مصر التي لا يعرفها المصريون

 

بقلم/محمدالغنام

“رحلة إلى مصر “.

المفهوم النمطي يخفي صورة مصر الأخرى الرائعة المليئة بالآثار والمعجزات، و التي لا يعرفها المصريون جيدًا فيكفى أن تعبر الصحراء الشرقية لتصل إلى وادي النيل وتجد نفسك في عالم آخر ينعم بالهدوء.

هناك حيث مدينة الأقصر التي تنافس أهرامات الجيزة من حيث شهرتها وتدفق السياح إليها، حيث وادي الملوك ومعبد الفرعون “رع” ومن الناحية الأخرى من شاطئ النيل معبد الملكة حتشبسوت ماذا عن فنادق الأقصر وكيف أن لكل فندق خصوصيته المعمارية، ومنها فندق شهير على شاطئ النيل شهد تصوير مقاطع من فيلم “الموت على النيل” للكاتبة الشهيرة أجاثا كريستي.

إن روعة الأقصر لا تقتصر على آثارها فقط، بل هناك جمال النيل وهو يتلفح بشفق المغيب، وهو المنظر الساحر الذي يستمتع به السائحون من شرفات الفنادق.

وعن المناخ الطقس في صعيد مصر دافئ جاف، طقس يعشقه ليس فقط الأوروبيون الهاربون من الشتاء القارص بل والمصريون أنفسهم، وفى الماضي كان أصحاب البساط يقضون فترة الشتاء في صعيد مصر.

إن الرحلة من الأقصر إلى أسوان يمكن أن تتحول إلى مغامرة حقيقية، وإذا كان لديك وقت كاف فمن الأفضل أن تقوم بهذه الرحلة طبقا لتقاليد القرن التاسع عشر على ظهر باخرة تشق نهر النيل بهدوء لتصل إلى عاصمة جنوب البلاد، حيث السد العالي وبحيرة ناصر المعروفة بمياهها الزرقاء.

أما إذا لم يكن لديك الوقت والمال الكافيان فعليك السفر عبر السكك الحديدية أو عبر الأتوبيس وفى هذه الحالة ستحظى بمشاهدة الفلاحين المصريين البسطاء والمنازل المختلفة والشاحنات الصغيرة المحملة بالموز.

وخلال هذه الرحله ستري البشاشة تعلو وجوه أهل أسوان، ويرحبون دائما بالسائحين بابتسامتهم العريضة، رغم أن حياتهم تتميز بالبساطة.

كلما اتجهنا جنوبا-تختفي مزارع قصب السكر لتحل محلها مزارع الموز وشجر النخيل، وترى وجوه الفلاحين وقد اكتست بالسمرة، وخلف ذلك كله تجد أفريقيا الحقيقية ولكن قبل ذلك تجد أسوان.

في أسوان التي يقطنها الملايين والمليئة بالمصانع والحياة الصاخبة يبدو لكم من الوهلة الأولى أنه لا مكان للسائح هنا، ولكن في أسوان أيضا النيل بجماله وجزيرة النباتات التي تحتضن مختلف أنواع النباتات، وجنوبا تجد الشلالات المنحدرة من أعلى الصخور، بالإضافة إلى منتجع للطيور.

وعلى الجانب الآخر من الشاطئ هنالك الجبال المغطاة بالرمال الناصعة التي يستخدمها الكثيرون للعلاج وحمامات الشمس، حيث يقوم السائحون بدفن أجسادهم في هذه الرمال الدافئة بحثا عن الصحة والجمال.

ومن أجل الاستمتاع أكثر لابد الابحار على نهر النيل الى الشلالات ما أروع أن تقوم بمثل هذه الرحلة على مركب شراعي عند غروب الشمس وإن كنت وحيدا فيمكن لك أن تجلس فوق سطح أحد المركب لتستمتع بأنواع الطيور الجميلة التي تحوم فى هذه الأماكن، وترى كذلك أغصان الأشجار التي تقبل وجهك عند العبور بالممرات الضيقة. هذه مصر التي في خاطري اجمل بلاد الدنيا أنها مصر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى