لنفسي التي لطالما حلمت ،أن تهرب مني نحو السماء، أحبك

بقلم: فاطمة الزهراء (المغرب)
 
كان الأمر صعباً ‘لى حد ما، أن أكتب رسالة لكِ، و أن أخبرك بما يجول بخاطري، انني اشتقت لكِ، كإشتياق الرضيع لثدي أمه، و شوق المؤمن للقاء ربه، كيف استطعتى أن تهجرني ؟، و تتركيني جسداً بلا روح ذبل ومات و أكل الذباب منه ؟ وهل لك من جواب على سؤالي؟ حقاً مررنا بظروف غامضة، قاسية و استثنائية قاهرة، جعلت السماء تمطر لهيب النار بدل الغيث النافع، وجعلت الليل يذهب بأفكارنا نحو ما لا تحمد عقباه، لكن هل كان يجب عليكِ حقاً ان تغادري فتاة بائسة؟، كل همها أن تصبح ذات ابتسامة عريضة، تكفي العالم بهجة وسروراً، سئمت الانتظار، و قُتلت بدونك ، ذبلت أنوار البريق ، وساد الظلام الحالك كل جزء في، و أصبحت كورقة سوداء ، كل من حاول أن يكتب عليها نفر و تركها دون أن يعيرها أي اهتمام، وها أنا ذا أكتب لك على طاولة من حزن وفقدانأامل، بقلم لا ينطق إلا بكِ ، وقد أصبح كل طموحي و أمل حياتي هو أن تعودي، لكي تعود البهجة والسرور والبسمة لهذا الكون كله، لأن ابتسامتك كافية لاسعاد العالم كله و بوجودك القمر أكثر نوراً، والشمس أكثر إشراقاً، والليل أكثر هدوءاً، أنت صاحبة السمو فهل كان يجب عليكِ حقاً المغادرة؟ لماذا اخترتي الانتحار كحل أفضل، هل كان آخر شيء قدمه لك عقلك؟ بالانتحار يا روحي قتلت نفسك ونفسي، وكتبتِ علي الموت ، فالانتحار كان قاسياً جداً جداً.
 
من دفينة قبر الحياة فاطمة الزهراء
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى