على أهذاب الطيور السوداء اكتب
على أهذاب الطيور السوداء اكتب
الشاعرة: سامية كيحل (الجزائر)
بعتمة ظلامي
هوج دخانه رائحته حب ..
قال :
يا أنثى الظلام الجنية !
أقسم ما كنت ألعب
وما لهوت بنبضك
فمثلي بك مغرم ..
قلبك بحر أنا به يغرق ..
أما تعلمي ؟!
يا ملكة الذئاب البيضاء
بأن سيفك بنصله يرهب ..
و إن حصون معابدي
مهما تعالت سهمك
يصيب فلا تتردد ..
طبعي حنون عليك
فكيف أخون ؟!
وأنت المتمردة بغرامك
سلبتي عقلي و إدراك ..
عشقي و أشواقي
كوابل رصاص ..
و لهفتي نار تحرقني
عليها أصلب !
معك أحيا و معك أموت
و بك أنتصر و منك أغلب ..
حبيبي و حبيبي و حبيبي
أما بعد :
إحترت و المطر بصحرائي ؟
يتراقص على أوتار قلبي
لحنا يجتاح كياني
يجعل من حزني أفراحا ..
رياحك تحملني بجنون
الشوق و التمرد و العصيان !
لأعلن من على منصة دخانك
بيان عشقي و إشتياقي
وأكتبك ليصير الحبر حبرا
يا عيد عمري و زماني
يا إيحائي و حناني ..
لا أجد حروف تكفيني
ترتب سطور أوراقي !
و منجلك يحصد أشعاري ..
ياروح تسكن روحي
تسقيني من زمزم بأقداحي ..
ولدت بوجودك
أنتظر خلف ستائري ..
و الفجر المتلهف لرؤياك ..
تنحنح الظلام ..
هلل العمر ..
بان وجه القمر هو أنت ..
يا قطعة من روحي
نقشتها من بدء التكوين ..
يا أمنية الفؤاد
أحتسي على شرفاتك
قهوتي الداكنة ..
ألا تعلم !؟
أن كل القوافي لك
لحنا يعزفه الفضاء ..
يأخدني إليك القدر
إحتضنني و وهبني دون وعي
لأتعلم لغة صمتك ..
على أهداب الطيور السوداء
يغرد حلمي مرتجفا
حتى يفيض الياسمين عشقا
ليعانق طيفك المغلف باللأزورد ..
يا رجل الدخان
ألا تعلم ؟!
أن التمرد و الجنون هما التوبة ..
على أهذاب الطيور السوداء
ألوك معوذاتي و طقوسي
لأعبر مع الهواء إلى ريئتيك ..
وأنت تناجي روحي
تقرأها ككتاب مقدس
مكتوب فيه تمرد .. خيال .. جنون
همس و سكون ..
توشحت بخيوط الليل
بين السفر و الترحال
نلاحق حلمنا الهارب
لتستفيق أرواحنا ..
و تعيدني طفلة تطفو
بأمواج عشقك كل الزوارق
لنلتقي تحت قناطر قوس قزح
و نرسم عشقنا
بريشة القلم فوق الغيم
(د. سامية شاعرة السحر والجمال)
نشره: د. حاتم العنانى (المستشار الإعلامى للوكالة)
