من الثابت تاريخياً أن فطاحل شعراء الفصحى وعلماء اللغة يخافون عليها من العامية .. لذا فهم بقدر خوفهم يبتعدون عنها متعللين بأنهم هكذا يحفظون للفصحى قدسيتها ويحلقون بها لمدارات الرقي والسمو .. وأنا لا أختلف معهم في نبل أهدافهم وحرصهم المحمود .. ولكنني أختلف معهم في احتمالية ضياع اللغة الفصيحة مهما ازدهرت الكتابة بالعامية ومهما حاولت اللغات الأخرى فرض نفسها على الساحة العربية والدليل الدامغ على ذلك فشل الاستعمار بكافة أشكاله و هوياته في تحقيق ذلك .. وأنا أرى العامية كطبق الكشري أو كطبق الفول أو الفلافل الذي تجد نفسك مقبلاً عليه بنهم مهما كنت من آكلي لحوم الغزلان والطيور والبتلو المطهية بأشهى مذاق .. فلا أنت فقدت حبك لهذه الأكلات الشهية بتناولك هذه الأطباق الشعبية .. ولا اندثرت هذه الأطعمة الفاخرة من قواميس الطهي. وبحكم تعدد وتنوع أسفاري شرقاً وغرباً فإن لكل مجتمع لغته الدارجة وتعدد اللكنات واللهجات حتى في البلد الواحد ولم تطغ يوماً ما على الفصحى بل نجد الكتابة بها في نمو وازدهار وبصفة شخصية لا يتأثر ما أكتب بالفصحى بما أكتب بالعامية ..لذا فإنني أترك يراعي على سجيته ولا أمارس عليه أي نوع من أنواع الدكتاتورية