ الوحيد الذي يحتويني ويعيد إليّ توازني ونشاطي .

 

ففي غمرة الكون ومزدحم الحياة قد نحتاج أحيانا الهروب إلى أماكن تعيد إلينا الطاقة و النّشاط تاركين خلفنا المدينة وضوضاءها.

أثناء تجوالي، لمحت لبرهة أسراب الطّيور من الأعلى تلامس قمّة الأشجار تارة و تقف تارة أخرى على بعض الأعشاب تبحث عن حبّة قمح أو دودة تقتات عليها ولكنها سرعان ما تعود إلى السماء الرّحبة . فالحياة ها هنا خالية من أي تعقيد، بل إنها تبدأ مع صياح الديك في الصباح الباكر وقطرات الندى تداعب الزهور المنتشرة على امتداد الحقول لتثير في النفس البهجة . والحشائش الخضراء تغطي الأرض ببساط أخضر بديع والماء يلمع مثل الفضّة وهو يجري في السواقي وسط الحشائش الخضراء.

أنا متعودة على مثل هذه المناظر الخلابة فوجهتي دائماً هي الأرياف . إلا أن هذه الأخيرة كان لها بصمتها الخاصة وتأثيرها العميق. فبينما كنت أمشي بين الأشجار العملاقة انتهى إلى مسمعي صوت مواء متقطع.

اتجهت نحو الصّوت مباشرة فإذا به قطيط لطيف أسفل الصّخرة الكبيرة. ولكنّه جريح لا حول له ولا قوّة. حزِنتُ لأجله حزناً شديداً ثمّ قررت إسعافه فعدت به إلى بيتي.

وما إن وصلت ، تركت القطيط في حديقة بيتنا ثمّ أحضرت علبة الإسعافات الأوّليّة وضمدت جرحه برفق.

وبعدها قدّمت له الحليب الّدافئ فشربه على الفور واتّخذ مكاناً في ركن من حديقتنا وكأنّه يطلب الرّاحة.

فرقّ قلبي لحاله وعدت أدراجي وإذا بأمّي عند الباب تسألني عن سبب انشغالي عنها بعد عودتي من النزهة.

تردّدت قليلاً ثمّ بادرتها قائلة:” أمّاه، أعلم أنّك لا تحبين الحيوانات داخل البيت، ولكني اضطررت اليوم إلى جلب هذا القطيط”

وأشرت إليه حيث ينام ثم أضفت:” انّه جريح يا أمّي، فهلا سمحت له بالبقاء عندنا حتّى يتماثل للشفاء.

وكانت المفاجأة ، لقد سمحت لي أمّي بالاحتفاظ به على الدّوام شرط أن يبقى في الحديقة .

غمرتني فرحة لا توصف ، ومنذ ذلك اليوم وبعد أن تماثل القطيط للشفاء أصبحت ألاعبه مطوّلاً و يرافقني في نزهاتي المتعدّد

أما عن آلاء كركر، فهى فنانة شاملة: قاصة و مطربة و ممثلة، مصممة جرافيك، مصممة إعلانات، أصيلة مدينة المكنين بولاية المنستير، ولدت بتاريخ 15 – 10 – 2010 م، تدرس بمرحلة التعليم الأساسى،وتجيد اللغة العربية الفصحى “اللغة الأم” و اللغة الفرنسية، إجتازت دورات فى الحاسوب

نالت العديد من العضويات الدولية: عضوة في لوحة شرف العظماء والعلماء والمثقفين والمبدعين العرب

و عضوة مدرسة إحياء فن المقامات الأدبية فى العصر الحديث بسوريا و عضوة منتدى رباعيات هيام موحدة القافية “رباعيات الخيام” بسوريا  و  عضوة نادى الفنون التشكيلية والتراث  و  عضوة”سفيرة الثقافة” لمجلة جدو حاتم وماما هيام والأطفال

أروع إصدارتها الأدبية: قصة آلاء والبلبل  و  آلاء والقطط  و  لا لليأس

شاركت فى العديد من المسابقات من أبرزها: الأديب الصغير و مسابقة الكاتب الصغير و مسابقة باللغة الفرنسية “le petit écrivain “

حظت بالعديد من الجوائز آخرها: جائزة الإعلامي البخاري بن صالح في مسابقة لنادي الأب و الفنون  و  شهادة استحسان للمشاركة فى مسابقة الكاتب الصعير التى نظمتها صفحة عصافير الدرجة الأولى و شهادة الأديب السغير للمشاركة المتميزة فى الأدب الموجه نحو الطفل ضمن مشروع “سنة 2020 سنة مطالعة” و  شهادة شكر وتقدير مقدمة من برنامج أسرار والنجوم – الموسم الثالث 2020م – على قناة الصحة والجمال للمشاركة فى مبادرة إعرف بلدك عن المعالم السياحية لكل أنحاء العالم لفوزها بأجمل فيديو مشارك

وعن الجانب الإعلامى فرصدت أعمالها: وكالة أنباء آسيا  و  مجلة هيام للشعر والإبداع الأدبى السورية  و  مجلة الإبداع الثقافى السورية  و  مجلة ريما الثقافية السورية  و  مجلة جدو حاتم وماما هيام والأطفال “السورية”، كما تم استضافتها فى إذاعة المنستير

والله ولى التوفيق.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى