قرار الحرب
قرار الحرب

قرار الحرب
كتب / سلامة مطاوع
لا شك أن قرار الحرب أصعب قرار يواجه القيادة السياسية لما له من تداعيات خطيرة على مسار التنمية في الداخل وزيادة الأعباء على ميزانية الدولة وتوقف عجلة الاقتصاد ومواجهة المجتمع الدولي مع احتمال فرض عقوبات دولية ولكن ليس أمامنا خيار آخر بعد استنفاذ كل السبل في تفاوض عبثي استغرق عشر سنوات حتى انتهاء السد وملأ السد الأول والثاني .
إن قرار الحرب يستدعي الانتباه إلى رغبة إسرائيل في الثأر من هزيمة حرب أكتوبر لتصنع لنفسها مجداً يمحو عار الهزيمة في حرب السادس من أكتوبر فنحن سنواجه إسرائيل على أراضي أثيوبيا (حرب بالوكالة ) بالإضافة لجميع الدول التي دفعت مليارات في تمويل سد النهضة الأثيوبي فإنها ستدافع بصور مختلفة عن استثماراتها …
ولكن نست إسرائيل وأثيوبيا التابعة لها أن مصر معها سلاح لن يستطيعوا امتلاكه أبداً ، إنه سلاح الحق فمصر تدافع عن حق شعب كامل تجاوز المائة مليون وله الحق في الحياة وما قدره الله لشعبنا منذ آلاف السنين لن تستطع إسرائيل وأثيوبيا إيقافه بغرض بيع المياه لنا والتحكم في مقدرات شعبنا والتلاعب بحياة المصريين .
إن من يحارب دفاعاً عن حق ليس كمثل من يدافع عن باطل فالحق دائماً ينتصر حتى وإن كانت المعطيات على أرض الواقع تبدو في صالح الباطل .
قال تعالى : ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )
ويقول أمير الشعراء :
الحرب في حق لديك شريعة..ومن السموم الناقعات دواء
لسنا دعاة حرب ولم نكن يوماً على مر الزمان من المعتدين بل دائماً كنا نحن في موقف الدفاع عن أرضنا وحقنا ولذلك كان نصر الله دائما حليفنا وكتب التاريخ بحروف من نور بطولات المصريين منذ فجر التاريخ في مواجهة الهكسوس وجحافل التتار الذين دمروا الخلافة العباسية وتصدينا بكل قوة لحملات الصليبيين وواجهنا الحملة الفرنسية في العصر الحديث ولنا مآثر كثيرة في مواجهة الاحتلال الإنجليزي وأذقنا اليهود مرارة الهزيمة على أرض سيناء المقدسة .
عليكم أيها المصريون أن تلتفوا وتتحدوا فما علمت سلاحاً أقوى من سلاح الاتحاد إذا جانبه الحق .