الأسس الصحيحة لبناء الأسرة المسلمة في ندوة إعلام بورسعيد.
الأسس الصحيحة لبناء الأسرة المسلمة في ندوة إعلام بورسعيد.

كتب أحمد سمير :
عقد مركز إعلام بورسعيد التابع للهيئة العامة للاستعلامات في إطار حملة الإعلام السكاني ( فكر و اختار ) ندوة بمدرسة عبد الرحمن شكري الثانوية للبنين و ذلك بالتعاون مع إدارة التربية البيئية و السكانية بمديرية التربية و التعليم تحت عنوان ( الأسس الصحيحة لبناء الأسرة المسلمة ) استضاف فيها فضيلة الشيخ عبده جزر إمام و خطيب بأوقاف بورسعيد وبحضور حسام القشاوي مدير مدرسة عبد الرحمن شكري الثانوية للبنين و عصام صالح مدير مركز إعلام بورسعيد و مجموعة من أعضاء هيئة التدريس و الطلاب .
في بداية الندوة تحدث حسام القشاوي عن أهمية الندوة و حرص المدرسة على استضافة فعاليات التوعية بقضايا المجتمع الهامة لرفع الوعي و المساهمة في بناء الشخصية الايجابية المتفاعلة مع قضايا الوطن .
الاعلامي المتميز عصام صالح اكد على حرص مركز إعلام بورسعيد على التوعية و التنوير بكافة قضايا المجتمع و أبعادها المختلفة ليشارك المواطن مع أجهزة الدولة في تبني الحلول العملية المناسبة لتلك القضايا و المساهمة في بناء وطن قوي حديث متطور .
و تناول فضيلة الشيخ عبده جزر بالحديث أن الإسلام أعطى أولوية لبناء الأسرة من منطلق أن الأسرة لبنة من لبنات بناء المجتمع الصالح الذي يعبد الله ومن ثم فقد اهتمت الشريعة الإسلامية بالأسرة منذ اللحظات الأولى بالتفكير في تكوينها واستمر اهتمامها بها ليتوافر للبيت المسلم الاستقرار التام والسعادة و أنه حين يفكر المسلم في تكوين أسرة عليه أن يبحث في أخلاق الزوجة عن الدين أولا ذلك أن الزواج ضرورة اجتماعية لها منزلة سامية ومن هنا يحرص المسلم على الدقة في مسألة انتقاء الزوج أو الزوجة المناسب امتثالاً للتوجيهات النبوية ففي جانب اختيار الزوجة الصالحة بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن الناس متفاوتون في نظرتهم إلى المواصفات المطلوب توافرها في الزوجة فمنهم من تكون نظرته إلى المال فقط ومنهم مَنْ يتجه صوب الحسب المجرد ومنهم مَنْ يشترط توافر الجمال الشكلي وفئة رابعة هي الرابحة تبحث عن الدين وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك”، وليس معنى ذلك أن الإسلام لا يأبه باعتبارات المال والحسب والجمال ولا يقيم لها وزنا فلاشك أنها مرغوبة ومحبوبة وتساهم في تحقيق الهدف من الزواج المتمثل في تكوين بيت مؤمن مستقر سعيد ولكن الإسلام يحذر من النظر إلى المال وحده دون التفات إلى الدين والخلق أو إلى مجرد الحسب دون مراعاة الالتزام بالإسلام أو إلى جمالٍ فقط دونما اهتمام بجانب التقوى ذلك أن الجمال المجرد عن الدين والخلق قد يكون سبباً في الهلاك وأن المال المجرد عن الدين والخلق قد يدفع إلى الطغيان فيكون الزوج سائرا في طريق التعاسة والشقاء وهو يظن أنه في درب السعادة والهناء وهذا ما يشير إليه الحديث النبوي “لا تَزوجوّا النساء لحسنهن، فعسى حسنهن أن يرديهن، ولا تَزوجوهنَّ لأموالهن، فعسى أموالهن أن تطغيهن، ولكن تزوجوهن على الدين، ولأمة سوداء ذات دين أفضل”، رواه «ابن ماجه»، فمن تمسك بالمال أو الحسب أو الجاه فقط فقد يأتيه الفقر من حيث كان يطلب الغنى ويأتيه الذل من حيث كان يأمل الجاه وفي الجانب المقابل يوجه الإسلام نظر ولي الفتاة المسلمة ويشدُّه إلى انتقاء الزوج الصالح التقي صاحب الدين والخلق يقول الله عز وجل “وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم”، ويقول النبي صلى الله على عليه وسلم “إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوِّجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ” وبهذا الاختيار القائم على الدين والخلق من جانب الزوج والزوجة يستقيم عود البيت وتثبت قوائمه.
و أكد أن الإسلام أمر الأزواج بحسن معاملة زوجاتهم قال الله تعالى “وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيراً كثيرا”، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم “فاتقوا الله في النساء، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئًا، وإن لهن عليكم ولكم عليهن حقا” بل جعل الإسلام حسن معاملة الزوج لأهله من أمارات مروءته وخيريته وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي” وكذلك أمر الإسلام الزوجات بحسن عشرة أزواجهنّ وجعل أداء المرأة حق ربها متوقفاً على أداء حق زوجها ولاشك أن كلاً من الزوجين إذا التزم بهذه التوجيهات يتحقق للأسرة المسلمة الاستقرار والأمن والطمأنينة.