رحلة عبر الزمن .. لمنيار الصغير
رحلة عبر الزمن .. لمنيار الصغير

القاصة:منيار الصغير (تونس)
في ليلة من ليالي شتاء شهر ديسمبر بالتحديد ليلة رأس السنة الميلادية اجتمعت عائلتي في منزلي المتواضع للاحتفال بتوديع سنة 2067 واستقبال سنة 2061م .
كنت عجوزاً في الستين من عمري . تهفو نفسي للمة الأحفاد الأحباب ، واجتماع ابنتي رنا و ولدي بهاء . فهما دأبا على الدراسة منذ الصغر وشغفا مثلي بالطب والأدب منذ نعومة أظافرهما…وما كان علي إلا أن اتم المسيرة التي ابتداتها أمي معي ومع أخوتي …ألا وهي تنشئة جيل واع بماضيه محباً لحاضره املا في مستقبله.
طلب مني الأحفاد -(أمل و أمان) الحديث عن ذكريات طفولتي…
فقلت: سأعود بكم في الزمن فهل أنتم مستعدون لركوب الكبسولة ؟ (كبسولة صنعناها بورق مقوى وألوان زاهية لتدور عبر الزمن)
وعددنا واحد! اثنان!ثلاثة ! فتوقفت بين سنة 2020م و 2021م
أطلق أمان فرحة النصر، فلطالما أدرنا الكبسولة لكنها لم تصل مرة إلى هذا الزمن بالتحديد … تنتظره ذكريات جديدة سيسمعها لأول مرة وتصريحات عجيبة من امرأة عايشت زمناً يرونه في الكتب.
قلت: يا أمان ويا أمل…ماذا سأروي؟وماذا سأحكي؟ إن الحديث ليطول ولا يكفي لأختصر ذاك الزمن … لكنني سأحاول أن اخبركما بما بقي في نفسي من أثر .
من يذكر 2020 م سيذكر وباء حل بالبشرية جمعاء اسمه كوفيد19″كورونا”.
عكفنا في المنازل فترة مطولة،هي فترة الحجر الصحي فوصلنا إلى صفر إصابة لكن اقتصادنا تأثر واضطررنا إلى العودة للدراسة والعمل ، لكن بفتح الحدود مجدداً عادت الأرقام ترتفع ارتفاعاً مهولاً خاصة مع استهتار البعض وعدم التزامهم بالبروتوكول الصحي التي فرضته الدولة.
عجز العلماء والأطباء عن علاج الآلاف من المصابين حول العالم …إلى أن ظهر اللقاح فاستبشرت البشرية …
ولكنه كان باهض الأثمان، لا يباع ولا يشترى على عين المكان … بل كان يتطلب دهاء و حكمة من الحكام لإنقاذ الشعوب حصننا الله و عائلتي من الداء … لكن لم يسلم منه الأحباء والأقرباء..
اعتصر الألم قلوبنا لكننا لم نفقد الأمل…
تعلمنا أن قدرة الله عظيمة وأن الله قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه وأن الإنسان عليه بالعمل لأخرته كما لدنياه وأن قوة الله قاهرة لكل القوى …
وبينما كنت أواصل كلامي سمعت صوت أمي الحنون: منيار ! منيار! أفيقي حان وقت الذهاب إلى المدرسة.
نشره د. حاتم العنانى (المستشار الإعلامى للوكالة)