خالد بن الوليد .. د. حاتم العنانى

خالد بن الوليد .. د. حاتم العنانى

د. حاتم العنانى (المستشار الإعلامى للوكالة)
سيف الله المسلول خالد بن الوليد (592 م – 642 م)
خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي صحابي وقائد عسكري، اشتهر بعبقرية تخطيطه العسكري وبراعته في قيادة جيوش المسلمين، رفع راية الإسلام، وقاد معارك الفتح الإسلامى فى الشام، ولم يعرف الهزيمة قط ليكون واحداً من أعظم القادة العسكريين فى التاريخ، فهو لم يهزم فى أكثر من مائة معركة أمام قوات متفوقة عدديًا من الإمبراطورية الرومية البيزنطية والإمبراطورية الفارسية وحلفائها، واشتهر بحسن تخطيطه العسكرى وبراعته فى قيادة جيوش المسلمين فى حروب الردة وفتح العراق والشام
حارب المسلمين في غزوتي أحد والاحزاب ولم يحارب في بدر لانه كان في بلاد الشام وقت وقوع الغزوة الاولى بين المسلمين و مشركي قريش،
هو أبو سليمان خالد بن الوليد بن المغيرة، ينتمي إلى قبيلة مخزوم، وهي من أشرف قبائل قريش، ولد خالد بن الوليد قبل الهجرة بخمس وعشرين عام، ووفقًا لعادة أشراف قريش، أرسل خالد إلى الصحراء، ليربّى على يدي مرضعة ويشب صحيحًا في جو الصحراء. وقد عاد لوالديه وهو في سن الخامسة أو السادسة، فعاش وسط أسرته حياة منعمة مترفة، وكان قوي الجسم مفتول العضلات، فتفوق على الفتيان من أقرانه قوة ونشاطاً، وقد هيأت له أسرته كل أسباب العيش الهنيء، فلم يكن يصرف وقته كبقية أقرانه في العمل لكسب عيشه، فأموال والده تكفيه وتكفي قبيلته. تعلم الفروسية كغيره من أبناء الأشراف، ولكنه أبدى نبوغاً ومهارة في الفروسية منذ وقت مبكر، وتميز على جميع أقرانه، ولذا كان يصرف وقته في ركوب الخيل، والتدرب على المبارزة، فشب على حب هذه الأمور،فبرز كفارس عظيم منذ صباه، فلم يصمد أمامه فتى من فتيان القبيلة في مبارزة، كما عُرف بالشجاعة والجَلَد والإقدام، والمهارة وخفة الحركة في الكرّ والفرّ. وهذا ما جعل قبيلته تعتمد عليه في غزواتها، ومما زادهم ثقة، أنه لم يحدث لأحد منهم أن التقى بخالد سكراناً كبقية الفتيان من أقرانه، فكان إذا ما ضمه مجلس شراب ولهو ترك رفاقه في لهوهم وصخبهم وانتحى بنفسه جانبا، أو ترك المجلس، وكثيرا ما كانت تحدثه نفسه حين يرى تلك المجالس قائلة: ألمثل هذا خلق الشباب؟. ما أن بلغ خالد مبلغ الرجولة حتى نال زعامة قومه في القتال، نالها بشجاعته وبطولته، التي شهد له بها قومه، ولم تنقض سنتان على موت والده حتى كان قائد الميمنة في معركة أحد المشهورة، تلك المعركة التي ما كان للكفار أن يكسبوها، لولا فطنة خالد وحسن تدبيره. خطط خالد فأحسن التخطيط ثم نفذ بدقة، وتابع العمل حتى جنت قريش بثمار عمله، وانتصرت على المسلمين في تلك المعركة.. كان خالد أحد صناديد قريش يوم الخندق الذين كانوا يتناوبون الطواف حول الخندق علهم يجدون ثغرة منه؛ فيأخذوا المسلمين على غرة، ولما فشلت الأحزاب في اقتحام الخندق، كان “خالد بن الوليد” أحد الذين يحمون ظهورهم حتى لا يباغتهم المسلمون.
وفي عام الحديبية، تصدى خالد بن الوليد للنبي صلى الله عليه وسلم أثناء سيره لمكة، وكان معه مائتا فارس، قادهم ليحول بين النبي وبين دخول مكة، ولما حان موعد صلاة الظهر صلى الرسول بأصحابه صلاة الخائف، هم بمهاجمتهم لكنه امتنع عن ذلك وقد بين السبب في تراجعه هذا بعد إسلامه فقال:
ولقد هممت بمهاجمتهم وهم في صلاتهم وما منعني إلا ما استشعرت به من حقارة وخسة، إن أنا غدرت، فلا يزال المرء يحتقر نفسه، إن تخلى عن شهامته ورجولته، وهو إن أصاب خصمه، فلا فضل له في ذلك.
إسلام خالد بن الوليد اعتنق خالد بن الوليد الإسلام بعد أن جاوز الأربعين سنةً من عمره، وكان ذلك بعد أن أرسل له أخوه رسالةً خاطبه فيها قائلاً: “سألني رسول الله عنك، فقال أين خالد؟ فقلت: (يأتي به الله)، فقال: ما مِثلُه يجَهِلَ الإسلامَ، ولو كان يجعل نِكايتَهُ مع المسلمين على المشركين كان خيرًا له، ولَقَدَّمْناهُ على غَيرِه، فاستدرك يا أخي ما فاتك منه فقد فاتتك مواطن صالحة”،
وقد كان خالد – رضي اللـه عنه – يفكر في الاسلام، فلما قرأ رسالة أخيـه سر بها سروراً كبيراً، وأعجبه مقالة النبـي – صلى اللـه عليه وسلم -فيه، فتشجع و أسلـم، وطلب منه خالد أن يستغفر له، ففعل
سيّر الرسول جيشاً من المدينة نحو بلاد الشام بقيادة زيد بن حارثة، وأخبر الصحابة بأنه إذا قتل زيد فجعفر بن أبي طالب ثم إذا قتل جعفر فعبد الله بن رواحة. عند وصول الحملة إلى مؤتة، كان قوامها ثلاثة آلاف فارس لمواجهة الروم، فوجئت بعددهم يزيد بعشرة أضعاف، دارت المعركة وكانت غير متكافئة فاستشهد القادة الثلاثة في المعركة، وسُلّمت الراية لخالد بن الوليد، فأخذ على عاتقه إخراج المسلمين من القتال بأقل الخسائر الممكنة، فأعاد ترتيب الجيش بخطةٍ تُوهم العدو بوصول مددٍ للمسلمين، .. ثم راح خالد يناوش الروم، والجنود ينسحبون، حتى أوغلوا في الصحراء بعيداً عن الروم، في حين خشي الروم أن يتعقبوا جيش المسلمين، مخافة أن يكونوا قد نصبوا لهم كميناً في الصحراء. واستطاع خالد أن يخرج القوة الأكبر للمسلمين دون قدرة العدو على مطاردة المسلمين؛ اعتقاداً منهم بوصول إمداداتٍ إليهم، ولم تلحق بهم الكثير من الخسائر مقابل خسائر الروم،
حارب خالد ببسالة في غزوة مؤتة، وكسرت في يده يومئذ تسعة أسياف. وبعد أن عاد إلى يثرب، أثنى عليه الرسول، وكان الرسول في المدينة يروي أخبار المعركة للمسلمين، إلى أن قال -عليه الصلاة والسلام-: (ثمَّ أخذ الرَّايةَ سيفٌ من سيوفِ اللهِ خالدُ بنُ الوليدِ ففتح اللهُ عليه)، ومنذ ذلك الحين سمي خالد: سيف الله المسلول.
فى يوم فتح مكة، ما إن وصل النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى مكة حتى جعل خالد بن الوليد على جناح الجيش الأيمن، وكان رجال من قريش قد رصدوا الباب الذي دخل منه خالد وجنوده، فجمعوا له جمعهم وحاولوا منعه من التقدم، فشهروا السلاح، ورشقوه بالنبال، فاضطر إلى مقابلتهم بالمثل، فقتل منهم قرابة الثلاثين، ولما انتهى خبر ذلك إلى الرسول صلى الله عليه وسلم غضب وقال: ألم أنهى عن القتال؟ فقالوا: إن خالد قوتل فقاتل. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: قضاء الله خير.. لا تغزى قريش بعد هذا اليوم إلى يوم القيامة
ندب الرسول صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة ببضعة أيام خالد بن الوليد مع ثلاثين فارساً لهدم العزى وهي أحد الأصنام التي كان يعبدها العرب، ولم تكن مهمة هدم معبود من المهمات اليسيرة، التي يستطيع أن يقوم بها أي شخص، لكن خالداً ليس إنساناً عادياً، وليس أي شخص ولذا فقد خرج حتى انتهى إلى العزى فهدمها وخرجت عليه امرأة شديدة السواد، طويلة الشعر، عظيمة الثديين، قصيرة، فضربها خالد بسيفه، وشقها نصفين وبذلك قضى على معلم من معالم الوثينة في الجزيرة العربية.
بعد أن التحق الرسول الكريم بالرفيق الأعلى، وآلت الخلافة إلى أبي بكر الصديق، هبت أعاصير الردة قوية ماحقة، لم يسكت أبو بكر عن المرتدين وأرسل خالد على رأس أحد الجيوش التي أعدها لمحاربة المرتدين فسار خالد بجيشه إلى بني أسد، وكان منهم طلحة الأسدى قد ادعى النبوة، وعرف باسم المتنبي الكذاب.
ودارت المعركة بين خالد وطلحة، وكانت حرباً قاسية، فانتصر خالد ومن معه من المسلمين وقضى على تلك النبوءة الكاذبة وردهم إلى الحق والدين. سار خالد بعد ذلك لمحاربة مالك بن نويرة، سيد بني يربوع لأنه منع الزكاة وارتد عن الإسلام، ولما وصل خالد منطقة البطاح، بث جنوده، فجاءوا بمالك وجماعة من قومه وحبسوهم، وكانت ليلة شديدة البرودة، فأمر خالد مناديًا أن أدفئوا أسراكم، وظن الحرس – وكانوا من كنانة – أنه أراد قتل الأسرى – على لغتهم – فشرعوا فيهم سيوفهم بالقتل، حتى إذا ما انتبه خالد كانوا قد فرغوا منهم. وأراد خالد أن يكفّر عن ذلك الخطأ الذي لم يعمده فتزوج من أم تميم ليلى بنت المنهال امرأة مالك؛ مواساة لها، وتخفيفًا عن مصيبتها في فقد زوجها الفارس الشاعر.
توجه خالد بعد ذلك لحرب مسيلمة الكذاب، وكان قد ادعى النبوة وهو من بني حنيفة، ويسكن اليمامة، وقد كان أشد المرتدين عنفاً، وأصلبهم عزيمة، وقد استعد لملاقاة خالد، فاستنفر قومه، فلبوا الدعوة، حتى بلغ عدد جيشه أربعين ألفا. التقى الجيشان فكانت معارك رهيبة انتصر فيها خالد في النهاية.. وصالحت بنو حنيفة خالداً بعد ذلك، وغنم ما عندهم من الخيل والإبل،
كان أبو بكر يدرك خطر قوى الشر الجاثمة وراء حدود الدولة الإسلامية، لذا فقد أعد العدة لنشر الدعوة في أنحاء المعمورة والتي كان يحكمها في ذلك الوقت أكبر دولتين الفرس والروم. وأرسل الخليفة أبو بكر، يأمر خالد بن الوليد بالتوجه إلى العراق.. وكان هرمز نائبا لكسرى على العراق..، وعزم هرمز على القتال وجمع جنوده وتوجه لقتال المسلمين، حيث ربط جنوده بالسلاسل كي لا يفروا.. وتلاحم الفريقان وقتل من الفرس خلق كثير، ولم يتمكن من النجاة إلا قلة قليلة، لأن السلاسل كانت تشدهم وتحد من تحركاتهم ولذا فقد سميت هذه المعركة بذات السلاسل، وقد استولى فيها خالد على قلنسوة هرمز المزينة بالذهب والجواهر، ومثل هذه القلنسوة لم يكن يلبسها في فارس إلا الأشراف، وقد منح أبو بكر هذه القلنسوة لخالد، مكافأة له على بطولته، 
ثم تابع خالد فتوحاته في العراق، وكان صيته يسبقه، فيفعل في أعدائه فعل السحر فلقد كان لانتصاراته الباهرة أثر كبير في تحطيم معنويات أعدائه.
جند أبو بكر أربعة جيوش لمحاربة الروم وأمر خالد بالتوجه إلى بلاد الشام لنصرة الجيوش الإسلامية هناك، وليكون أميرا لكل الجيوش الإسلامية، فترك العراق ومعه من اختاره من جنوده لمرافقته في هذه المهمة.. ..
سار خالد وجنوده يصلون النهار بالليل، والليل بالنهار، واستمر في سيره يفتح المدن والحصون، حتى أدرك مضارب العسانيين .. فحاصر مدينة بصرى وكانت قلعة حصينة للروم، وتعتبر مفتاح بلاد الشام آنذاك، وكان قد حاصرها قبله، ثلاثة قادة من قادة المسلمين هم: أبو عبيدة و شرحبيل بن حسنة و يزيد بن أبي سفيان فاستعصت عليهم، ولكن خالداً لم يغادرها إلا بعد أن اخضع أهلها ووافقوا على دفع الجزية، وكان لهذا أثر كبير في تحطيم معنويات الروم.
قرر قادة جيش الروم، حشد كل جنودهم في معركة واحدة، فيجهزون خلالها على العرب، فلا يبقى لهم وجود، وأدرك خالد ما ينويه الروم، ولذا فقد عبأ جيشه وقسمه إلى فيالق، ووضع خطة هجوم وخطة دفاع.
دارت المعركة كما توقع خالد، ولذا فقد جاءت خططه مناسبة تماماً فتم تنفيذها خطوة، خطوة . دار قتال ليس لضراوته نظير،
أقبل الروم فيه فيالق تتلو فيالق، كانت كأنها جبال تتحرك، وكان جيش المسلمين يندفع كالقذيفة، فبدأ للروم من المسلمين، ما لم يكونوا يحسبون، فقد رسم المسلمون لوحات رائعة لفدائية لم يشهد لها التاريخ مثيلا.
عندما بلغ خالد بن الوليد ذروة عظمته، آتاه كتاب أمير المؤمنين عمر بعزله عن القيادة وهو في قمة انتصاراته، فصدع بالأمر وسلم القيادة لخلفه أبو عبيدة بن الجراح بنفس راضية وتحول سيف الله المسلول إلي جندي بعد أن كان قائد لجيش المسلمين،
فقد كان طرازاً فريداً بين الناس، رحمك الله يا أبا سليمان، فلم يكن خالد من ذلك الطراز الذي يهمه شيء من هذا القبيل، ولذا فقد قال بعد أن انتهت المعركة: “أنا لا أقاتل من أجل عمر، وإنما أقاتل في سبيل الله”
إنه يرى أن لا فرق بين أمير الجيش وأي جندي منه، كل منهما يؤدي واجباً وفرضاً عليه نحو الله الذي آمن به، ونحو الرسول الذي بايعه، ونحو الدين الذي ارتضاه عن قناعة وسار تحت لوائه.
امتثل خالد بن الوليد لأمر الخليفة عمر بن الخطاب، وأصبح تحت إمرة أبي عبيدة وسار معه باتجاه دمشق،
وكانت حصن الشام، ومقر قائد الروم، وعلى أبواب دمشق،
عسكرت جيوش المسلمين، وقد أنيطت مهمة الباب الشرقي بخالد بن الوليد وكان هذا الباب من أمنع أبواب دمشق. وفي يوم من أيام القتال ولد للبطريق فسطاس ولد وأحب أن يحتفل بهذا الحدث، فكان احتفالاً كبيراً،
انهمك الروم خلاله بالولائم، وغفل الجند عن مواقعهم، وكان خالد بن الوليد يرصد كل ذلك، وهو القائد الفذ، صاحب البصيرة النيرة، والشجاع الذي لا يشق له غبار، فلما جثم الليل، نهض خالد وجنده، وبعض قادته ومنهم القعقاع بن عمرو و مذعور بن عدي، فقال لهم خالد: إذا سمعتم تكبير على السور، فصعدوا، واقصدوا الباب ولا تتوانوا.. تقدم خالد وصحبه إلى السور، حيث صعد القعقاع و مذعور، وعلقا عليه حبالاً، استخدمها الجند في الصعود، واعتلى خالد سور دمشق، وأمر المؤذن بالتكبير، فدوى صوته مجلجلاً بذكر الله،
وما إن سمع بقية الجنود التكبير حتى هرعوا إلى الباب، وقضوا على حراسه وفتحوا الباب الشرقي، مما أذهل الروم، وملأ قلوبهم رعباً، فقد كان الروم يخافون خالد بن الوليد، ولذا فقد أسرعوا إلى باب الجابية وطلبوا الأمان، فقابلهم أبو عبيدة عند باب الجابية وكان معه خمسة وثلاثون صحابياً فكتب لهم الأمان.
بعد سقوط دمشق في أيدي المسلمين سار خالد لاستكمال فتح بلاد الشام ووصل الحاضر حيث التقى جيش الروم بقيادة ميناس فنشب قتال مرير قضى خالد فيه على ميناس ومن معه، وقد أمن خالد أهل المدينة، وتابع سيره حتى نزل قنسرين، فدافع الروم عنها ببسالة، وضرب المسلمون حول المدينة حصارا محكما، ولما يئس الروم من القتال، طلبوا الصلح من خالد، فصالحهم خالد بعد أن خرب المدينة، عقابا لهم على مقاومتهم، ذلك أنهم لم يطلبوا الصلح إلا بعد أن بذلوا كل ما لديهم من جهد.
انطلق خالد بعد ذلك يجوب سهول سورية فيقضي على كل من تبقى من الروم، وكان ظله يتقدمه فيرعب اسمه الأعداء، حتى أن هرقل اضطر أن يغادر الرها هاربا إلى القسطنطينية، وقبل أن يغادر بلاد الشام قال: السلام عليك يا سوريا، سلاماً لا لقاء بعده. .. وهكذا سقطت بلاد الشام كلها في يد المسلمين.
اختار خالد بن الوليد حمص لتكون سكناً له، حيث بقي فيها إلى أن وافته المنية، ولشد ما حز في نفس خالد أن يموت على فراشه، فقد تمنى أن تكون منيته وسط المعارك، فيقع شهيدا في سبيل نشر راية الإسلام، ولهذا قال حين أعياه المرض:
ما في جسدي موضع إلا وفيه ضربة سيف أو طعنة رمح أو رمية سهم.. ثم ها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء…
وقبل أن تفارق روحه جسده الطاهر، أملى وصيته لعمر بن الخطاب ولم يكن لديه مالاً يوصي به، كل ما كان لديه، سلاحه وفرسه، وقد أوصى الفاروق أن يقدمها هدية للجهاد المقدس، ولما بلغت وصيته عمر،
وحينا سمع عمر بوفاته حزن كثيراً وقال:
“دع نساء بني مخزوم يبكين على أبي سليمان، فإنهن لا يكذبن، فعلى مثل أبي سليمان تبكي البواكي”.
فقد ورد في عدة مصادر أن عمر رضي الله عنه كتب في الأمصار:
«إني لم أعزل خالداً عن سخطة أو خيانة، ولكن الناس فُتنوا به فخشيت أن يُوكَلوا إليه ويُبتلوا، فأحببت أن يعلموا أن الله هو الصانع وأن لا يكونوا بعُرْضِ [بطريق] فتنة»
بل إن في رواية ابن كثير ما يؤكد ثقة عمر بن الخطاب بأمانة خالد وشجاعته وعدم الاستغناء عنه: «فلما انتهت الخلافة إلى عمر عزل خالداً وولَّى أبا عبيدة بن الجراح، وأمره أن يستشير خالداً؛ فجمع للأمة بين أمانة أبي عبيدة وشجاعة خالد»
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى