حوار مع معلمة الأطفال الفاضلة هند عراقى
حوار مع معلمة الأطفال الفاضلة هند عراقى

المحاور: د. حاتم العنانى (المستشار الإعلامى للوكالة)

“قم للمعلم وأوفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولاً”

التعليم فن وموهبة قبل أن يكون مهنة، ينطلق المعلم من خلالها لإثراء حياة المتعلمين بخبرات الحياة، ويغرس فيهم مكارم الأخلاق والقيم والمثل العليا، إلى جانب أنواع المعارف والعلوم؛ بهدف تنشئة أجيال صالحة، قادرة على مواجهة متطلبات وتحديات الحياة.

“إقرأ باسم ربك الذي خلق”

المعلم كنز عظيم وهو أحد أهم أركان البناء بل هو الركن الأساسى في مجتمع يحترم حضارته وتاريخه ويسعى لصعود سلم النجاح بكل ثقة من أجل الاستمرارية على كافة المستويات.
عملية التعلم تعتمد على العنصر البشرى حيث تتطلب معلم إنسان صاحب رسالة سامية يمنح متعلميه – جيل وراء جيل – العلم والمعرفة بكل شرف ومحبة من أجل بناء الأوطان، ومهما احتفلنا بالمعلم لن نوفيه حقه فهو رسول العلم والمعرفة

“وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديداً”

وَأَمَانَةُ الأَجْيَالِ فِي أَعْنَاقِنَا
دَيْنٌ نُوَفِّيهِ إِلَى الرَّحْمَنِ
تِلْكَ الْوُرُودُ النَّاشِئَاتُ عَلَى التُّقَى
رَيَّانَةٌ مُخْضَرَّةُ الأَغْصَانِ
هَلاَّ أَخَذْتِ بِهِنَّ في نَهْجِ الْعُلا
وَوَقَيْتِهِنَّ حَبَائِلَ الشَّيْطَانِ

حارت بي كلمات الشكر لكل معلم حمل نبراس العلم لبناء عقول فلذات أكبادنا

بعلمك قد علوت اليوم قدراً فقدرك بين كل الناس عالي
لك يا مربي الأجيال و باني الأمة فأنت وراء كل عالٍم

نص الحوار:-
س1: بداية نريد أن نتعرف عليكِ عن قرب.. ونبذة عنك ومجال عملك؟
ج1: هند إبراهيم عبد الرحمن عراقى من القاهرة حاصلة على ليسانس آداب ودبلوم عام فى التربية معلمة لغة عربية للأطفال أطفال وأشرف على نشاط الموهوبين

س2: هل كنت تخططين لنفسك هذه المهنة منذ صغرك أم أنها فرضت عليك؟
ج2: لم أخطط ولم أحلم أن أكون معلمة ولكن شاء القدر أن أمتهن هذه المهنة الشريفة وسعدت بها كثيراً لأنها مهنة سامية فهى مهنة الأنبياء
“أعلمت أشرف وأجل من الذى يبنى وينشئ أنفساً وعقولاً”
فالمعلم يحمل بيده مصباح العلم والمعرفة لينير العقول وقبل أن تكون مهنة فهى رسالة وأمانة

س3: كيف كان إعدادك للغرفة الصفيّة في يومك الأول؟
ج3: التخطيط أساس النجاح فدائماً هناك تجهيزات سابقة لليوم الأول، منها إعداد الفصل
الدراسى بشكل يتناسب مع الأطفال من خلال اللوحات والرسومات المبهجة وفى بداية اليوم أقوم ببث البهجة والألفة بينى وبين الأطفال بالابتسامة وتوزيع الحلوى والبالونات والغناء وأبدأ بالتعرف عليهم.

س4: ما هي أهم مشاكل تلاميذ المرحلة التي تقومين بالتدريس لها ؟
ج4: أدرس للصف الأول الإبتدائى، حيث أركز على لفت انتباه الأطفال دائما. و عدم الإمساك بالقلم جيداً و عدم التمييز بين الحروف خصوصاً المتشابهة فى النطق.
وكل المشكلات والصعوبات تزول مع الوقت بالتدريب المتكرر والمستمر وبتحبيب التلاميذ فى التعلم

س5: ما الذي تستطيعين فعله لجذب الأطفال و الإقبال على الدراسة ؟
ج5: التشجيع والتحفيز المادى والمعنوى له أثر كبير فى حث النفوس على العمل و أقوم دائماً بغناء القواعد والمعلومات لهم، كما أن الألعاب التعليمية تحبب التلاميذ فى العلم والتعلم ودائماً أقوم باستخدامها.

س6: كيف تثني على الطفل المتعلم؟
ج6: بالكلمة الطيبة و المدح و التصفيق و الدرجات التقديرية و الجوائز و وضع اسم الطفل فى لوحة شرف المتفوقين و عدم تجاهل مجهوداته حتى لو كانت قليلة

س7: مَا هو أبرز مَا يعين المعلم على النجاح والتميز؟
ج7: التعليم مهنة ربانية فالله علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم و علم آدم الأسماء كلها و لقد بعث الله الرسل معلمين فالمعلم يتعامل مع أرقى ما فى الإنسان “عقله” ويعطيه نتاج فكره لذلك وجب على المعلم أن يتحلى بمكارم الأخلاق لأنه قدوة لتلاميذه و الإطلاع على كل ما هو جديد فى مجال تخصصه و إيجاد بيئة تعليمية آمنة تحفز الطالب على الإبداع و تطوير الذات لمواكبة التقنيات الحديثة و توظيف الإمكانيات لجذب الطلاب و مراعاة الفروق الفردية بينهم و مراعاة ميول وهوايات المتعلمين و يتيح للمتعلم البيئة التعليمية المناسبة التى تساعده على التعلم بنفسه والابتكار

س8: هل كل إنسان يستطيع أن يبدع أم الموهبة لها علاقة بالإبداع؟
ج8: المبدع لابد أن يمتلك الموهبة و ليس كل مبدع موهوب، فالابداع هو حالة متطورة من الموهبة فالمبدع يبدع بإستمراره على تطوير موهبتة من خلال الدراسة والتجارب والبحث عن تطوير الموهبة للوصول إلى الإبداع، أما الموهوب لا يشترط أن يكون مبدعاً لأن الموهبة إذا استقرت على حالها معناه تكرر الأفعال بلا جديد ولا تطوير

س9: ما هو شكل العلاقة بينك و بين المتعلمين ؟
ج9: علاقة حب وألفة واحتواء

س10: برأيك ما هي الصفات التي يجب أن يتميز بها المعلم حتى يكون مثالياً ؟
ج10: الأخلاق الحميدة و العدل فى التعامل مع المتعلمين و الثقافة و البحث عن كل جديد و حب المهنة و التفانى فى العطاء و التجديد و التطوير و البعد عن الروتين.

س11: هل من كلمة أخيرة كلمة منك نختم بها حوارنا ؟
ج11: أتوجه بالشكر لحضرتك دكتور حاتم العنانى على هذا الحوار الشيق و أحب أن أوجه كلمة لكل معلم بأن يستشعر هذه المهنة العظيمة لأنه ينير العقول وعليه أن يكون قدوة
لمتعلميه، و أن يتخيل ما سيؤول إليه طلابه فى المستقبل حيث سيكونون – بمشيئة الله – هم قادة المجتمع فأنت الآن تبنى فى مجتمع المستقبل.

والله ولى التوفيق