الشعر .. فوزية بن حورية

الشعر .. فوزية بن حورية

الأديبة: فوزية بن حورية (تونس)
“أحاسيس متدفقة”
علها تحظى برضا.
الشعر
و ما الشعر إلا نافورة
أحاسيس جياشة متدفقة في
سرعة خاطفة متلاطمة
التيارات الشبيهة بالتيارات
المغناطيسية المتكهربة
كأمواج االبحر المتضاربة
فتكون بحراً طامياً دفاقاً من
المشاعر المنصهرة من
باطن النفس و مكنونات
الصدر إلى العقل ثم إلى
الفكر فإلى اللسان فإلى
الورق مرفرفة كالفراشات
وشبه النسمات منسابة في
رقة متناهية من الأصابع
عبر القلم فتخط رسماً سامياً
في شاعرية سحرية مجسمة
في كلمات و كأنها التيجان
المرصعة باللآلئ مضيئة
المحيط …حاسرة الغطاء
عن مكنون النفس و عما
يجيش بها من كتل العواطف
والمشاعر و الأحاسيس
الفياضة المتدفقة في
خضرمة مختلطة…متداخلة …
ومتشابكة
الانفعالات…فينبض لها الفؤاد
متفاعلا و تطرب لهـــــــا
النفس متجاوبة في لهفة
ملتهبة فتتأثر بها أحيانـاً و
أحيانا أخرى يعشقها القلب
فيهيــم بهذه الكتلــة الهادرة
كشــلالات أقـــوى الأنهــار
و أعظمها ..فينصهر الوجدان
معها…
وكثيراً ما يكون الشعر و
القصيدة نقوساً منبها أو نذيراً
مسيطراً فتزيح الغشاوة عن
الأعين أحياناً و أحياناً تنير
الدروب…وأحياناً توقظ
الضمائر الغافلة أو تلك التي
في غفوة عابرة وأحياناً
تزلزل اصحاب الضمائر
ذات الصدإ المزمن…فتهزها
هزاً.
إن فترة مخاض و ولادة
الكلمة هذه عنـد الشاعر فترة
عجيبة و لذيذة للغاية حيث
أنها تحدث فيك هزة ذات
نكهة غريبة وطعم كطعم
نشوة النصر تغرق فيها كما
يغرق الأنف في عبيق الوردة
فيفوح عطرها و أريجها في
خياشيمــك و من ثـم إلى
كامــل أوصالك فتتغلغــل
فيها و بالتالي يعطيك نشوة
سمحة جميلة بها لمسة
سحرية أخــاذة تدفعــك إلــى
المزيــد مـن الغـرق و
الاستنشـاق و التغلغل في
لججها فتصفى الروح بذاك
العطر الزكي و تسمو في
صفاء شفاف… طامحة إلى
مزيد من الأريج الفواح …
أريج الكلمات…العبارات
التــي تتخــلل العقـل و
المنطق تخلل البدر كبد عتمة
سماء ليالي الشتاء …مزيحة
الظلمة …فلتكن القصيدة
البدر و الكلمات النجوم
المتلالئة والمعاني الزاخرات
وميض البرق
الخاطـف…فاليكن الشعر و
القصيدة نـور الشمس و
القمر يتخلل نفس القارئ
فتسمو به ومشاعره تربو في
صفاء روحي خال من
شوائب رجز الشياطين.
نشره د. حاتم العنانى (المستشار الإعلامى للوكالة)
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى